تواصل أمس الاستنفار الجوي على جانبي المحيط الأطلسي. واستمر "مسلسل" إلغاء الرحلات الجوية الى الولاياتالمتحدة. وأكد مسؤولون أميركيون ان هناك معلومات مؤكدة عن "مخاطر محددة" من احتمال تنفيذ اعتداءات مشابهة لهجمات 11 أيلول سبتمبر. وأطلقت طائرات حربية لحراسة الأجواء في كل من فرنسا وأميركا. وفيما نقلت هيئة الاذاعة البريطانية بي بي سي عن مصدر أمني ان رجلا تشتبه الولاياتالمتحدة في أنه ارهابي اراد ان يستقل الرحلة الرقم 223 لشركة "بريتش ايرويز" بين لندنوواشنطن الخميس الماضي والتي الغيت "لاسباب امنية". ونقلت الاذاعة عن ميكل مايسون المدير المساعد في مكتب التحقيقات الفيديرالي اف بي اي ان اجهزة الاستخبارات الاميركية "اعترضت عدداً من المكالمات الهاتفية المشفرة التي اكدت اهتماما خاصا تبديه شبكة القاعدة برحلة معينة". وتحدث مسؤولون أميركيون عن "معلومات موثوق بها أدت الى إلغاء الرحلة". وكتبت صحيفة "واشنطن بوست" ان مسارات الرحلات الجوية الدولية الثلاث وهي من مطار هيثرو في لندن الى مطار دالاس في واشنطن، ومن باريسومكسيكو سيتي الى لوس انجليس هي محور البحث المكثف عن الناشطين في تنظيم "القاعدة" والتي تقوم بها اجهزة الاستخبارات والشرطة في ثلاث قارات. وقالت ان اكثر من 15 رحلة جوية الغيت أو تأخرت أو حُولّت أو أخضعت للحراسة بواسطة مقاتلات اميركية حددت مواعيدها بدقة، إضافة الى ارقام الرحلات والمسارات وتم الحصول عليها من خلال اعتراض الاتصالات واستجواب معتقلين من "القاعدة" ومرشدين آخرين. لكن صحفاً اميركية أخرى نشرت أن الادارة الاميركية تواجه تساؤلات من حلفائها عن جدية المعلومات الاستخباراتية التي كانت سبباً في إلغاء الرحلات المختلفة. ونقلت "نيويورك تايمز" عن مسؤول أميركي أن قرار إلغاء رحلات شركة خطوط الطيران البريطانية لم يكن استجابة للمخاوف الامنية الاميركية، بل بسبب "رفض الطيارين البريطانيين الاقلاع مع وجود حراس مسلحين على متنها". وقالت إن واشنطن قررت، اضافة الى وجود مسلحين في طائرات شركات الطيران المختلفة المتجهة من الولاياتالمتحدة وإليها، أن ترافق هذه الرحلات مقاتلات من طراز "إف-16" بعدما وردت معلومات عن احتمال وقوع هجوم على غرار هجمات 11 أيلول. وأعلنت شركة الخطوط الجوية البريطانية أمس إلغاء رحلة من واشنطن إلى لندن ل"أسباب فنية"، ورحلة مقررة من لندن الى الرياض ل"اسباب امنية". كما أعلن تأخير رحلات في مكسيكو وتحويل مسار رحلة بين باريسونيويورك الى كندا، فيما عززت مانيلا إجراءات الأمن على كل رحلات الطيران الخارجية. وفي فرنسا، كشف قائد الدفاع الجوي الفرنسي الجنرال جان باتريك غافيار ان نحو 15 طائرة "ميراج 2000" تراقب حالياً المجال الجوي الفرنسي. وذكر ان الطلعات الجوية كُثفت في 20 كانون الاول ديسمبر الماضي لمواكبة رحلات مدنية "قادمة من اميركا الشمالية او متوجهة الى الولاياتالمتحدة".