واصلت قوات الاحتلال الاسرائيلي ارتكاب جرائمها في اطار العملية العسكرية التي اطلقت عليها اسم "المياه الراكدة" في مدينة نابلس امس. وللمرة الثانية تحدى المواطنون حظر التجول وقوات الاحتلال امس وخرجوا لتشييع الشاب محمد المصري 16 عاماً الشهيد الرابع الذي سقط متأثرا بجروحه ليل السبت - الاحد. وكان المصري اصيب بجروح خطيرة عندما اطلق عليه جنود الاحتلال النار اثناء تشييع جثامين ثلاثة شهداء ظهر امس سقطوا في البلدة القديمة في مدينة نابلس المحتلة. وهدمت قوات الاحتلال في اطار عملية "المياه الراكدة" عدداً من المباني والمعالم التاريخية والاثرية ومنازل المواطنين في البلدة، خصوصاً حارة القريون، كان آخرها منزل المواطن جمال الكخن. واصيب مصوران صحافيان بجروح هما عبدالرحمن خبيصة وحسن التيتي اثناء مواجهات اندلعت امس بين المواطنين وقوات الاحتلال التي اقتحمت المستشفى الوطني في المدينة ومنعت المواطنين والمرضى من دخوله او الخروج منه. كما اصابت عدداً من المواطنين كانوا يستقلون سيارة اجرة صدمتها سيارة جيب عسكرية اسرائيلية. وما زالت المدينة تخضع الى حظر التجول وحصار مشدد حالا دون وصول اعداد من الصحافيين اليها لتغطية جرائم الاحتلال فيها. كما واصلت قوات الاحتلال فرض حظر التجول وعزل عشرات القرى والبلدات والمخيمات عن مدنها ومحيطها قرب سلفيت وقلقيلية وطولكرم. وانتقد رئيس الوزراء الفلسطيني احمد قريع امس "الصمت" الدولي ازاء "جرائم اسرائيل في الأراضي الفلسطينية"، خصوصا في نابلس. واتهم الدولة العبرية بأنها "تحول دون انجاح" الحوار الفلسطيني باغتيال كوادر فصائل فلسطينية. وجنوباً اصابت قوات الاحتلال برصاصها ثلاث مواطنات في بلدة بيت أمر شمال مدينة الخليل. وتخضع البلدة الى حظر التجول منذ ثلاثة ايام. في غضون ذلك، هدمت قوات الاحتلال ثمانية منازل في بلدة القرارة شمال مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، خمسة منها كليا وثلاثة جزئيا في توغل في البلدة ليل السبت - الاحد، كما اعتقلت ثلاثة مواطنين، وجرفت عشرات الدونمات الزراعية. إلى ذلك، اعلنت "كتائب الشهيد عز الدين القسام" الذراع العسكرية ل"حركة المقاومة الاسلامية" حماس انها قصفت مستوطنة "نتساريم" جنوب مدينة غزة بخمس قذائف هاون، من دون وقوع اصابات في صفوف المستوطنين او اضرار مادية. من جهة ثانية، اتهم قريع اسرائيل بأنها "تحول دون انجاح الحوار الوطني الفلسطيني عبر اغتيال الكوادر من حركة المقاومة الاسلامية حماس والجهاد الاسلامي وفتح". وأوضح قريع ان الحوار الفلسطيني الذي لم يتم تحديد موعد لجولته المقبلة "سيناقش قضايا عدة تتمثل ببرنامج سياسي واحد وتوسيع دائرة القرار، اضافة الى وقف متبادل لاطلاق النار مع الجانب الاسرائيلي". وأكد أن "الجهود المصرية مستمرة" من اجل مواصلة الحوار الوطني الفلسطيني.