قبل ساعات قليلة من عقد مؤتمر الناصرية لممثلي المعارضة وزعماء العشائر العراقية، انطلقت صباح أمس في الناصرية تظاهرة شيعية حاشدة قدر عدد المشاركين فيها بنحو 15 ألف عراقي وهتفت ضد الولاياتالمتحدة وضد مؤتمر الناصرية نفسه الذي وصفه المتظاهرون بأنه لا يمثل الشعب العراقي. وجاءت هذه التظاهرة كرسالة ممن وصفوا أنفسهم ب"القوة الإسلامية والشعبية في محافظة ذي قار" ذات الغالبية الشيعية، كرسالة للولايات المتحدة بأنهم هم القوة المسيطرة على الشارع في جنوبالعراق، وأن الترتيبات الأميركية للإعداد لمستقبل العراق - التي بدأت باجتماع أمس - لن تشهد النجاح ولن يقبلها شيعة العراق، وهذا ما أكده بيان صدر عن منظمي التظاهرة، وأعلن "رفض كل القرارات والتوصيات التي ستخرج عن مؤتمر المعارضة لأنه لا يمثلنا بوصفنا الغالبية العظمى من الشعب العراقي". ورفعت التظاهرة التي انطلقت في التاسعة صباح أمس من وسط المركز التجاري في المدينة، عشرات اللافتات التي تقول "الحوزة العلمية في النجف الأشرف هي الممثل للشعب العراقي"، و"صوتنا هو صوت الحوزة العلمية"، كما رفعت لافتة تقول: "ألف كلا للاحتلال". وردد المتظاهرون شعارات منها: "نعم نعم للإسلام، لا أميركا ولا صدام"، و"كلا كلا للطغيان، كلا كلا للشيطان". وأكد الشيخ وقاد نصرالله، أحد قادة تظاهرة الناصرية ل"الحياة" رفض المتظاهرين والشعب العراقي "لهؤلاء المجتمعين في الناصرية بحجة أنهم ممثلون لغالبية الشعب ولزعماء العشائر، لأن من يمثلنا فعلاً هو صوت الحوزة العلمية في النجف الأشرف". ونفى الشيخ نصرالله أن يكون هناك خلاف بين أصحاب الحوزة العلمية في النجف، خصوصاً بين الإمام علي السيستاني والسيد مقتدى محمد الصدر. وعلى رغم أن معظم المتظاهرين أشار إلى أن الشيعة يمثلون ثلاثة أرباع الشعب العراقي، وأن هذا يجب أن يؤخذ في الاعتبار لدى إقامة أي نظام جديد في العراق، إلا أن رئيس فرع نقابة المهندسين في الناصرية المهندس احسان محمد، الذي كان يحمل لافتة كتب عليها "ألف كلا للاحتلال"، أبلغ "الحياة" انهم لا يطالبون بحكم شيعي "لأننا ضد الطائفية، بل نحن ننادي بصوت شيعي وتشكيل شيعي شريف وقوي من داخل العراق، ونطالب الولاياتالمتحدة وبريطانيا بأن تتركا الشعب العراقي يختار حكومته وقيادته وأن ترحلا بعد أن انتهيا من مهمتهما التي قالتا إنهما جاءتا من أجلها وهي تحرير العراق من حكم صدام حسين. أما إذا أرادتا أن تبقيا بهدف الاحتلال والسيطرة على نفط العراق، فإننا سنكون ضدهما". ومن على منصة بوابة مبنى قيادة حزب "البعث" المدمر في الشارع الرئيسي في الناصرية، تلا أحد قادة التظاهرة بياناً تضمن تأكيد رفض أبناء محافظة الناصرية لمؤتمر ممثلي المعارضة وما سيصدر عنه من قرارات وتوصيات، وأكد البيان أن "الحوزة العلمية في النجف كانت ولا تزال هي الممثل الحقيقي لنا". إلى ذلك، عززت القوات الأميركية الموجودة في منطقة الناصرية وفي قاعدة الإمام علي بن ابي طالب الجوية التي تحتلها هذه القوات، الاجراءات الأمنية في منطقة أور حيث تقع القاعدة العسكرية الضخمة، ومنعت حواجز الجيش الأميركي حول المنطقة عشرات الصحافيين، ومن بينهم "الحياة"، من الاقتراب من محيط "القاعدة" حيث عقد مؤتمر ممثلي المعارضة وزعماء العشائر العراقية برئاسة زلماي خليل زاد وبحضور جاي غارنر مسؤول الحكم المدني في العراق. وكانت الطائرات المروحية تشارك في مراقبة المنطقة في حين كانت مروحيات أخرى تحط في "القاعدة" وتحمل على متنها بعض زعماء العشائر.