على رغم الاحساس بخيبة الامل الممزوج ببصيص من تفاؤل قد يحمله المستقبل، شخصت انظار آلاف الفلسطينيين الى موقع "مصلحة السجون" الاسرائيلية على الانترنت منذ اعلان اسرائيل نيتها نشر لائحة بأسماء المعتقلين والاسرى ال400 الذين ينتظر الافراج عنهم الخميس المقبل في اطار صفقة تبادل الاسرى بين "حزب الله" اللبناني والحكومة الاسرائيلية. ويسود الانتظار والترقب وسط مشاعر مختلطة أوساط اكثر من 5600 أسير ومعتقل فلسطيني في سجون الاحتلال الاسرائيلي في الساعات التي سبقت نشر اسماء المعتقلين المنوي الافراج عنهم، خصوصاً بين ذوي أصحاب الاحكام العالية والاسرى القدامى الذين فقدوا الامل بامكان الافراج عنهم الا من خلال عملية التبادل بسبب الاصرار الاسرائيلي على ابقائهم خلف القضبان حتى في اطار اتفاقات اوسلو الموقعة مع منظمة التحرير الفلسطينية. ولم تكفّ هواتف المنظمات الحقوقية الفلسطينية المختلفة التي تعنى بشؤون الاسرى عن الرنين ليس فقط من قبل ذويهم بل من الاسرى انفسهم على رغم شحة المعلومات التي في حوزة هذه المنظمات واهمال سلطات الاحتلال الاسرائيلي الجانب الفلسطيني وعدم ابلاغ اي جهة رسمية او غير رسمية فلسطينية بآليات عملية الاطلاق. وسادت الحيرة ايضاً العاملين في هذه المنظمات الذين أربكتهم "معايير الافراج" التي تحدث عنها الامين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصر الله خصوصاً في الشق الذي تحدث فيه عن "موقوفين ادارياً". وقالت احدى العاملات في مؤسسة الضمير الفلسطينية ل"الحياة": "لا نعلم ان كان السيد نصر الله عنى بالفعل ان لائحة المنوي الافراج عنهم هم من المعتقلين بموجب قرارات ادارية ام فقط الموقوفين". وأصيب الاسرى الفلسطينيون في السجون المركزية ب"الصدمة" عندما سمعوا من نصر الله ان العملية لن تشمل ذوي الاحكام المؤبدة الذين يبلغ عددهم نحو 611 اسيراً من بينهم 154 يعانون من امراض خطرة ويمضون احكامهم داخل مستشفى سجن الرملة لتردي احوالهم الصحية. وعلى رغم ذلك لم يفقد بعض هؤلاء الامل في ان تشملهم المرحلة الثانية من الاتفاق. ومن بين المحكومين بالمؤبد ثلاثة اسرى امضوا اكثر من 25 عاماً في السجون الاسرائيلية وهم: سعيد العتبي ونائل البرغوثي وفخري البرغوثي. كما توجد في معتقلات الاحتلال 75 اسيرة فلسطينية و550 معتقلاً ادارياً و1500 موقوف. وأكد احد الأسرى الفلسطينيين في اتصال هاتفي مع "الحياة" انه وعلى رغم انخفاض معايير الافراج مقارنة بتوقعات الاسرى العالية، لم يفقد اي من الاسرى والمعتقلين ال5600 الامل في ان يكون اسمه ضمن اللائحة التي ستنشرها "مصلحة السجون الاسرائيلية" على موقعها في الانترنت في ساعات المساء كما اعلنت مصادر اسرائيل. وأكد الاسير الفلسطيني ان هذا الوضع خلق اجواء "محزنة للغاية". وزاد في الارباك، ما كشف عنه ممثل ما يسمى "متضرري العمليات" المحامي زئيف وسبرغ من ان قائمة المفرج عنهم من الفلسطينيين تتضمن اسيرين "على اياديهم دماء" الامر الذي قال انه يخالف المعايير التي اقرتها الحكومة الاسرائيلية. وأشار الى انه ينوي تقديم التماس الى المحكمة العليا الاسرائيلية للحيلولة دون الافراج عنهما. وحددت السلطات الاسرائيلية اسماء المعتقلات والسجون التي سيخرج منها الفلسطينيون وهي: شكما ونفحة وهداريم وشطا وايشيل واشمورت. وأشرف على إعداد قوائم الاسرى الفلسطينيين التي ستستكمل في ساعات مساء الاثنين طاقم عسكري خاص، فيما توجه ايلان بيران مسؤول طاقم المفاوضات الى المانيا "لوضع اللمسات الاخيرة" على الاتفاق وللتمهيد لوصول لجنة اسرائيلية خاصة للتأكد من جثث القتلى الاسرائيليين الذين سيتم تسليمهم. وشكّل في اسرائيل طاقم خاص للتحقيق مع العقيد الحنان تننباوم فور الافراج عنه الخميس المقبل وذلك "لأسباب مرتبطة بشؤون جنائية وأمنية وعسكرية" بحسب ما اوردت صحيفة "هآرتس". واشارت المصادر ذاتها الى ان طاقم التحقيق مؤلف من الرجل الثاني في جهاز الاستخبارات الاسرائيلية شاباك وجهاز التحقيقات الدولية في الاستخبارات بسبب المعلومات "الحساسة" التي اطلع عليها تننباوم بصفته ضابط احتياط برتبة عقيد قبل خطفه.