وقع الحزب الحاكم في السودان اتفاقاً مع "حركة العدالة والمساواة" المعارضة التي تنشط عسكرياً في غرب البلاد يشمل جوانب سياسية وعسكرية وينتظر اعلانه في الخرطوم اليوم. وقال الأمين العام للحزب الحاكم الدكتور ابراهيم أحمد عمر للصحافيين ان الاتفاق مع حركة العدالة جاء بعد اتصالات قادها مسؤول العلاقات الخارجية في الحزب الدكتور كمال عبيد مع زعيم الحزب الدكتور خليل ابراهيم في فرنسا. واعتبر عمر اتفاق تشاد الذي وقعته حكومته مع متمردي "حركة تحرير السودان" الاربعاء الماضي، واتفاق فرنسا يمثلان نهاية المعارضة المسلحة في دارفور. وكانت "حركة العدالة والمساواة" بزعامة الدكتور خليل ابراهيم اعلنت أنها ليست جزءاً من اتفاق الهدنة ولن تلتزم به، وهددت بمواصلة العمل المسلح في دارفور. وكان مقرراً ان تبدأ في مدينة الفاشر، في غرب البلاد أمس اجتماعات لجنة تضم الحكومة ومتمردي دارفور وممثل لحكومة تشاد مكلفة مراقبة تنفيذ اتفاق الهدنة التي تستمر 45 يوماً وسرت منذ مساء السبت الماضي. وفي أسمرا، اتهم الأمين العام ل"حركة تحرير السودان" ماني اركو ميناوي القوات الحكومية أمس بمواصلة خرق وقف النار للمرة الثانية. وتعذر امس عقد اجتماع اللجنة العسكرية المشتركة المكلفة مراقبة تنفيذ وقف النار لعدم حضور الوفد التشادي الذي يشرف على الاتفاق بين الخرطوم ومتمردي دارفور. وقال ميناوي ان "القوات الحكومية المدعومة بميليشيات قبلية قصفت بالمدفعية الثقيلة أحد معسكرات الحركة بين منطقتي أبو قمرة وعد الخير". وأشار الى ان "المروحيات الحكومية قتلت أول من أمس اثنين من مقاتلي الحركة وجرحت أربعة آخرين في منطقة: دور الا أن الطيران توقف أمس عن القصف الجوي". وحذر "التحالف الفيديرالي السوداني" الذي يتزعمه أحمد ابراهيم دريج في بيان صحافي "حكومة الخرطوم من مغبة العودة الى الطرق المعهودة من خيانة العهود وخرق الاتفاقات". وفي الخرطوم، قال رئيس الجانب الحكومي في اللجنة اللواء مجذوب رحمة ان وقف النار "سار في يومه الأول بصورة هادئة ولم يسجل أي اختراق من أي طرف"، مؤكداً تصميم حكومته على إنجاح الاتفاق. ورحبت فرنسا أمس باتفاق الهدنة، ووصفته بأنه "مهم لاستقرار السودان وتشاد، وهنأت وزارة الخارجية الفرنسية الرئيس التشادي ادريس ديبي الذي لعب دوراً حاسماً في إنجاح المحادثات. واعتبر مشاركة انجمينا في لجنة تنفيذ الاتفاق مهمة لضمان استمرار وقف النار. وكانت السلطات السودانية أفرجت السبت عن 54 معتقلاً ذكرت ان لهم صلة بأحداث دارفور ابرزهم القيادي في حزب المؤتمر الشعبي مستشار الرئيس السابق لشؤون السلام آدم الطاهر حمدون الذي رفض الخروج من المعتقل احتجاجاً على ربطه بمتمردي دارفور مؤكداً انه لا صلة لهم به، وطالب السلطات باطلاعه على أسباب اعتقاله. الى ذلك، قرر حاكم ولاية جنوب دارفور الفريق ادم حامد موسى أمس الغاء حظر التجول المفروض على مدينة نيالا ثاني كبرى مدن دارفور منذ اربعة أشهر، ووجه اجهزة الأمن باتخاذ الترتيبات لحفظ الأمن من دون المساس بحرية المواطنين.