سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مسؤولون اوروبيون واميركيون واتراك ينقلون "وجهات النظر" بين الطرفين ... واردوغان في واشنطن نهاية الشهر . دمشق : دعوة كتساف مناورة للهروب من متطلبات السلام
قالت وزيرة المغتربين السورية الدكتورة بثينة شعبان ل"الحياة" ان دعوة الرئيس الاسرائيلي موشيه كتساف للرئيس بشار الاسد بزيارة القدس "ليست ردا جادا" على مبادرة الاسد الخاصة باستئناف مفاوضات السلام من حيث توقفت قبل اربع سنوات، مشيرة الى ان السلام بين سورية واسرائيل "لا يتحقق بالعلاقات العامة والزيارات بل بالقرارات والمرجعيات والاسس". وقال مسؤول سوري آخر ل"الحياة" ان مسؤولين اميركيين واوروبيين واتراكا نقلوا اخيرا "وجهة نظر الاسرائيليين وعرضوا نقل وجهة نظر سورية الى تل ابيب، من دون ان يعني ذلك نقل رسائل او وساطة بين الطرفين". ومن المقرر ان يزور رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان واشنطن في 28 الجاري بعد لقائه الاسد في انقرة في السابع من الشهر الجاري. وقالت شعبان: "الراعي الاساسي لعملية السلام هو اميركا، لكن يمكن للاطراف الاخرى ان تساعد وتسهل استئناف المفاوضات" بعدما اكدت ان "سورية لم تطلب وساطة أي طرف لان موقفها معروف". وجاء الموقف السوري تعليقا على قول الرئيس كتساف للاذاعة الاسرائيلية امس: "أدعو الرئيس الاسد الى المجيء الى القدس والتفاوض جديا مع المسؤولين الاسرائيليين في شأن شروط اتفاق سلام". واضاف ان "الاسد سيكون موضع ترحيب لكن عليه عدم طرح شروط مسبقة". لكن الدكتورة شعبان قالت ان كلام كتساف "ليس دعوة بل مناورة للهروب من متطلبات السلام. ان ما يتطلبه تحقيق السلام هو رد جدي يقوم على استئناف المفاوضات من حيث توقفت والبناء على ما انجز في جولات التفاوض السابقة". وكانت هناك رغبة سورية ب"تجاهل" دعوة كتساف التي جاءت بعدما وضع رئيس الوزراء ارييل شارون "شروطا مسبقة لاستئناف المفاوضات مع سورية، من بينها التخلي عما يسميه دعم الارهاب". كما ان سورية كانت ترى رسميا ان رفع مستوى المفاوضات بين الجانبين يأتي تتويجا للتقدم في مسار المفاوضات بحيث "يكون تتويجا وليس مقدمة لتحقيق السلام". وقال مسؤول سوري امس: "المسألة ليست مسألة علاقات عامة او زيارات، بل تحقيق السلام يقوم على اسس ويتطلب اتخاذ قرارات بينها استئناف المفاوضات من النقطة التي توقفت عندها" قبل اربع سنوات. وعما تردد من ان المسؤولين الاتراك نقلوا الى الاسرائيليين استعداد الاسد التخلي عن شواطئ بحيرة طبرية لتحقيق السلام، قال المسؤول: "لم يجر اطلاقا التطرق الى موضوع بحيرة طبرية او اي موضوع تفصيلي آخر. ان المسؤولين الاتراك اعربوا عن رغبتهم في نقل رسائل ووجهة نظر سورية عن سبل تحقيق السلام، فقام الجانب السوري بشرح الموقف السوري ومرتكزاته ومرجعيات تحقيق السلام وآلياته واهداف السلام وضرورة استئناف المفاوضات من النقطة التي توقفت عندها بداية العام 2000". وبعدما اكد المسؤول عدم وجود "وساطة تركية او نقل رسائل بين سورية واسرائيل بالمعنى الحرفي"، اوضح: "يأتي مسؤولون غربيون ووفود اجنبية برسائل من الجانب الاسرائيلي، فيقوم المسؤولون بشرح الموقف السوري من دون ان يعني ذلك نقل رسائل او وساطة"، مشيرا الى ان "حديث الاسرائيليين عن مفاوضات سرية او رسائل جاء بسبب الازمة الداخلية بعد اعلان سورية استعدادها لاستئناف المفاوضات وما اثاره ذلك من انقسام داخلي وانطباع امام الرأي العام بعدم الرغبة بالسلام". وفي تقليل رسمي من اهمية دعوة كتساف، بثت "الوكالة السورية للانباء" سانا تعليقا ل"مصدر اعلامي" على "التصريحات الاسرائيلية المتعلقة بسورية" من دون أي ذكر لتصريحات كتساف، جاء فيه: "ان الالية المطروحة للسلام هي المفاوضات والمشكلة ليست زيارات أو مبادرات"، ما يعني ان دعوة الرئيس الاسرائيلي "هروب من عملية السلام لان صنع السلام وفق مرجعية مدريد والقرارات الدولية هو الطريق الوحيد الذى يمكن أن يحقق الامن والاستقرار للشرق الاوسط". وزادت: "ان الحلول المجتزأة والمناورات الاعلامية لا تحقق السلام في المنطقة، ومبادرة قمة بيروت العربية تتضمن رؤية عربية موحدة تجاه عملية السلام. وموقف سورية الدائم هو استئناف المفاوضات من حيث توقفت وفق مرجعية مدريد والقرارات الدولية ذات الصلة". من جهة اخرى ا ف ب، اكد وزير الاعلام السوري احمد الحسن في تصريحات نقلتها صحيفة "تشرين" السورية الرسمية امس ان "سورية لا ترعى الارهاب ولا تدعمه، لكنها وقفت الى جانب المقاومة الوطنية اللبنانية التي تستهدف تحرير الارض اللبنانية من الاحتلال الاسرائيلي".