عرف منذ زمن بعيد ان قائمة الهدافين في لعبة كرة القدم مقتصرة على المهاجمين فقط، لأنهم هم المؤهلون للتنافس على لقب الهداف ومن الصعب ان يخطف اللقب لاعب يلعب في مركز آخر. لكن في الملاعب السعودية اختلفت الحال هذا الموسم، وكسر لاعب وسط الاتحاد والمنتخب السعودي محمد نور القاعدة وتمكن من مزاحمة المهاجمين على صدارة لائحة الهدافين في دوري كأس خادم الحرمين الشريفين، بل تصدرها وأصبح قريباً من الحصول على اللقب... بعدما تقدم على مهاجمين أفذاذ أمثال ياسر القحطاني من القادسية وعبدالرحمن البيشي من النصر والبرازيلي باولو داسليفا من الوحدة والسنغالي محمد مانغا من الشباب. وكانت انطلاقة نور الذي يعد حالياً ابرز اللاعبين السعوديين، قبل اعوام عدة في حواري مكةالمكرمة قبل ان ينضم الى نادي الاتحاد في فئة الشباب. وهو كشف عن موهبة واعدة منذ ان وطأت قدماه أرض "العميد"، وتنبأ الاتحاديون يومها بميلاد نجم سعودي بعد العروض المتميزة التي قدمها. وهو بلغ الفريق الأول قبل أربعة أعوام تقريباً، وذاع صيته الى حد كبير وساهم في تحقيق الكثير من الاستحقاقات المحلية والخارجية لفريقه. ولم يقتصر تألقه مع الاتحاد فقط، بل مع منتخب بلاده أيضاً فلن ينسى السعوديون هدفه الذهبي في مرمى البحرين في نهائي كأس العرب في الكويت العام الماضي حين توج "الأخضر" بطلاً للعرب، وحصل نور على جائزة افضل لاعب في البطولة. واتجه نور الى اللعب في مركز الوسط المتقدم بعدما كان يلعب في الوسط المدافع في الآونة الاخيرة، وهو أُتهم في اكثر من مرة بتناول المنشطات وذلك لأنه يجوب الملعب طولاً وعرضاً منذ البداية وحتى ان يطلق الحكم صافرة النهاية من دون كلل أو ملل، وتحدى نور أن يتم اثبات هذه الاقاويل. وتطرح تساؤلات كثيرة: اين المهاجمون... وهل هم غير قادرين على هز الشباك كما كانوا في السابق، خصوصاً ان لقب الهداف دائماً ما حصل عليه مهاجم منذ انطلاق الدوري السعودي قبل 25 عاماً؟ فهل يحصل نور على اللقب، أم يدافع المهاجمون عن انفسهم؟