في كتابه "الخطوط والظلال التي تواجه العلاقات السعودية - الأميركية" يتناول الكاتب عيد مسعود الجهني تاريخ العلاقات السعودية - الأمريكية على المستويين السياسي والاقتصادي، ويتعرض لواقع هذه العلاقات بعد احداث ايلول سبتمبر وما رافقها من توترات في العلاقات بين البلدين واستغلال اللوبي الصهيوني لذلك. يستهل المؤلف كتابه بشرح أحداث 11 أيلول التى تمخضت عنها متغيرات عدة على الساحة الدولية والعربية والاقليمية حيث تصاعدت اتهامات رسمية وغير رسمية لكل ما هو عربي وإسلامي وتركزت بخاصة على السعودية تبناها اللوبي الصهيوني والمحافظون الجدد ما أثر سلباً على علاقات الدولتين. ويؤكد الجهني على ضرورة ترميم تلك العلاقات، وفق منهج صريح واضح يراجع بعمق علاقة الدولتين ويتبنى اعادة تقويم علاقتهما وفق اطر واستراتيجيات عملية تواكب الرياح العاصفة التي هبت على العلاقات السعودية - الأميركية. وفي تناول العلاقات السعودية - الأميركية يقول المؤلف ان الدولتين كانت علاقاتهما فى بداياتها علاقة نفطية ثم تطورت لتصبح علاقة مصالح واسعة، وعلاقة استراتيجية نظمت تحالفاً بين الدولتين. ولكن بعدما غابت شمس الحرب الباردة وتحررت الكويت بدأ الأميركيون يغيرون من استراتيجية تواجدهم فى المنطقة. وبعد ان كانت سياستهم قبل التسعينات تتركز على أمن النفط والحفاظ على الاوضاع والنظم السياسية القائمة، بدأوا فى ترسيخ وجودهم عسكرياً ما أوجد نوعاً من عدم الاستقرار فى المنطقة بل وعدم رضا شعبياً. ونهجت الادارة الاميركية في عهد الرئيس كلينتون والرئيس جورج دبليو بوش أسلوباً جديداً فى سياستها الخارجية فى الخليج العربي يقوم على مد جسور العلاقات في شكل اوثق مع دول اخرى في المنطقة، وعلى إقامة قواعد ضخمة كقاعدة "عيديد" فى قطر، وقواعد عسكرية فى الكويت التي عبرت من ارضها القوات الأميركية والبريطانية لاسقاط صدام حسين واحتلال العراق. من هنا تبدو اهمية الحوار الذي يقوم على منطلقات اساسية، وهي الاحترام المتبادل والإنصاف والعدل ونبذ التعصب والكراهية. ويقول المؤلف ان مناخ العلاقات السعودية - الاميركية تعرض لبعض التقلبات، تمثلت فى اختلاف وجهات النظر بين الدولتين فى بعض القضايا الاقليمية ذات التأثير الخطير على سير هذه العلاقات. وأبرز هذه القضايا القضية الفلسطينية، اذ تقوم المملكة بتركيز نفوذها النفطي والاقتصادي لدفع الولاياتالمتحدة للضغط على اسرائيل لايجاد حل للمشكلة الفلسطينية التي تعد احد اهم محاور السياسة السعودية الخارجية. وتحت عنوان "الارهاب والمناطق المظلمة في العلاقات الدولية" يقول الجهني ان اضلاع مثلث اولويات السياسة الخارجية الأميركية قبل انكسار الشيوعية كان يتمثل فى امن اسرائيل، والنفط ووقف النفوذ الروسي في الشرق الاوسط والعالم. لكنّ المعادلة اليوم تغيرت لتصبح اضلاع المثلث: امن اسرائيل، الارهاب، ثم النفط. والجميع يعرف موقف المملكة ودورها فى الحملة على الارهاب قبل أحداث 11 ايلول وبعدها، وهي تعتبر واحدة من ابشع الجرائم. وجاءت ادانة القيادة السعودية والشعب السعودي، لما حدث شاملة وفورية. فالسعودية وبصفتها دولة عانت وتعاني من الارهاب، تفهمت الحزن والالم اللذين شعر بهما الأميركيون فى ذلك اليوم كان بالنسبة لها حدثاً مفجعاً.