كشفت مصادر عربية رفيعة ان سورية وافقت على عرض تركي للوساطة مع اسرائيل بهدف استئناف المفاوضات، في وقت أكد وزير الخارجية الاسرائيلي سيلفان شالوم ان اتصالات سرية مع سورية جرت قبل شهور وتوقفت بسبب انكشاف امرها، مضيفا ان محادثات مع دول عربية لم يحددها لا تزال مستمرة. وفيما جددت دمشق رغبتها في استئناف المفاوضات مع تل ابيب "من النقطة التي توقفت عندها"، ابدت اسرائيل تشددا ازاء سورية، فطالبتها بوقف دعمها "الارهاب"، مشيرة الى ان اي مفاوضات لن تؤدي الى انسحاب كامل من الجولان. راجع ص 4 و5 فلسطينياً، اكد رئيس الوزراء احمد قريع ان خياره الاساسي يبقى اقامة دولتين، فلسطين واسرائيل، تتعايشان بسلام، محذراً خلال جولة في قلقيلية في الضفة من أن "الجدار الفاصل" الذي يمرّ بالمدينة لن يأتي بالسلام. وردّ وزير الصحة الاسرائيلي داني نافيه محذراً من مغبة اعلان دولة فلسطينية من طرف واحد، وإلا فإن اسرائيل "ستضم مناطق في الضفة تعتبرها اساسية لأمنها". وكشفت صحيفة "يديعوت احرونوت" ان تل ابيب شرعت في اتخاذ خطوات أولى تمهيداً لتنفيذ خطة "فك الارتباط" عن الفلسطينيين التي يلوح بها رئيس الحكومة ارييل شارون، وان رئيس مجلس الامن القومي الجنرال غيورا ايلاند بدأ بدرس الجوانب القانونية لتفكيك 17 مستوطنة معزولة من جانب واحد، تمهيداً لتقديم الخطة الى الحكومة الاحد المقبل. على صعيد المفاوضات السورية - الاسرائيلية، افادت مصادر عربية رفيعة اطلعت على نتائج زيارة الاسد لأنقرة، ان تركيا ابدت استعداداً لبذل "جهود ومساع" مع اسرائيل والولايات المتحدة للتجاوب مع استعداد سورية العودة الى المفاوضات، وان الاسد وافق على ذلك. وأشارت الى ان دمشق استبعدت وساطة مصر والاردن بسبب الموقف السوري الذي يرفض قيام عربي بالتوسط بين دولة عربية واسرائيل. وفي تأكيد جديد لوجود مساع تركية للوساطة، قالت مصادر ديبلوماسية في انقرة ل"الحياة" ان المسؤولين الاتراك اقترحوا خلال زيارة الاسد "استضافة محادثات سورية - اسرائيلية بين رسميين او بين اشخاص غير رسميين وفق ما يعرف بالمسار الثاني". الا ان الشرع نفى وجود "وساطة" تركية رسمية، موضحاً ان المسؤولين الاتراك "طلبوا استفسارات وتوضيحات عن عملية السلام عموماً والمسار السوري في الفترة الاخيرة". اسرائيلياً، كشفت تصريحات شارون واركان حكومته مواقف متشددة من سورية، ورفضاً لاستئناف المفاوضات معها قبل امتثالها لعدد من الشروط، وعلى اساس ان المفاوضات لن تقود الى انسحاب اسرائيلي كامل من الجولان. واشترط نافيه لانضمام سورية الى معسكر السلام "الكف عن دعم حزب الله والمنظمات الفلسطينية الارهابية المتمركزة في دمشق". ويبدو ان اقطاب الحكومة استمدوا التشجيع مما وصفوه ب"تطابق" الموقف الاميركي الداعي الى "عدم الانجرار وراء حيل الرئيس السوري". من جهة اخرى، كشف شالوم ان اتصالات سرية جرت قبل سبعة او ثمانية اشهر مع اشخاص "وثيقي الصلة" بالرئيس السوري. ونقلت وكالة "اسوشيتد برس" عنه قوله: "لسوء الحظ، بعد لقاءين عقدهما الشركاء الاسرائيليون مع زملائهم السوريين، تسرب امر اللقاء. وعند انكشاف الامر، طبعاً لم يواصل السوريون التفاوض عبر هذا المسار". ونفى مسؤول سوري رفيع المستوى ل"الحياة" وجود "اي اتصالات سرية" بين سورية واسرائيل، قائلاً: "السلام امر مشرف لا يجري في السر بل في العلن، وليس لدى سورية ما تخفيه" لتوافق على محادثات سرية. واعرب شالوم عن قلقه من التسريبات الاخيرة في شأن "اتصالات عدة" مع دول عربية، مضيفاً انه طلب من المدعي العام الاسرائيلي التحقيق في امر هذه التسريبات. وكان شالوم كشف الجمعة ان اتصالات تجرى مع دول في الخليج وشمال افريقيا غير ليبيا، في حين اوضح مسؤول رفيع المستوى ان الحديث يدور عن دبي وعمان واليمن والجزائر. ويدور صراع خفي بين وزارة الخارجية التي تسعى الى تحسين صورة اسرائيل من خلال توسيع دائرة الاتصالات مع الدول العربية، وبين رئاسة الحكومة التي تسعى الى احباط هذا المسعى من خلال تسريب معلومات عنها.