قام مجلس الشورى البرلمان الايراني الذي يسيطر عليه الاصلاحيون، بمحاولة التفاف قانونية على قرار مجلس صيانة الدستور رفض ترشحيات مئات من الاصلاحيين الى الانتخابات البرلمانية، وذلك عبر تعديل قانون الانتخابات على نحو يفسح في المجال امام اعادة النظر في اهلية المرشحين المرفوضين. لكن التعديل الجديد يجب ان يحظى بموافقه مجلس صيانة الدستور الذي يسيطر عليه المحافظون والمخول ايضاً التحقق من مطابقة قرارات البرلمان للشريعة الاسلامية والدستور الايراني. وقد تؤدي الخطوة الى مواجهة نهائية بين الجانبين في حال رفض المجلس التعديلات، او الى حل للأزمة بموافقة المجلس عليها. وأكد النائب الاصلاحي محسن ارمين ل"الحياة" ان البرلمان "لا يريد تأزيم الاوضاع لكن من غير المسموح تهميش ارادة الشعب"، معتبراً ان اعتصام النواب "ليس احتجاجاً على رفض ترشيحاتهم بل احتجاج على الارادة التي تريد تهميش الشعب". وابلغت مصادر اصلاحية نافذة "الحياة" ان التعديلات البرلمانية تعتبر المحاولة الاخيرة للخروج من الازمة، واذا فشلت، فثمة اتجاه في اوساط الاصلاحيين الى مقاطعة الانتخابات على اساس ان نتائجها ستكون محسومة سلفاً لمصلحة التيار المحافظ. واشارت المصادر الى تحذير الرئيس محمد خاتمي ورئيس البرلمان مهدي كروبي من ان الوضع الحالي لا يسمح بحصول تنافس على مئة وتسعين مقعداً من اصل مئتين وتسعين يتألف منها البرلمان. ويقضي التعديل الذي اقره البرلمان على المادة الثامنة والعشرين من قانون الانتخابات، بتأييد صلاحية المرشحين من النواب الحاليين والسابقين، الا في حال ارتكابهم جرماً. كما ينص على استبعاد الذين يكون ولاؤهم للاسلام والنظام موضع شك، لاغلاق الباب امام تفسيرات الالتزام العملي للاسلام وولاية الفقيه اللذين يعتبرهما الاصلاحيون من الامور المتعارف عليها ضمناً. وشكل هذا التعديل تحدياً جديداً لمجلس صيانة الدستور، ذلك انه حول الى المجلس بصفة مستعجلة جداً تفرض اعطاء الرأي فيه خلال 24 ساعة. كما اعتبر التعديل من جانب الاصلاحيين بمثابة استنفاد للوسائل القانونية، قبل البدء بخطوات المقاطعة. على صعيد آخر، نقلت "وكالة الجمهورية الاسلامية للأنباء" الايرانية عن خاتمي تأكيده ان البحث في استئناف الحوار مع الولاياتالمتحدة لن يتم الا في حال حصول "تغيير جذري" في السياسة الاميركية حيال بلاده. وقال خاتمي، خلال استقباله نظيره النمسوي توماس كلستيل في طهران، ان "وضعاً جديداً ينشأ" اذا حصل هذا التغيير. واضاف: "لا نكن العداء لأحد، الا اننا نتوقع من الآخرين الا يضمروا العداء لنا". وشكل ذلك تكراراً لكلام مرشد الجمهورية علي خامنئي الذي قال ان المساعدة الاميركية الى ايران في اعقاب زلزال بم، لم تغير شيئاً في العلاقات بين البلدين نتيجة "العداء المتأصل" لطهران من الاميركيين. ويلتقي كلستيل اليوم، خامنئي والرئيس السابق هاشمي رفسنجاني. وأعدت زوجة الرئيس النمسوي التي ترافقه في الزيارة الرسمية برنامجها الخاص، والتقت شيرين عبادي الفائزة بجائزة نوبل للسلام، كما تزور برفقة زوجة خاتمي داراً للايتام وجامعة الزهراء للفتيات.