يعمل شيوخ العشائر الشيعية في جنوبالعراق لرص الصفوف للمطالبة بدور سياسي واقتطاع حصة لهم في الهيئات الجديدة، مشددين على انهم لن يكتفوا بالدور الاجتماعي والامني الذي طالما شكل جوهر وجودهم في المرحلة السابقة. وتنادى ممثلو حوالى 60 عشيرة في محافظة الناصرية للبحث في هذا الدور السياسي الذين يطمحون اليه في اطار "مؤتمر استثنائي" تحت عنوان "ليكن العراق عشيرتنا الكبرى" هدفه توحيد الكلمة وتوعية الشيوخ حول تعقيدات العملية الدستورية الراهنة التي يخشون ان يفوتهم قطارها. ويقول غالب مسعود الشلال الركابي الأمين العام ل"تجمع عشائر العراق الديموقراطي" الذي دعا الى اللقاء: "نحن جزء من الطيف السياسي الموجود في البلاد والعشائر تمثل 85 في المئة من المجتمع العراقي". ويضيف مسؤول التجمع الذي كان في السابق يحمل اسم "تجمع عشائر الجنوب": "نطمح الى ان يكون للعشائر كلمة واحدة في المستقبل في تنظيم مستقل على رغم ان روحنا مع الحوزة" العلمية الشيعية. مضيفا: "نحن مع الفيديرالية المركزية لضمان حقوق الجميع". ويقول: "العشائر كانت دوما حاضرة للدفاع عن الوطن عند الحاجة ولكن مهمشة سياسيا". مضيفا: "نحن نحفظ الموروث السياسي والاسلامي والأصالة، وتلك ثوابت غير موجودة لدى الحركات الاخرى". الهيئة المنظمة للقاء تطمح الى ان يكون مؤتمر الناصرية الاول ضمن سلسلة من اللقاءات للعشائر العراقية في كل انحاء العراق، وصولا الى توحيد كلمتها تحت شعار "نطمح الى خلق عشائر تدعو الى الحرية المنضبطة حسب التعاليم الاسلامية والاعراف العربية". ويقول المسؤول في التجمع وائل عبدالرحيم: "يجب ان يكون لشيوخ العشائر دور حقيقي في السلطة المقبلة، يجب ان يشعروا بأنهم قادة ولهم تمثيل فعلي في الهيئات". ويوضح ان الهدف من المؤتمر "بناء تلاحم بين ابناء العشائر وأهالي المنطقة ليعرفوا لعبة الانتخابات"، مضيفا ان "المواطن العراقي ليست لديه معرفة حقيقية بمبادئ الدستور والعملية السياسية ونخشى ان يوافق على أمور مدسوسة". ولكن كيف يمكن لشيخ العشيرة ان يتمثل في التركيبة السياسية المستقبلية؟ يقول عبدالرحيم: "ان اتهام شيخ العشيرة بالجهل والبعد عن السياسة مفهوم خاطئ فرضه صدام حسين، فالعشيرة نظام متكامل من رئاسة ومستشارين، وشيخ العشيرة لديه الامكانية لحل أي مشكلة ويتمتع بقاعدة واسعة". ويضيف: "العملية الدستورية معقدة جدا لذلك نحاول ان نختار من هو الافضل ومن لديه نضوج سياسي لتمثيلنا"، مؤكدا: "لدينا شيوخ عشائر يحملون شهادات عليا". الشيخ عبد الامير حسن علي الذي يقول انه يحمل شهادة في الهندسة يوافقه الرأي، ويقول: "لنا دور رئيسي في فض النزاعات وعملية الاستقرار في المنطقة إلا ان وجودنا معدوم على المستوى السياسي وهذا أمر غير مقبول". ويضيف: "الانطباع السائد عنا اننا قبليون لهم جذور قديمة وقليلو الثقافة وهذا خطأ فبيننا اصحاب كفاءات وحملة شهادات علمية"، معلقا: "يقولون اننا ابناء عشيرة لكن المجتمع العراقي تركيبته كلها عشائرية". بالنسبة الى الشيخ علي الذي يعد العدة لتمثيل عشيرته في الهيئات المقبلة ويشدد على ضرورة الانتخابات، لا تطرح الآلية المعقدة لتمثيل العراقيين في مجالسهم الجديدة اي مشكلة. ويقول: "نريد فيديرالية ادارية اي ان تحكم المحافظة نفسها بنفسها"، الا انه يسارع الى الاضافة "نحن ندعم الحوزة العلمية في النجف وكل ما تقوله ننفذه". ممثل عشيرة آل هليل الشيخ شهيد صقر سلطان يعتقد هو ايضا ان مسألة تمثيل شيوخ العشائر في النظام الجديد بسيطة. ويقول: "نريد حصة لنا في الهيئات التي سيتم تشكيلها تضم كبار شيوخ العشائر المنتخبين من قبلنا لتمثيل وجودنا ودورنا في الدولة". ويزيد: "في حال واجهنا مشكلة في العشيرة، نراجع عند ذلك مكتب شيوخ العشائر في البرلمان المنتخب من قبل عشائرنا بحيث يكون هناك من يستمع الى مطالبنا".