اندمج أمس 11 حزباً وسطياً أردنياً موالياً للحكومة في تجمع أطلق على نفسه "الحركة الوطنية الأردنية"، استجابة لدعوات رسمية متكررة الى "ضرورة تشكيل ائتلافات حزبية من الوسط واليمين واليسار" لمواجهة الحضور القوي والفاعل لأحزاب المعارضة الرئيسية في البلاد، خصوصاً "جبهة العمل الإسلامي" الواجهة السياسية لجماعة "الإخوان المسلمين" الأردنية والتي تحتلّ وحدها من دون سائر الأحزاب 17 مقعداً في البرلمان الأردني. ودعت الحركة الجديدة في احتفال إشهار نفسها، الذي حضره وزير التنمية السياسية محمد داوودية وغاب عنه ممثلو أحزاب المعارضة، إلى "تعزيز التلاحم الوطني وترسيخ الوحدة الوطنية" معتبرة أن على "الأحزاب مسؤولية في المشاركة الفاعلة في برامج التنمية الشاملة"، وشددت على "احترامها دولة القانون والمؤسسات والتزامها بالدستور". ونوّه الوزير داوودية ب "إنشاء الحركة الوطنية التي تعكس نضوجاً في الحياة السياسية الأردنية" واعتبرها "خطوة طيبة لبناء تحالفات سياسية لإيجاد التوازن المطلوب من خلال نشوء ثلاثة أو أربعة تيارات حزبية"، داعياً مؤسسي الحركة إلى "التهيؤ لحرب شعواء على هذه التجربة". والأحزاب التي انضوت في التجمع الجديد هي: "الرسالة" و"الأجيال" و"العهد" و"النهضة" و"الرفاه" و"المستقبل" و"الأنصار" و"الفجر الجديد" و"الوسط الإسلامي" و"العمل" و"حركة لجان الشعب". وكان الملك عبد الله الثاني أكد مراراً أنه "يتطلع إلى تشكيل تيارات حزبية في اليمين والوسط واليسار تُمهّد لتداول السلطة في المستقبل القريب". وأكد رئيس الوزراء فيصل الفايز أول من أمس أن" قيام تجمعات حزبية يُسهّل على الحكومة دعمها مالياً". ويعتبر دمج هذه الاحزاب من اولى الخطوات لتنفيذ خطة حكومية ا ف ب لتفعيل العمل الحزبي، على رغم أن اياً من الاحزاب ال 11 لا يمثل بعداً شعبياً واسعاً. وتشرف وزارة التنمية السياسية على تأطير ثلاثة تيارات حزبية تنضوي في اطارها مختلف الاحزاب بما يشكل اليمين واليسار والوسط. وأوضح الامين العام للحركة سمير العواملة انها "اطار تنسيقي يهدف الى خلق تيار وسطي على الساحة السياسية" شارحاً ان الحركة اطلقت على نفسها صفة الوطنية "لأنها معتدلة". ويتميز حزب "الوسط الاسلامي" داخل هذه المجموعة بشعبية نسبية بعد خوضه انتخابات 2003، من دون ان يتمكن من ايصال اي مرشح له الى الندوة البرلمانية. ورغم التقائه مع جبهة العمل الاسلامي، الذراع السياسية لجماعة الاخوان المسلمين في الاردن على العنوان الاسلامي، الا ان انضوائه في الاطار الجديد يؤكد التباعد بين الحزبين. وقالل الامين العام للحزب مروان الفاعوري ان "هذا التجمع ليس موجهاً ضد احد، لكننا نريد تكثيف الجهود والطاقات وتأكيد ضرورة اعتماد البرامج". من جانبه رحب حمزة منصور الامين العام لحزب جبهة العمل الاسلامي ب "أي منافسة حزبية شريفة"، وقال: "نريد ان نرى احزاباً قوية ومؤثرة تستطيع ان تصل الى مجلس النواب وتمارس دورها في الرقابة والضغط من اجل الاصلاحات".