أكدت مصادر مطلعة ل"الحياة" أن المساعي الاميركية والمصرية الحالية في الشرق الأوسط تهدف الى تمهيد الطريق لعقد اجتماع بين رئيس الوزراء الفلسطيني احمد قريع ابو علاء ونظيره الاسرائيلي ارييل شارون واحياء العملية السياسية التي توقفت في ظل تردي الاوضاع الانسانية والأمنية الفلسطينية. وجاء هذا التأكيد مع بدء تحرك ديبلوماسي مصري بالتوازي مع تحرك اميركي مماثل. فقد اجتمع وزير الخارجية المصري احمد ماهر ورئيس الاستخبارات المصرية الوزير عمر سليمان امس في رام الله مع القيادة الفلسطينية وفي مقدمها الرئيس ياسر عرفات ورئيس الوزراء "ابو علاء" الذي أكد "ترحيب" الضيفين المصريين بسلسلة القرارات التي اتخذها مجلس الأمن القومي الفلسطيني في ما يتعلق بالاصلاحات في الأجهزة الأمنية الفلسطينية وتوحيدها في اطار قيادي واحد. راجع ص4 و5. والتقى ماهر وسليمان في وقت لاحق السفير الاميركي في تل ابيب دان كيرتزر الذي انضم بعدئذ الى اجتماع مسائي للمبعوثين الاميركيين جون وولف وديفيد ساترفيلد مع وزير الخارجية الاسرائيلي سلفان شالوم ورئيس مكتب شارون دوف فايسغلاس. وكان الديبلوماسيان الاميركيان التقيا رئيس أركان الجيش الاسرائيلي موشيه يعالون. ومن المقرر أن يلتقي وولف وساترفيلد اليوم الأربعاء رئيس الوزراء الفلسطيني. وأكد الناطق باسم السفارة الاميركية في تل ابيب ان زيارة المبعوثين الاميركيين للمنطقة تشير الى "التزام واشنطن وعزمها المستمر على دفع خريطة الطريق الى الأمام". وبدت الجهود المصرية في سباق مع سعي حكومة شارون الى تنفيذ خطتها ل "فك الارتباط" مع الفلسطينيين باجراءات احادية الجانب اخطرها استكمال بناء الجدار الفاصل في عمق الضفة الغربية ما يعني ضم مساحات واسعة من الاراضي الفلسطينية الى اسرائيل. وحض المسؤولان المصريان امس القيادة الفلسطينية على الاستفادة من التحرك الديبلوماسي الأميركي في المنطقة الذي يمكن ان يكون الأخير قبل انغماس ادارة الرئيس جورج بوش في حملة الانتخابات الرئاسية، لكبح جماح حكومة شارون والحيلولة دون تنفيذ مخططاته التي هدد بتنفيذها "في حال استنفاد الجهود الديبلوماسية". وأعرب وزير الخارجية الفلسطيني نبيل شعث عن أمله بأن يؤدي التحرك الديبلوماسي الأميركي والمصري الى "تحريك الجمود الراهن" في العملية السياسية واخراج خطة "خريطة الطريق" من حال "الغيبوبة" التي تعاني منها. وقال شعث في تصريحات صحافية ان ساترفيلد وولف سيقدمان توصياتهما في ختام محادثاتهما مع الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي الى وزير الخارجية الاميركي كولن باول في شأن فرص استئناف المفاوضات الفلسطينية - الاسرائيلية. وعلى رغم أن مكتب شارون نفى أن يكون أبلغ زعماء المستوطنين بخطة لإخلاء سبع مستوطنات مقابل منع تفكيك اي مستوطنات أخرى الى حين التوصل الى اتفاق نهائي مع الفلسطينيين، فإن مراقبين رأوا أن شارون يحاول الحصول على تأييد المستوطنين لمخطط يهدف الى تكريس الاحتلال الاسرائيلي للأراضي الفلسطينية الى اجل غير مسمى مقابل "ذر الرماد" في عيون الاميركيين لضمان صمتهم عند البدء في تنفيذ خطة "فك الارتباط". وكان نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت اعلن ان اسرائيل تنوي الشروع في تنفيذ خطة فك الارتباط في حزيران يونيو المقبل.