أعلنت الولاياتالمتحدة انها لن تتدخل في اتخاذ العراقيين قرارات تمنح الأكراد حكماً ذاتياً. ولكنها شددت على انها ملتزمة وحدة العراق، فيما عقد الزعيمان الكرديان جلال طالباني ومسعود بارزاني اجتماعاً موحداً لقيادة حزبيهما لتوحيد ادارتيهما، وأعلنا رفضهما أي قرار ينتقص من طموحات الشعب الكردي وسعيه الى المحافظة على حكم ذاتي في عراق فيديرالي على أساس جغرافي واثني. وعقد زعيما "الاتحاد الوطني الكردستاني" جلال طالباني ورئيس "الحزب الديموقراطي الكردستاني" مسعود بارزاني امس اجتماعاً في مصيف دوكان السليمانية لقيادة الحزبين لتنسيق مواقفهما، خصوصاً في ما يتعلق بالفيديرالية. وفي مؤتمر صحافي في اعقاب الاجتماع الذي دام ساعات بحضور اعضاء المكتب السياسي وكبار القياديين، قال طالباني ان "الحزبين متمسكان بخيار الفيديرالية وفق ما أقره البرلمان الكردستاني عام 1992 والذي ينص على ضرورة منح الأكراد حكماً ذاتياً على الأسس القومية والجغرافية". وأضاف انه "تقرر ان يجتمع الحزبان في القريب العاجل مع بعض الاحزاب الكردية والعربية، خصوصاً الأحزاب خارج مجلس الحكم لتفسير وتوضيح موقفنا من قضية الفيديرالية". وتابع: "كما ان الحزبين سيجتمعان في القريب العاجل مع الحاكم المدني في العراق بول بريمر لمواصلة الحوار حول هذا الموضوع". وعن توحيد ادارة حكومة الحزبين الكرديين، قال طالباني ان "الأكراد سيسمعون أنباء سارة حول هذه المسألة في القريب العاجل". ومن جانبه، اكد بارزاني ان "موقف الحزبين واحد من مسألة الفيديرالية وليست هناك خلافات في هذه المسألة". ورداً على سؤال هل سيعلق وطالباني عضويتهما في المجلس في حال عدم موافقته على مبدأ الفيديرالية، قال بارزاني: "في هذه الحال سنرفع تقريراً الى البرلمان الكردستاني والشعب الكردي حول الموضوع ونتخذ في حينه ما يتناسب مع الوضع". وعند خروج الزعيمين من مبنى الاجتماع تجمعت عائلات كردية فقدت ابناءها في الحرب الداخلية التي تقاتل فيها الحزبان عام 1994 مطالبة بالإفراج عن ابنائهم وكشف مصيرهم. وعن هذه المسألة، قال بارزاني: "هناك لجنة مشتركة من الحزبين ستتولى حل هذه المشكلة". يشار الى ان عدد المفقودين في هذه الحرب يصل الى حوالى 120 شخصاً من كلا الجانبين. وقال مصدر في "الاتحاد الوطني الكردستاني" ان "هذه الاجتماعات ستتواصل اسبوعياً لاتخاذ موقف موحد ازاء القضايا الراهنة". وقبل اشهر من موعد نقل السيادة الى العراقيين، أعلنت واشنطن الاثنين الماضي انها غير مستعدة للتدخل للحيلولة دون اتخاذ العراقيين قرارات تسمح للأكراد بقدر من الحكم الذاتي. وعلى رغم مشاعر القلق في واشنطن وفي تركيا حليف الولاياتالمتحدة من ان السماح لهم بحكم ذاتي قد يفضي الى اقامة دولة مستقلة ويعزز دعاوى كردية تطالب بالاستقلال داخل تركيا ذاتها، إلا ان مسؤولين اميركيين قالوا ان اتفاق نقل السلطة الذي تم في تشرين الثاني الماضي يعني ان الولاياتالمتحدة لا يمكنها املاء قرارات. وقال سكوت ماكليلان الناطق باسم البيت الابيض الاثنين "الشعب العراقي هو الذي سيتخذ القرارات في هذا الاطار"، مشيراً الى اتفاق نقل السلطة للعراقيين نهاية شهر حزيران يونيو المقبل. وأضاف: "من الاهمية الحفاظ على سلامة أراضي العراق. ونحن ملتزمون بهذا بقوة. لكن هناك اتفاقاً تم التوصل اليه في 15 تشرين الثاني نوفمبر بين سلطة التحالف الموقتة ومجلس الحكم العراقي". وأفادت صحيفة "نيويورك تايمز" الاثنين ان حكومة الرئيس جورج بوش قررت السماح للمنطقة الكردية بأن تستمر في التمتع بشبه حكم ذاتي في اطار دولة عراقية ذات سيادة. وقال مسؤول في وزارة الخارجية الاميركية "افترضت دوماً ان الوضع الراهن سيستمر وانهم أكراد العراق سيتركون وشأنهم في ادارة شؤونهم في اطار اتحادي".