انتقد وزير الصحة العراقي خضير فاضل قلة اهتمام السلطات الكويتية برعاية اكثر من 300 طبيب وممرض عراقي، من فريق بعثة الحج المحتجزين عند الحدود العراقية - الكويتية منذ الخميس الماضي، وأشار من جهة أخرى إلى أن إصابات التيفوئيد التي سجلت في العراق محدودة وتعود إلى تسرب مياه ملوثة. وذكر الوزير في تصريح إلى "الحياة" بعد ظهر أمس أن "الوفد الطبي العراقي المرافق لحملة الحج" لا يزال عالقاً عند نقطة سفوان على الحدود بين العراقوالكويت في العراء والبرد، من دون أن يسمح له بالدخول إلى الكويت ومنها إلى العتبات المقدسة لرعاية الحجاج العراقيين. وبرر ما حدث بتعقيدات إدارية "نظراً إلى كونها السنة الأولى التي يرسل فيها العراق وفداً طبياً بهذه الضخامة لمتابعة الأوضاع الصحية للحجيج الذين يبلغ عددهم 30 ألفاً". وكانت وزارة الصحة أرسلت قبل ستة أيام 54 سيارة إسعاف عبر نقطة عرعر الحدودية مع السعودية باتجاه الشعائر المقدسة. وجهزت الكادر الطبي البالغ عدده 350 طبيباً وممرضاً، وهم من أصل كادر إداري يبلغ تعداده ألفي شخص، للتوجه جواً عبر الكويت، على أن تمنح لهم تأشيرات الحج من قبل القنصلية السعودية في الكويت التي أرسلت إليها جوازاتهم قبل وقت مسبق. وقال عباس: "لا نعرف متى سيحصل الفريق الطبي العراقي على التأشيرة. وما يؤسف له أن الكويتيين قصروا في أمر واحد يتعلق بإقامة خيم للراحة ما أبقى الكادر الطبي في العراء وفي البرد". وأشار إلى وجود عوائق حدثت "منها تغير إجراءات وعدت السعودية بالقيام بها لافتتاح قنصلية لتصريف الأعمال ومنح تأشيرات الحج في بغداد. إلا أن الأمر تغير منذ أسبوع وطلب السعوديون إرسال الجوازات إلى الكويت". من ناحية ثانية أقر وزير الصحة بوجود 113 حالة إصابة بالتيفوئيد في إحدى المناطق المجاورة لبغداد بسبب تلوث أنابيب مياه الشفة. وقال إن 74 مصاباً خرجوا من المستشفى، بينما لا يزال 39 آخرون يتلقون العلاج. وأشار إلى أن نقص التجهيزات المختبرية المناسبة للخروج بنتائج دقيقة حملت مسؤولي الوزارة على تقويم وضع المرضى "سريرياً" لضمان دقة التشخيص. وتحدث عن سلسلة إجراءات باشرت بها الوزارة منها "إجراءات الصحة الوقائية بشأن المياه والتغذية وإبلاغ المجلس البلدي في المنطقة لإبلاغ وزارة البلديات وإجراء بعض الفحوصات". وقال إن منطقة جسر ديالى هي وحدها التي ظهرت فيها إصابات التيفوئيد. وبرر الأمر بوجود تصدع ما في أنابيب الصرف الصحي ومياه الشفة ما أدى إلى اتصال بينها وتلوث المياه المخصصة للاستهلاك الآدمي. وأشار إلى أنه تم أيضاً تنظيم عملية فحص لنسب الكلور في المياه وإبلاغ أقسام المراقبة الصحية في المحافظات للتفتيش على باعة المأكولات المتجولين، مؤكداً أن الوباء قابل للاحتواء وهو "موضعي يزول بزوال مسبباته والتلوث المائي الذي يقف وراء ظهوره".