أخذ السيد محمد حسين فضل الله على شيخ الأزهر محمد سيد طنطاوي أنه "أساء الى الاسلام والمسلمين عندما أعطى الدولة الفرنسية الحجة الشرعية الاسلامية في إصدار القرار منع ارتداء الحجاب باعتبار مبدأ الحق"، مطالباً اياه ب"الاعتذار للمسلمين والوقوف إسلامياً من أجل حماية الإسلام من كل ضغط في الداخل والخارج". راجع ص 5 وقال فضل الله في خطبة الجمعة: "فوجئنا بحديث شيخ الأزهر الذي استقبل به وزير الداخلية الفرنسي نيكولا ساركوزي باعطاء الحق الشرعي، من خلال صفته الشرعية الرسمية، لفرنسا في منع الفتيات المسلمات من ارتداء الحجاب، على رغم تصريحه بأن الحجاب فرض ديني، ودعاهن الى التزام هذا القرار - ولو صدر- تحت عنوان الاضطرار". وأضاف: "كأن شيخ الأزهر، من خلال هذا التصريح، يقول لكل الدول غير الإسلامية بل حتى الدول الإسلامية غير الملتزمة الإسلام: اصنعوا للمسلمين ظروف الاضطرار ليكون ذلك مبرراً لهم للخروج من التزاماتهم الشرعية. وكأنه يقول للمسلمين في فرنسا والعالم: ليس من حقكم الاعتراض حتى على مستوى الحوار الموضوعي العقلاني مع الدولة الفرنسية وغيرها او التحدث عن الإسلام في التزاماته الدينية، بل عليكم الطاعة للحق القانوني حتى لو منعكم من الصلاة في المساجد او الصوم في شهر رمضان". واعتبر فضل الله ان "فرنسا هي بلد الحريات في التاريخ ومن حق المسلمين ان يمارسوا حريتهم في النقاش الموضوعي والاعتراض السلمي كمواطنين في فرنسا او كأصحاب فكر يثير الآخرون الجدل فيه". وقال: "لا أدري لماذا لا يلتفت شيخ الأزهر الى الكاثوليك واليهود الفرنسيين الذي قالوا للحكومة: ليس ذلك من حقها، او ان يلتفت الى اميركا وبريطانيا وغيرهما من الدول الغربية التي رفضت هذا القرار". ولاحظ السفير الفرنسي في لبنان فيليب لوكورتييه ان تظاهر بعض الفتيات أمام السفارة احتجاجاً على منع الحجاب في فرنسا "لا يشكل تحركاً على المستوى العام، ولقد تلقينا هذه الرسالة ونحن نحترم آراء الجميع". وقال بعد لقائه البطريرك الماروني نصرالله صفير: "ان للجاليات الاسلامية في فرنسا واقعاً متميزاً تحترمه الحكومة الفرنسية التي تعيش في ظل نظام علماني منذ قرون، وكل الطوائف الاسلامية والمسيحية واليهودية تعيش في ظله، لكن التمييز بواسطة الاشارات الدينية لا يخدم مصلحتها ولا النظام بل يوجد واقعاً معيناً داخل صفوف الدراسة". وأضاف ان "الجميع متساوون في فرنسا ولا ضرورة لأن يشعر أحد بأنه مغبون".