استبعدت مصادر كبيرة في الشرطة الاسرائيلية ان يحقق التحقيق الذي اجرته امس مع رئيس الحكومة ارييل شارون في شبهات ضلوعه في قضايا فساد ورشاوى تقدما من شأنه ان يلقي مزيداً من الأضواء على هذه الشبهات، متوقعة ان يزعم شارون انه لا يملك معلومات عن القضايا ليوجّه المحققين الى نجليه غلعاد وعومري الضالعين. وكان طاقم المحققين زار شارون في منزله في القدسالمحتلة امس بعد ان تلقى تصريحاً من المستشار القضائي للحكومة الياكيم روبنشتاين للتحقيق معه، وحقق معه لساعات كثيرة وسط توقعات بأن التحقيق سيتواصل في المستقبل من دون تحديد موعد لذلك، ما يعني ان من المبكر التنبؤ بتداعيات القضية على مصير رئيس الحكومة السياسي. ويدور التحقيق في قضيتين اساسيتين: الأولى في شبهات بأن شارون تلقى رشوة مالية في شكل قرض مالي كبير من رجل أعمال يهودي من جنوب افريقيا يدعى سيريل كيرن ليتمكن من اعادة أموال تبرع حصل عليها بشكل مناف للقانون لتمويل معركته الانتخابية لزعامة حزب ليكود عام 1999، ثم قيامه باستلاف مبلغ كبير من رجلي اعمال من الولاياتالمتحدة والنمسا، تربطهما باسرائيل مصالح تجارية لتسديد القرض لكيرن. وفي ملف آخر يشتبه باستغلال شارون منصبه وزيراً للخارجية في حكومة بنيامين نتانياهو ليتوسط لدى السلطات اليونانية لتسهيل اجراءات منح صديقه رجل الاعمال ديفيد ايبل تسهيلات لإقامة مشروع سياحي ضخم في احدى الجزر اليونانية وليحصل نجله غلعاد لقاء ذلك على مئات آلاف الدولارات تحت غطاء انه يعمل مستشاراً اقتصادياً لرجل الاعمال ايبل. وكانت الشرطة حققت في وقت سابق مع غلعاد وشقيقه عضو الكنيست عومري الذي تنسب اليه شبهة تسجيل شركات وهمية ليتمكن من الحصول على أموال بطريق غير قانونية لدعم معركة والده الانتخابية، لكن الاثنين التزما الصمت خلال التحقيق ما أثار ردود فعل غاضبة، في أوساط الاسرائيليين عززت الاعتقاد بأن شارون ونجليه متورطون في قضايا رشوة وفساد وأدت الى تراجع شعبية شارون الأب الذي سبق له ان "عرض عضلاته" على نائبة من حزبه، نعومي بلومنتال وأطاح بها من منصب نائبة وزير لالتزامها الصمت في تحقيق الشرطة معها في قضية رشوة.