برز السناتور الديموقراطي جون كيري مرشحاً قوياً للديموقراطيين الى الرئاسة، بعد انتصاره على منافسيه داخل الحزب في انتخابات آيوا. وبرز معه النجم الصاعد 50 عاماً السناتور جون ادواردز الذي توقع له المحللون تقدماً مذهلاً في ظل المعادلة الحالية للسباق. وفور اعلان فوزه فجر امس، شن كيري حملة قوية على ادارة الرئيس الاميركي جورج بوش واتهمها بالدفاع عن مصالح شخصية وبانتهاج سياسة خارجية "متعجرفة وحمقاء". وقال امام انصاره بعد اعلان فوزه بنحو 38 في المئة من الاصوات في الولاية: "اناضل لتحصلوا على رئيس يقف الى جانبكم وليس الى جانب المصالح القوية التي تغذي الحملات في اميركا. أناضل من اجل اعادة العمل بمفهوم اسميه الصدق الاساسي". واتهم كيري السناتور عن ماساتشوستس والمقاتل السابق في حرب فيتنام والمناهض في شدة للحرب في العراق، ادارة بوش بانتهاج "السياسة الخارجية الاكثر طيشاً وعجرفة وحماقة في التاريخ المعاصر"، داعياً الى تدخل دولي في اعادة إعمار العراق. وحل السناتور جون ادواردز بعد كيري في انتخابات آيوا التي شكلت المرحلة الاولى في سلسلة عمليات اقتراع داخل الحزب الديموقراطي لاختيار مرشحه الى السباق الرئاسي المقرر في تشرين الثاني نوفمبر المقبل. وحصل ادواردز النجم الصاعد في الحزب على 32 في المئة من الاصوات يليه هوارد دين الذي حل ثالثاً وحصل على 18 في المئة من الاصوات فقط، مخيباً بذلك توقعات بأنه سيكون المرشح الاقوى في اوساط الديموقراطيين. اما السناتور ريتشارد غيبهارت الذي كان يتزعم كتلة النواب الديموقراطيين في الكونغرس، فجاء في المرتبة الرابعة بحصوله على .510 في المئة من الاصوات، ما دفعه الى اعلان انسحابه من السباق الى البيت الابيض. وكان غيبهارت فشل في رهانه على الفوز في آيوا التي حقق فيها نتائج طيبة في الانتخابات السابقة كونه من ولاية ميسوري المجاورة. وشكل فوز كيري القريب من السناتور ادوارد كينيدي والنتائج الجيدة التي سجلها ادواردز الذي جاء من جنوبالولاياتالمتحدة، ضربة لهاورد دين المعارض ايضاً للحرب على العراق. وتوقع مراقبون ان يتعرض كيري، بعد انسحاب غيبهارت، لحملة قاسية من سائر المرشحين الديموقراطيين، خصوصاً ويسلي كلارك وجو ليبرمان اللذين آثرا عدم خوض الاختبار في آيوا. ورأى محللون ان تلك الحملة تفسح في المجال امام ادواردز للفوز في المرحلة الثانية من السباق في ولاية نيوهامبشير في 27 الشهر الجاري. بوش في غضون ذلك، اظهر استطلاع للرأي العام اجرته صحيفة "واشنطن بوست" وشبكة "اي بي سي" التلفزيونية، ان غالبية الاميركيين يعتقدون ان الديموقراطيين قادرون على ادارة اقتصاد البلاد في شكل افضل من الرئيس الجمهوري جورج بوش. وأظهر الاستطلاع الذي اجري عشية إلقاء الرئيس خطابه عن حال الاتحاد امس، انه في حال واجه بوش مرشحاً ديموقراطياً قوياًً في الانتخابات الرئاسية نهاية هذا العام، فإنه سيفوز عليه بنسبة ضئيلة جداً 48 في مقابل 46 في المئة. وعكس رغبة 40 في المئة من الاميركيين في ان يركز بوش على قضايا محلية بدلاً من الحرب على الارهاب 15 في المئة. وفي ما يتعلق بإدارة المشكلات المهمة في الولاياتالمتحدة، اكد 45 في المئة انهم يثقون في الرئيس الحالي، في حين رأى 44 في المئة ان الديموقراطيين اكفأ في ادارتها. وكشف الاستطلاع ان نسبة الاميركيين "غير الراضين" عن سياسة بوش ارتفعت الى 30 في المئة، وهي الاعلى منذ تسلمه مهمات الرئاسة عام 2000. وقال الاستطلاع إن 58 في المئة من الاميركيين لا يزالون يؤيدونه. وفي شأن الحرب على الارهاب، رأى 55 في المئة ان الادارة الحالية قادرة على منع وقوع هجمات ارهابية جديدة في البلاد.