ترتكب قوات الاحتلال الاسرائيلي جريمة كبرى جديدة في حق المعالم الاثرية والتاريخية في مدينة نابلس، كبرى المدن في الضفة الفلسطينيةالمحتلة، من خلال هدم وتدمير وتخريب عدد من هذه المباني والمعالم، خصوصا في بلدتها القديمة القصبة. هذه الجريمة ترتكب تحت سمع العالم وبصره كله وعلى الهواء مباشرة، في عملية اطلق الجيش الاسرائيلي عليها اسم "المياه الراكدة" التي لم تحرك في هذا العالم ساكناً. وعلاوة على كل الدمار الذي لحق بالمدينة، فقد اسفرت هذه العملية ايضاً عن استشهاد ثلاثة فلسطينيين ورابع في غزة. شيع آلاف الفلسطينيين الذين اخترقوا حظر التجول المفروض على مدينة نابلس امس جثامين ثلاثة شهداء سقطوا في المدينة برصاص قوات الاحتلال الاسرائيلي التي تنفذ في المدينة واحدة من أكبر جرائمها منذ اندلاع الانتفاضة قبل نحو 40 شهراً. واصابت قوات الاحتلال برصاصها اربعة مواطنين آخرين، احدهم في حال موت سريري، عندما خرجوا ليشيعوا الشهداء احمد المصري 15 عاماً وعامر عرفات 18 عاماً وروحي شومان 25 عاماً الى مثواهم الاخير. وتأتي هذه الجرائم في المدينة المفروض عليها حظر التجول لليوم التاسع على التوالي، في اطار عملية اطلق عليها الجيش الاسرائيلي اسم "المياه الراكدة" وينفذها في المدينة والبلدات والقرى والمخيمات المجاورة لها. وتنفذ هذه الجرائم في حق الانسان والمعالم التاريخية في المدينة في ظل صمت عربي ودولي مريب، لم يحرك احد تجاهه ساكنا. لكن السلطة الفلسطينية خرجت عن صمتها ونددت بما يجري في مدينة جبل النار، ووصف ناطق فلسطيني ما يجري في المدينة وجوارها بأنه "حملة قتل وتخريب وتدمير شاملة"، مشيرا الى ان "قوات الاحتلال تفرض حصاراً خطيراً شاملاً ولا انسانياً على المدينة والقرى والمخيمات". واعتبر في بيان بثته وكالة الانباء الرسمية وفا ان ما يجري في المدينة من قوات الاحتلال الاسرائيلي "يكشف مخططاتها العدوانية المستمرة الهادفة الى تدمير كل جهود السلام ومواصلة بناء جدار التوسع والفصل العنصري وتخريب مدننا وتحويلها إلى كانتونات محاصرة ومعزولة". وقالت مصادر عسكرية اسرائيلية ان قوات الاحتلال قتلت الفتى المصري بينما كان يرشق قوات الاحتلال بالحجارة من على سطح احد المنازل مع فتية اخرين. واضافت ان احد الشهيدين الاخرين لوحظ وهو يحمل سلاحا ويقترب من قوات الاحتلال فأطلقت عليه النار وأردته قتيلا، بينما قتلت الثالث في ما يبدو عندما كان يشغل عبوة ناسفة على حد قول الناطق. وبررت العملية في نابلس بأنها "تأتي في اعقاب ورود انذارات تحذر من اعتزام فلسطينيين تنفيذ عمليات" ضد اهداف اسرائيلية. وادعت ان مدينة نابلس هي المدينة الوحيدة الخاضعة للحصار بعد رفعه عن مدن جنين وطولكرم وقلقيلية ورام الله وبيت لحم والخليل حيث فرض في اعقاب العملية الفدائية التي وقعت قرب مفترق قيعا قرب مدينة بتاح تكفا قبل اسبوعين ونفذها مهاجم من "كتائب الشهيد ابو علي مصطفى" الذراع العسكرية ل"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين". وقال شهود ان قوات الاحتلال احتلت قصر الهادي التاريخي في البلدة القديمة في نابلس امس حيث تقيم 15 عائلة طردتها هذه القوات من منازلها في وقت سابق. واضاف الشهود ان عشرات المنازل والمباني التاريخية والاثرية طالها التخريب خصوصاً في حارة القريون، اضافة الى تدمير البنى التحتية فيها. وفي مخيم بلاطة القريب، اصيب مواطنان امس برصاص قوات الاحتلال التي تفرض على المخيم حظراً للتجول وتطلق النار على كل شيء يتحرك وتقوم بعمليات تدمير وتخريب. كما واصلت فرض حصار شامل وحظر تجول على قرى شرق نابلس، خصوصا قرية بيت فوريك التي خرج منها منفذ عملية مفترق قيعا الاستشهادية، وذلك منذ وقوع العملية، ما شل مناحي الحياة، وادى الى نقص في امدادات الادوية والاغذية وحليب الأطفال. حملة الاعتقالات مستمرة في غضون ذلك، اعتقلت قوات الاحتلال تسعة فلسطينيين من بلدة دورا جنوب غربي الخليل جنوب الضفة، في وقت فرضت حظر التجول على بلدة الفندق قرب مدينة قلقيلية، واعتقلت اخر من مدينة طولكرم على معبر الكرامة جسر اللنبي اثناء توجهه الى الاردن، واخرين في توغل في مدينة جنين ليل الجمعة - السبت. كما جرفت عشرات الدونمات المزروعة بأشجار الزيتون في بلدة الخضر قرب مدينة بيت لحم. وقال ناطق عسكري اسرائيلي ان مجموع المعتقلين في الضفة ليل الجمعة - السبت وصل الى 14 "مطلوبا". شهيد في غزة اما في قطاع غزة، فأعلن مصدر عسكري اسرائيلي امس ان الناشط معتصم ابو الحسن 17 عاما قتل اول من امس خلال تبادل لاطلاق النار مع جنود اسرائيليين قرب مجمع مستوطنات "غوش قطيف" جنوب قطاع غزة. واضاف ان الجيش عثر قرب جثة المسلح على عبوة ناسفة سيقوم بتفجيرها. واوضح مصدر فلسطيني ان الناشط ينتمي الى "حركة المقاومة الاسلامية" حماس. واعتقلت قوات الاحتلال 11 مواطنا هم رجل وزوجته واولاده وامه العجوز. وقالت مصادر فلسطينية ان قوات الاحتلال دهمت قرية وادي السلقا جنوب مدينة دير البلح وسط القطاع امس واعتقلت سالم ابو مغصيب وزوجته وبناته الخمس واولاده الثلاثة وامه العجوز واقتادتهم جميعا الى مكان مجهول من دون ابداء الاسباب. واضافت ان ثلاثة فلسطينيين اصيبوا برصاص قوات الاحتلال في مدينة دير البلح امس ايضا.