الناصرة - "الحياة" - ما زالت فضيحة الفساد والرشاوى داخل حزب "ليكود" اليميني ترخي بظلالها على اهتمام وسائل الاعلام العبرية وتقض مضاجع أركان الحزب الذين يخشون ان يدفعوا ثمناً باهظاً في الانتخابات البرلمانية المقبلة بعد ان يفقد تقدمه الكبير، في استطلاعات الرأي على خصمه حزب الوسط "العمل". ونقلت الصحف العبرية عن مسؤولين في "ليكود" اعترافهم بأن عدداً من المقاعد في قائمة الحزب للانتخابات التي جاءت بها انتخابات اللجنة المركزية الاسبوع الماضي، تم شراؤه بالمال والابتزاز وعبر علاقات مشبوهة مع جهات ضالعة في الفساد والإجرام. واختارت "يديعوت احرونوت" عنوان "المافيا تدخل الكنيست" ليتصدر صفحتها الأولى لتضيف ان الشرطة الاسرائيلية وعبر وحدة التحقيق في الجرائم ستحقق قريباً مع وزراء ونواب في الحزب بعدما أصدر المستشار القضائي الياكم روبنشتاين تعليماته لها بفتح ملف تحقيق جنائي. من جهتها، نقلت صحيفة "هآرتس" في عنوانها الرئيسي عن مسؤول كبير في "ليكود" مخاوفه من ان يؤدي تبعات هذا الملف الى فقدان الحزب الحكم لمصلحة "العمل". وأبدى المستشار روبنشتاين قلقاً لما شهدته الانتخابات الداخلية في "ليكود" باعتبارها "مؤشراً الى تدهور حال الديموقراطية في اسرائيل". ونشرت الصحف إفادات لمرشحين على قائمة "ليكود" اكدت ان مسؤولين كباراً في الحزب اشتروا تأييد أعضاء اللجنة المركزية ب"شيكات دسمة" وإغداق الرشاوى والابتزاز أحياناً. وتم التركيز على ضلوع أحد أبرز قادة عالم الإجرام سابقاً في عقد صفقات مع اعضاء في الحزب لضمان وصول عدد من قريبيه الى أماكن مضمونة. وأضافت ان الشرطة ستحقق إذا "نجح الإجرام المنظم" فعلاً في دخول قائمة "ليكود". ودعا الأمين العام لحزب "العمل" أوفير بينيس الشرطة الى التحقيق أيضاً مع زعيم الحزب رئيس الحكومة ارييل شارون، وحذر من محاولة التستر على الفضائح والفساد عبر اعلانه انه يفحص تغيير طريقة الانتخابات الداخلية في "ليكود". وقال ان على الشرطة التحقيق مع جميع أعضاء "ليكود" ووزرائه والعمل على قطع أي صلة هدامة بين عالم الإجرام والسياسة، مضيفاً ان ثمة قلقاً جدياً يساوره من ان عناصر اجرامية نجحت في ادخال ممثلين عنها الى الكنيست الجديدة. وأعلن الطاقم الانتخابي ل"العمل" ان الفرصة مواتية أمامه لزعزعة ثقة الاسرائيليين بشارون وانه سيعتمد شعار "انتخبت شارون، انتخبت الفرون" الفرون - أحد قادة العالم السفلي عضو في اللجنة المركزية في ليكود. لكن الحركة من أجل جودة النظام تقدمت بطلب الى الشرطة للشروع في التحقيق في الانتخابات داخل حزب "العمل" أيضاًَ مدعية انه تم تزوير النتائج في بعض الأماكن وانها لم تخل هي ايضاً من صفقات رشوة وابتزاز. روبنشتاين يلوح بمنع نواب عرب من الترشح الى ذلك، قال المستشار روبنشتاين انه يدرس امكان عدم السماح لشخصيات وأحزاب سياسية عربية خوض الانتخابات "خصوصاً تلك التي تتناقض طروحاتها مع الاعتراف باسرائيل دولة يهودية وديموقراطية"، من دون الخوض في الأسماء المرشحة للشطب. وكان روبنشتاين أعلن انه سيطالب بعدم السماح للمرشح الثاني في قائمة حزب "حيروت" اليميني المتطرف باروخ مارزل خوض الانتخابات لانتمائه الى حركة "كاخ" الفاشية المحظورة. ولمح الى امكان اتخاذ قرار مماثل بالنسبة الى المرشح الرقم 40 في حزب "ليكود" موشيه فيغلين الذي دين سابقاً بالعصيان على الدولة العبرية والاعتداء على الفلسطينيين وممتلكاتهم في الضفة الغربية.