كالعادة كان ليل الأراضي الفلسطينية ونهارها مثقلين بالجرائم والانتهاكات الإسرائيلية من جنين شمالا حتى رفح جنوبا. فجنود الاحتلال لم يتركوا فرصة للقتل أو الهدم وتقطيع الأوصال وممارسة العنصرية بأبشع أشكالها إلا واستغلوها، ففي محيط مستوطنة "موراغ" الجاثمة فوق الأراضي الواقعة بين مدينتي رفح وخانيونس جنوب قطاع غزة، قتل جنود الاحتلال الإسرائيلي مسلحا فلسطينيا أثناء عملية فدائية نفذها في المستوطنة. واستشهد الشاب محسن جابر 20 عاما من مدينة خان يونس في ساعة متقدمة من ليل السبت - الأحد في اشتباك ألقى خلاله عددا من القنابل اليدوية وأطلق النار فأصاب جنديا ومستوطنا بجروح. وتبنت الهجوم "كتائب المقاومة الوطنية" الذراع العسكرية ل"الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين" التي قالت في بيان لها انه جاء ردا على جرائم الاحتلال المتواصلة ضد الشعب الفلسطيني. وفيما سلمت سلطات الاحتلال جثمان الشهيد الى الجانب الفلسطيني ظهر امس، قالت مصادر طبية ان اثار تشويه وجدت على جثمان الشهيد الذي شيع جثمانه بمشاركة جماهير غفيرة. وفي مدينة رفح أقصى جنوب القطاع، نسفت قوات الاحتلال منزلا يملكه المواطن مراد عبدالعال، يقع في حي السلام شمال المدينة المحاذي للشريط الحدودي الفاصل بين فلسطين ومصر. وقال شهود ل"الحياة" ان المنزل نسف أثناء توغل نحو 10 دبابات مسافة 700 متر داخل الأراضي الفلسطينية، عندما وضع جنود الاحتلال الديناميت في المنزل المكون من ثلاث طبقات ويؤوي 18 فردا أصبحوا بلا مأوى. واعتقل الجنود اثنين من ساكنيه هما الشقيقان مراد وعماد عبدالعال واقتادوهما إلى جهة غير معلومة. الى ذلك، قال شهود ان مروحيات حربية إسرائيلية حلقت فجر أمس فوق عدد من المناطق جنوب القطاع، ما أثار مخاوف لدى السكان باحتمال قصف مواقع أو منشآت مدنية أو عسكرية. وأشار شهود إلى أن المروحيات حلقت في سماء شرقي مدينتي رفح وخان يونس قبل أن تختفي من دون ان تقصف أي أهداف. وفي مدينة الخليل في الضفة الغربية، هدمت قوات الاحتلال أربعة منازل. وقالت مصادر فلسطينية أن قوات الاحتلال هدمت بعد ظهر أمس منزلين يملكهما المواطن عبدالجواد جابر وابنه في منطقة البقعة شرق المدينة، مشيرة إلى أن قوات الاحتلال كانت هدمت منزلين في ساعات الصباح في منطقة وادي النصارى القريبة من مستوطنة "كريات أربع" في قلب الخليل، يملك احدهما ناصر سعيد دعنا ويقطنه عشرة أفراد ويملك الثاني المؤلف من طبقتين ماجد الفاخوري. وفرضت قوات الاحتلال حظرا للتجول على مدينة قلقيلية فجر أمس ومنعت المواطنين من التحرك والطلاب من الوصول الى مدارسهم. وقالت مصادر فلسطينية ان دوريات عسكرية إسرائيلية عدة اقتحمت المدينة فجرا، وأعلنت فرض حظر التجول عليها، وأيضا على بلدتي شويكة وفرعون قرب مدينة طولكرم. ولفتت إلى أن قوات الاحتلال طاردت طلاب المدارس ومنعتهم من التوجه إلى مدارسهم، كما منعت المزارعين من الوصول إلى حقولهم ومزارعهم. وأوضحت أن جنود الاحتلال انتشروا بكثافة في محيط بلدة فرعون من الجهتين الغربية والجنوبية التي تعمل قوات الاحتلال على إقامة السياج الفاصل فيها حاليا، وأرغمت المزارعين الذين تمكنوا من الوصول إلى مزارعهم على العودة إلى منازلهم. وطاردت قوات الاحتلال السيارات التي تعمل بين السواتر الترابية تلافيا للحواجز العسكرية، وصادرت المفاتيح من السائقين. تصاريح مرور لاهالي جنين وفي إجراء عنصري جديد، طلب جنود الاحتلال من الفلسطينيين في مدينة جنين أمس حيازة تصاريح مرور خاصة للسماح لهم بالتنقل بين المدينة ومحيطها من بلدات وقرى. وقالت مصادر إعلامية فلسطينية ان المواطنين في المدينة اشتكوا من أن جنود الاحتلال طلبوا منهم حيازة مثل هذه التصاريح التي تصدرها سلطات الاحتلال. كما أغلقت قوات الاحتلال طريق وادي يرقين وهي الوحيدة التي تربط المدينة بمحيطها أمام حركة المواطنين. وأدى ذلك إلى إحكام الحصار على المدينة ومنع مئات السيارات من الوصول اليها، كما منع آلاف المواطنين من حرية الحركة.