واصلت الاجهزة القضائية اللبنانية تحقيقاتها في حادث طائرة كوتونو المنكوبة، واستمع رئيس قسم المباحث الجنائية المركزية العقيد الياس سعادة الى إفادة رئيس مصلحة في الطيران المدني اللبناني حاتم ذبيان التي أدلى بها لليوم الثاني ودونت امس، وترك رهن التحقيق. وأعيد استدعاء رئيس مصلحة النقل الجوي انطوان الحلو ورئيس مصلحة الاستثمار عبداللطيف عبداللطيف وصاحب مكتب للسفريات في المطار علي درويش وعيد جشي الذي كان يفاوض المسؤولين في المطار على اصلاح الطائرة فيه عندما رفضتها السلطات اللبنانية. وأجريت مواجهة بين درويش وذبيان وبين عبداللطيف وذبيان وترك الجميع رهن التحقيق. وذكرت مصادر قضائية ان ذبيان اعطى نتيجة أولية لقراءة الصندوق الأسود، مؤكداً ان سقوط الطائرة سببه عطل تشغيلي وليس فنياً، وتكتمت المصادر على معلومات أخرى ادلى بها ذبيان خلال افادته، مشيرة الى ان مهمته الكشف على سلامة الطيران ومن ضمن المهمة الكشف على الطائرة المنكوبة. ونفت المصادر علمها بأن تكون الطائرة من دون عقد تأمين او ان مدته غير صالحة "وإلا لما كانت حطت في مطار بيروت"، مشيرة الى ان ذبيان لم يأت على ذكر هذا الأمر خلال افادته. ولفتت الى ان الجانب الأميركي يشارك في لجنة التحقيق في حادث الطائرة، لكنها رجحت ألا يأتي ممثلو كل اطراف اللجنة الى بيروت لمتابعته. وذكرت ان اللجنة لم تبلغ لبنان برنامج لقاءاتها في لبنان انما تردد انها تريد مقابلة المسؤولين والجرحى. وتردد انها قد تطلب لقاء مدير فرع الشركة البريطانية المالكة للطائرة والتي أجّرتها الى شركة "يو تي اي" عماد سابا الموجود في الشارقة. لكن المصادر القضائية لم تتبلغ ذلك حتى الآن. وأكدت هذه المصادر ان لبنان أبلغ سابا ضرورة حضوره الى لبنان عن طريق الانتربول، وفي حال لم يستجب ستصدر مذكرة بحث وتحرٍ بحقه. وتردد ان لجنة التحقيق الدولية في الحادث تضم: بنين وغينيا وفرنسا ولبنان وشركة "بوينغ" ومدير الطيران المدني الأميركي. وكشفت المصادر ان والد درويش خازم ابن أحد مالكي الطائرة أحمد خازم كانت معلومات أفادت انه غادر لبنان بعد وصوله اليه من بنين لتلقي العلاج من اصابة في الطائرة الى لندن أبلغ الاجهزة القضائية انه يطلب من ابنه المجيء لكن الأخير يرفض لأنه يتلقى العلاج. ولم تؤكد المصادر ما اذا كان خازم في لندن أو في مكان آخر لعدم علمها بمكان اقامته. كوتونو والانتخابات البلدية وفي ردود الفعل على السجال الحاصل في شأن الطائرة والمعلومات التي تتردد، سأل نائب رئيس الجالية اللبنانية في بنين نمر شفيق ثلج: "هل ان المطلوب عبر حادث الطائرة ضرب الاغتراب اللبناني في افريقيا ولمصلحة من؟". من جهته، ردّ وزير النقل نجيب ميقاتي على "حملات بعض أهل السياسة في طرابلس عليه" الرئيس السابق عمر كرامي في ما يتعلق بطائرة كوتونو قائلاً: "ان المتاجرة بدماء الناس الذين قضوا على شواطئ الغربة ليست من شيم التعاطي السياسي". وربط الحملة عليه بالانتخابات البلدية في طرابلس و"تحرير" بلديتها "من الهيمنة الأحادية والتفرّد السلطوي". ورأى النائب محمد بيضون "ان الطائرة هي الإبنة الشرعية لثقافة الاستهتار بالدولة". ودعا رئيس لجنة الاشغال النيابية محمد قباني الى "عدم تصفية الحسابات السياسية في موضوع كارثة وطنية".