سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
قريع يعرض لقاء شارون من دون شروط واسرائيل ترفض ... واليمين يعتبر العملية "ثمرة" تبادل الاسرى ويطالب بابعاد عرفات الى تونس ."كتائب الاقصى" ترد على مجزرة غزة بهجوم في القدس واسرائيل ستستهدف "الارهابيين" ولن تفرض حصاراً شاملاً
بعد مرور أقل من 24 ساعة على الاعتداء الذي نفذته قوات الاحتلال الاسرائيلي في حي الزيتون في مدينة غزة والذي ادى الى استشهاد ثمانية فلسطينيين من بينهم طفل، وقعت عملية تفجيرية في باص اسرائيلي في قلب القدس الغربية قرب مقر رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون قتل فيها 10 اسرائيليين واصيب أكثر من 50 آخرين بجروح مختلفة وتبنتها "كتائب الاقصى" التابعة لحركة "فتح". وبدا ان الهجوم يضيف سبباً جديداً لتعطيل الجهود المتعثرة أصلا التي تبذلها الولاياتالمتحدة واطراف عربية لاعادة الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي الى استئناف الاتصالات واللقاءات بينهما. اعتبر الهجوم التفجيري الذي استهدف باصاً في القدس الجديدة والذي تبنته "كتائب شهداء الاقصى" التابعة لحركة "فتح"، رداً فلسطينياً سريعاً على مجزرة حي الزيتون في غزة والتي جاءت في وقت ساد فيه الهدوء من الجانب الفلسطيني. ورأى اليمين الاسرائيلي في هجوم امس "ثمرة" لصفقة تبادل الأسرى بين اسرائيل و"حزب الله". وتزامن وقوع العملية مع اعلان الموفدين الاميركيين الديبلوماسيين جون ولف وديفيد ساترفيلد استعداد رئيس الوزراء الفلسطيني احمد قريع للقاء نظيره الاسرائيلي ارييل شارون "من دون شروط مسبقة" بناء على طلبهما ودعوة اطراف عربية، في محاولة ل"حلحلة" الوضع المتأزم ولتلافي اضعاف السلطة الفلسطينية التي كان الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان حذر في وقت سابق من انهيارها. وسارعت اسرائيل الى اعلان رفضها العرض الفلسطيني في شأن اللقاء، معلنة في الوقت ذاته الغاء لقاء ثلاثي فلسطيني - اسرائيلي - أميركي بحضور ممثلين عن الدول المانحة في الاتحاد الاوروبي كان من المقرر عقده ل"بحث التسهيلات" التي تعتزم حكومة شارون تنفيذها للتخفيف من وطأة الاحتلال وممارساته ضد اكثر من ثلاثة ملايين فلسطيني. وأشارت "كتائب شهداء الاقصى" في بيان الى ان منفذ العملية هو علي جعارة من مدينة بيت لحم وهو شرطي في قوات الأمن الفلسطينية. وذكرت مصادر اسرائيلية ان 12 من المصابين في العملية في حال خطرة. ووفقاً لمصادر أمنية اسرائيلية لم ترد "انذارات محددة" في شأن هذه العملية، مشيرة الى وجود نحو 50 انذاراً "عاماً" بنية فلسطينيين تنفيذ عمليات. دعوات الى طرد عرفات وعلى رغم ادانة قريع العملية التفجيرية واصدار حركة "فتح" بياناً نفت فيه مسؤوليتها عنها، حملت حكومة شارون السلطة الفلسطينية ورئيسها ياسر عرفات المسؤولية، فيما دعا زعماء اليمين الاسرائيلي ومن بينهم وزير الزراعة حزب ليكود يسرائيل كاتس الى عقد اجتماع للحكومة الاسرائيلية واتخاذ قرار بطرد الرئيس الفلسطيني و"اعادته الى تونس". ورأى النائب الليكودي ايهود ياتوم ان عملية القدس بمثابة "الرد الذي يقدمه الامين العام لحزب الله حسن نصر الله وعرفات وزعيم حماس الشيخ احمد ياسين وقادة ايران على الوهن الاسرائيلي الذي ظهر في موافقتها على الافراج عن عدد كبير من الأسرى وتنازلها عن ورقة يمكن استخدامها للمساومة في قضية رون اراد"، في اشارة الى مصطفى الديراني الذي شملته صفقة التبادل مع "حزب الله". وقال رئيس لجنة الخارجية والامن البرلمانية الاسرائيلية يوفال شتانتس ليكود ان العملية "اهانة مضاعفة" لإسرائيل في ظل اتمام صفقة التبادل. الرد الاسرائيلي وعقدت القيادة العسكرية الاسرائيلية "جلسة مشاورات" شارك فيها شارون ووزير دفاعه شاؤول موفاز للبحث في "الرد" الاسرائيلي على عملية القدس، كما دعا شارون الى اجتماع لطاقمه الأمني مساء امس. وذكرت مصادر اسرائيلية ان قرارات المستوى العسكري الاسرائيلي "لن تتضمن فرض حصار شامل" على الاراضي الفلسطينية. ونقلت عن موفاز قوله انه لن يأمر بفرض الحصار على الاراضي الفلسطينية وان عمليات ستتخذ "ضد الارهابيين". وكانت قوات الاحتلال اغلقت حاجز قلنديا الفاصل بين رام اللهوالقدس ومنعت الفلسطينيين من الدخول او الخروج، فيما شددت حصارها على باقي المدن والتجمعات السكنية الفلسطينية في اعقاب العملية. قريع يدين قتل المدنيين من الطرفين ودان رئيس الوزراء الفلسطيني العملية الفدائية في القدس وجرائم الاحتلال الاسرائيلي و"قتل المدنيين من الطرفين" الفلسطيني والاسرائيلي، ودعا الى تنفيذ الالتزامات المتبادلة والى اعلان وقف فوري للنار. من جهته، قال وزير شؤون المفاوضات الفلسطيني صائب عريقات ان "العنف لا يؤدي الا الى العنف، والرصاص لا يؤدي الى الرصاص"، ودعا اللجنة الرباعية الدولية الى التدخل العاجل لكسر دائرة العنف والعنف المضاد. "حماس" و"الجهاد" تحملان اسرائيل المسؤولية وحملت حركتا "الجهاد الاسلامي" و"حركة المقاومة الاسلامية" حماس الحكومة الاسرائيلية مسؤولية العملية. وقال عبدالعزيز الرنتيسي أحد قادة "حماس" السياسيين موجها حديثه الى الاسرائيليين: "الذي سبب لكم هذا الموت هم قادة العصابات الصهيونية الذين يذبحون الأبرياء بدم بارد"، في اشارة الى قتل القوات الاسرائيلية ثمانية شهداء في حي الزيتون في غزة قبل ايام على عيد الاضحى المبارك. وقال عبدالله الشامي من حركة "الجهاد الاسلامي"، إن العملية جاءت رداً على مجزرة حي الزيتون وهي جزء من المقاومة الفلسطينية المشروعة ضد الاحتلال الاسرائيلي.