قتل خمسة من رجال الأمن السعوديين واصيب اثنان آخران بجروح امس في الرياض، إثر قيام ارهابيين باطلاق الرصاص عليهم لدى اقتيادهم أحد "المطلوبين في قضايا أمنية" الى منزله بحثاً عن اسلحة ومتفجرات فيه. كما قتل والد المعتقل. وتمكن الارهابيون من الفرار، فيما قبضت قوات الأمن على عدد من المشتبه بهم في مكان الحادث. وامتنعت المصادر الامنية السعودية المسؤولة عن الافصاح عن هوية المطلوب الذي قبض عليه صباح امس قبل المواجهة. وقال مسؤول أمني رفيع ل"الحياة" انه ليس من المدرجة اسماؤهم في قائمة المطلوبين ال24، لكنه وصفه بأنه "من الاشخاص الخطرين الذين كشفت التحقيقات عن وجود علاقة لهم بالخلايا الارهابية". وحصلت المواجهة الدامية قرابة الثالثة عصراً بتوقيت الرياض، عندما توجهت قوة من رجال الامن والمباحث الى بيت "المطلوب الخطر" الذي اعتقل في شارع بكر بن سوادة في حي الفيحاء شرق العاصمة. وبعد تفتيش المنزل والعثور على الأسلحة المخبأة فيه تعرضت القوة الأمنية لاطلاق رصاص كثيف من مسلحين كمنوا لها في الخارج، مما أسفر عن مقتل خمسة من افرادها، أحدهم برتبة نقيب ووالد المقبوض عليه الذي حاول الفرار. وفر المسلحون الذين ذكر شهود عيان ان عددهم يراوح بين ستة إلى عشرة، مستقلين سيارتين احداهما من طراز "جي ام سي يوكون" والأخرى من طراز "تويوتا كورولا". وهرعت قوات الامن الخاصة والشرطة الى المنطقة على الفور وفرضت طوقاً امنياً، وقبضت على عدد من الاشخاص المشتبه بأنهم كانوا مع المسلحين او عاونوهم، كما داهمت منزلين في شارع فرعي. وكان مصدر مسؤول في وزارة الداخلية صرح مساء أن "السلطات الأمنية المختصة في مدينة الرياض تمكنت من القبض على أحد المطلوبين في قضايا أمنية صباحاً. ووفقاً لما توافر من معلومات عن وجود اسلحة ومتفجرات في المكان الذي كان يقيم فيه المطلوب، توجهت فرقة لتفتيش مقر اقامته بصحبة والده واحدى المفتشات وفقاً للاجراءات المعمول بها. وعثر على قنبلتين يدويتين ورشاشين وخمسة مسدسات. واثناء استكمال الفرقة مهماتها اطلق مجهولون النار بكثافة على الموقع، مما أدى إلى مقتل خمسة من رجال الامن ووالد المطلوب وجرح اثنين من رجال الأمن، وقبض على بعض المشتبه بهم، ولا يزال الحادث محل متابعة الجهات المختصة". يذكر ان الحي الذي وقعت فيه المواجهة سبق ان شهد مطاردة في 18 كانون الثاني يناير الجاري لثلاثة من الارهابيين الذين تمكنوا من الفرار، لكن وزير الداخلية السعودي الأمير نايف بن عبدالعزيز أعلن الاثنين الماضي انه قبض على ثلاثة من المطلوبين وعدد من المشتبه بهم في ذلك الحادث. وفي واشنطن، اعتبر رئيس اركان القوات الاميركية الجنرال جون ابي زيد ان التهديد الذي يشكله المتطرفون في السعودية وباكستان يمثل التحدي الاكبر في الحرب الاميركية على الارهاب، لكنه اكد ان ذلك لا يمكن ان يحل بالقوة العسكرية الاميركية. وقال للصحافيين في واشنطن ان باكستان تلعب دور الحليف الحيوي في هذه الحرب ويجب ان تستمر في تلقي المساعدات الاميركية التي تحتاجها لمواجهة التطرف. ومضى يقول "انها معركة افكار مثلما هي معركة عسكرية. ويجب ان نساعد الرئيس الباكستاني برويز مشرّف في خوضها. والأمر نفسه بالنسبة الى السعودية التي تشهد تزايداً في الهجمات الارهابية وحيث تبذل الحكومة جهداً كبيراً للقضاء على هذا التهديد". موظفو معهد العلوم الإسلامية على صعيد آخر، قلّل مصدر مسؤول في السفارة السعودية في واشنطن من اهمية قرار اميركي برفع الحصانة الديبلوماسية عن عدد من السعوديين العاملين في "معهد العلوم الاسلامية والعربية" في العاصمة الاميركية التابع لجامعة الإمام محمد بن سعود، مؤكداً وجود تنسيق اميركي مع السفارة. وقال المصدر ل"الحياة": "نحن نتفهم تلك الاجراءات ونعتبرها احترازية بالنسبة اليهم"، مستبعداً أن تؤثر تلك الخطوة على العلاقة بين البلدين. وكانت السلطات الاميركية رفعت الحصانة الديبلوماسية عن عشرة سعوديين ومصري وأردني وبريطاني وطلبت منهم مغادرة اراضيها لمخالفتهم اللائحة الديبلوماسية، كونهم لا يعملون في السفارة ولا يحق لهم الحصول على وضع ديبلوماسي. وأوضح المصدر ان القرار كان موضع تداول منذ فترة وليس جديدا ولا يتعلق بالسعودية وحدها، وإنما يشمل البعثات الديبلوماسية كافة. ويقضي القرار بعدم الاعتراف بأي جهة لا تتبع سفارة بلادها مباشرة. وبما ان المعهد يقع خارج مبنى السفارة، فإن القرار يطبق عليه. وقال المصدر إن لا شيء يمنع المبعدين من العودة الى الولاياتالمتحدة، لكن يجب ألا يكونوا على كفالة السفارة، موضحاً أن على المركز تسجيل نفسه كمركز اميركي حتى يتمكن من اعادتهم. وأكد مصدر في "معهد العلوم الاسلامية العربية" في واشنطن ل"الحياة" وجود اتفاق مسبق معه، موضحاً أن المبعدين لم يتم انتقاؤهم، بل ان القرار يشمل نحو 70 شخصاً في المعهد تم الاتفاق في شأنهم. وكان بعضهم غادر سابقاً. وأشار الى ان المعهد تقدم للتسجيل كمركز اميركي منذ نحو 5 شهور ولا يزال في طور انهاء الاجراءات. انشئ المعهد في أميركا العام 1988 في مدينة فيرفاكس في ولاية فرجينيا في منطقة واشنطن الكبرى كمؤسسة غير ربحية تابعة لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في الرياض. ويعتبر واحداً من ستة معاهد وكليات أنشأتها الجامعة خارج السعودية. ويهدف المعهد الى تعريف المجتمع الأميركي بالحضارة الإسلامية والعربية ونشر اللغة العربية. على صعيد آخر، افتى عضو هيئة كبار العلماء في السعودية الشيخ عبدالله المطلق بجواز لبس البطانيات والالحفة فوق ملابس الاحرام خلال الحج هذا العام نظرا الى تدني درجة الحرارة في مكةالمكرمة هذه الايام. وهذه المرة الاولى التي يُفتى فيها بالسماح بالالحفة والبطانيات في الحج.