أعلن قائد قوات "التحالف" في العراق الجنرال ريكاردو سانشيز أن بإمكان قواته ضمان الأمن لتسهيل اجراء انتخابات في هذا البلد، مشيراً إلى أن اعتقال حسن الغول، أحد ناشطي تنظيم "القاعدة"، أظهر أن التنظيم يسعى إلى "موطئ قدم" في العراق لتنفيذ عمليات ضد "التحالف". وفيما أقر مسؤولون أميركيون باحتمالات اندلاع حرب أهلية، أعلن رئيس الأركان الجنرال بيتر شوميكر أنه طلب من إدارات في البنتاغون درس كيفية استبدال القوات المرابطة في العراق في عام 2005 وما بعده. في الوقت ذاته، أقرت مستشارة الرئيس الأميركي لشؤون الأمن القومي كوندوليزا رايس بأن حقيقة برامج أسلحة الدمار الشامل العراقية "ربما لن تعرف أبداً بسبب أعمال النهب" التي تلت الحرب، ساعية إلى تفادي دعوات لفتح تحقيق مستقل في معلومات استخباراتية خاطئة تتعلق بتلك البرامج، واتخذتها إدارة بوش مبرراً لشن الحرب. ونقل وفد من مجلس الحكم الانتقالي عن الرئيس السوري بشار الأسد تأكيده استعداد دمشق لإعادة أموال عراقية مودعة في سورية "إلى السلطة العراقية وليس إلى الاحتلال" راجع ص2 و3. في بغداد، أعلن الجنرال سانشيز أمس أن بالإمكان ضمان الأمن في العراق في حال أجريت انتخابات مباشرة قريباً، إذا راجع "التحالف" خططه في هذا المجال. وأضاف أثناء مؤتمر صحافي رداً على سؤال عن الأمن في حال أجريت الانتخابات قريباً: "نستعد لضمان الأمن أياً تكن الوسيلة السياسية التي ستعتمد للتوصل إلى هيئة تشريعية موقتة، وسنكون قادرين على ضمان الأمن اللازم في مناطق البلاد، ولو سألتموني هل سيكون أمناً تاماً، فإن جوابي بالطبع لا". وينص اتفاق 15 تشرين الثاني نوفمبر بين مجلس الحكم الانتقالي العراقي و"التحالف" على اختيار اعضاء الهيئة التشريعية من ممثلي مجالس محلية، لكن هناك مطالبة من الشيعة بانتخابات مباشرة ليس وارداً تنظيمها بحسب الاتفاق قبل عام 2005. وقال سانشيز: "نعمل مع سلطة التحالف الموقتة والشعب العراقي، ونكثف انتشار القوات حيث هناك ضرورة للتمكن من تأمين الحماية لهذه العملية الاقتراع، واعتقد اننا قادرون على هذه المهمة". إلى ذلك، أعلن سانشيز ان اعتقال حسن الغول، أحد ناشطي "القاعدة" أخيراً، أظهر أن التنظيم يسعى إلى "موطئ قدم" في العراق، لتنفيذ عمليات ضد قوات "التحالف". وكان مسؤولون أميركيون أعلنوا اعتقال الغول أول من امس، ووصفوه بأنه "المجند والمسهل للقاعدة" الذي عمل مباشرة تحت اشراف خالد الشيخ محمد "المخطط الرئيسي" لهجمات 11 أيلول سبتمبر 2001، قبل اعتقاله في آذار مارس الماضي. وقال سانشيز إن "اعتقال الغول يشكل دليلاً قوياً على ان القاعدة تحاول كسب موطئ قدم هنا لمواصلة حملاتها الاجرامية". ورفض تأكيد هل اكتشفت الاستخبارات الاميركية خلايا ل"القاعدة" في بغداد وأماكن أخرى في العراق. وزاد ان السلطات الاميركية تعتقد أن متطرفين يقيمون علاقات مع عناصر موالية لصدام حسين "كما نعتقد ان هناك جهوداً لتعزيز هذه الارتباطات". وأعرب مدير "مركز المقريزي للدراسات التاريخية" في لندن الدكتور هاني السباعي عن اعتقاده بأن اسم حسن الغول غير كنية لقيادي في "القاعدة". وقال في اتصال هاتفي مع "الحياة" في القاهرة أمس: "لا أعتقد أن هناك شخصية كبيرة بهذا الاسم في جماعة الجهاد أو غيرها"، ولم يستبعد أن يكون الاسم مدوناً في جواز سفر الشخص المذكور لدى اعتقاله، وأشار الى أن شخصاً اسمه حسن كان عضواً في جماعة "الجهاد" وكانت له مكانة كبيرة في التنظيم، وهو "من أقدم المجاهدين العرب الذين ذهبوا الى افغانستان وعاش فترة طويلة في مناطق الشمال والجبهات الساخنة وحارب في وادي بنجشير، وكان يلقب ايضاً باسم حمدي، لكنه قتل في القصف الاميركي لمعسكرات افغانستان عام 1998 وورد اسمه في لائحة القتلى آنذاك، وهو من منطقة شبرا في مصر". ورجح السباعي أن يكون الغول واحداً من قادة "الجهاد" سواء الذين دخلوا في تحالف مع أسامة بن لادن أم ممن اعتقلوا في ايران، وأشار الى أن بعض من هؤلاء تمكن من الفرار وعاد الى افغانستان مثل رجان مصطفى سالم وثروت صلاح شحاتة. كما كشف السباعي أن قيادياً في جماعة "الجهاد" هو عبدالله رجب المحكوم بالإعدام في قضية "العائدون من ألبانيا" بموجب قرار محكمة عسكرية مصرية، معتقل في إحدى الدول الأوروبية. وأبدى السباعي، وهو اصولي مصري محكوم غيابياً بالأشغال الشاقة المؤبدة في القضية ذاتها، مخاوف من أن يكون الغول هو نفسه رجب، مشيراً الى أن الأول عرف بين الأصوليين باسم حسن ابو الخير. وأوضح أن رجب لم يكن منتمياً إلى أي جماعة إسلامية ولم يكن من أعضاء جماعة "الجهاد" أو قادتها عندما كان في مصر، وهو من الوجه البحري ولم يعتقل في 1981 وسافر إلى باكستان في 1988 ضمن مجموعة من السلفيين لحضور مؤتمر التبليغ السنوي الذي يعقد في مدينة لاهور، ثم أراد التعرف إلى أحوال "الجهاد" الأفغاني في بيشاور، وهناك تعرف إلى بعض الأفراد الذين قدموه إلى بعض قادة الجماعات الإسلامية ومنها جماعة "الجهاد". وأمس، اطلقت قوات "التحالف" أربعة لبنانيين اعتقلوا أثناء الحرب على العراق، ونُقلوا إلى مطار بيروت على متن طائرة تابعة للجنة الدولية للصليب الأحمر. وأفادت وكالة الأنباء الأردنية ان طائرة تابعة للصليب الأحمر وعلى متنها عشرة أردنيين احتجزتهم القوات الأميركية في أم قصر جنوب وصلت إلى مطار عمّان.