دعا نواب اسرائيليون يساريون رئيس الحكومة ارييل شارون الى الاستقالة من منصبه بعدما اتهمه أحد مستشاريه السابقين بأنه ضالع مباشرة في قضية فساد تتعلق بتمويل حملته الانتخابية لزعامة حزب ليكود عام 1999. وحاولت أوساط قريبة من شارون بث انطباع بأنه يقلل من شأن ما كشفه مساء أول من أمس مستشاره السابق ديفيد سبكتور، قائلة ان القضية خضعت لتحقيق مراقب الدولة في حينه ولم يؤد ذلك الى توجيه أي تهمة. وإذ تفاوتت التقديرات بشأن انعكاسات هذا التطور على مستقبل شارون السياسي، فإنها أقرّت بأن الفضيحة ستلقي بظلّها بقوة على زعيم ليكود بعدما تسببت له بحرج غير مسبوق منذ تسلمه رئاسة الحكومة. وكان المحقق الخاص سبكتور، الذي شغل بين العامين 1999 و2000 منصب المستشار الاستراتيجي لشارون، وثّق في شريط فيديو مكالمة دارت بينه وبين شارون حول مبالغ مالية كان مفترضاً أن يحصل عليها من جهات أوروبية واميركية، كتبرع لتمويل حملته الانتخابية. ومساء الاثنين حضر سبكتور الى استوديو القناة الثانية للتلفزيون الاسرائيلي ومعه الشريط الذين يدين، حسب خبراء في القانون، شارون بارتكاب مخالفات جنائية. وأكد سبكتور لمحاوره ان شارون كان ضالعاً في كل شيء وتدخل في أدق التفاصيل، مضيفاً انه لو أراد الانتقام من شارون لما وصل الاخير الى رئاسة الحكومة، ملمحاً ايضاً الى احتمال ان تكون الشرطة الاسرائيلية تتستر في الوقت الراهن على معلومات من شأنها اذا نشرت أن تقصي شارون عن منصبه. وقال ان الافادات التي أدلى بها قريبون من شارون أدانته بشكل قاطع. وتابع ان عائلة شارون تسلك سلوك المافيا: "الكل يعمل من أجل الأب. كل فرد يضحي من أجل الآخر أي أن الكل يعمل من أجل الكل". وأثارت أقوال سبكتور عاصفة قوية هزّت الساحة الحزبية في اسرائيل وانبرت أوساط اليمين للدفاع عنه وعن "استقامته وصدقيته"، على ما قال وزير الأمن الداخلي تساحي هنغبي، معتبراً ان الشريط الذي تم بثه لا يتضمن أي اثبات لما ينسب الى رئيس الحكومة من تورط في الفساد. والتقط نواب بارزون من اليسار الصهيوني المناسبة لدعوة شارون الى تقديم استقالته، فقال الأمين العام لحزب العمل اوفير بينيس ان شارون "اشترى السلطة بالمال" وان الرواية التي قدمها الى المحققين كاذبة. ووصف زعيم حركة "ميرتس" السابق يوسي سريد شارون ب"رجل مافيا" وحضّه على الاستقالة، وقال النائب ران كوهين ان شارون صعد الى الحكم "بفعل الأكاذيب والأموال السوداء" ودعاه مع نجليه، المتورطين معه في قضيتي فساد أخريين، الى التنحي عن الساحة السياسية والحياة العامة في اسرائيل. وطلب بينيس رئيس لجنة المراقبة البرلمانية استدعاء شارون للمثول أمامها بعدما قدم لها في مناسبة سابقة معلومات غير صحيحة. وكتب المعلق بن كسبيت في "معاريف" ان ما يحصل في الدولة "يبعث على التقزز والغثيان ويسيىء الى سمعتها كدولة يسودها القانون والنظام والعقلانية". ورأى ناحوم بارنياع ان القضية "لا تزال في بدايتها وان الجمهور الاسرائيلي يقبل كما يبدو بأن يتعايش مع رئيس حكومة انتزعت كرامته". وتابع انه "حتى لو لم تؤد هذه القضية الى ان تقدم الشرطة لائحة اتهام ضد شارون، ما سيرغمه على الاستقالة، إلا ان في انتظاره محطات أخرى في قضيتي "الجزيرة اليونانية" والقرض من رجل الأعمال اليهودي من جنوب افريقيا سيريل كيرن اللتين ستأتيان بتسريبات جديدة عن الإفادات المتوافرة لدى الشرطة عن ضلوع شارون ونجليه فيهما. مقتل اسرائيلي الى ذلك، افادت مصادر طبية اسرائيلية ان اسرائيليا قتل واصيب اخر بجروح مساء امس برصاص فلسطينيين على طريق قرب مستوطنة طلمون غرب رام الله في الضفة الغربية. واضافت المصادر من دون ان توضح ما اذا كان المستهدفون من المستوطنين ان الاسرائيليين كانا على متن سيارة عندما تعرضت للهجوم.