قام وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد بزيارة قصيرة لأفغانستان امس، هدفها تأكيد دعم بلاده القوي للرئيس حميد كارزاي، واظهار ان الادارة الاميركية مهتمة ومعنية بالتطورات الافغاينة، على رغم انشغالها بالحرب على الارهاب في اماكن أخرى. وتتزامن الزيارة مع كشف الرئيس الاميركي جورج بوش عن برنامج جديد لإعادة إعمار افغانستان وبرنامج تدريب مكثف للجيش الافغاني، علماً ان وحدات اميركية تتولى حالياً تدريب قوات افغانية. وتنفق الولاياتالمتحدة حالياً 900 مليون دولار شهرياً على العمليات العسكرية في افغانستان، اضافة الى مساعدة اقتصادية قدرها 900 مليون دولار سنوياً ينفق بعضها على تدريب الجيش الافغاني. وقالت ادارة بوش في تموز يوليو الماضي انها تستعد لتقديم بليون دولار مساعدات للتعجيل بجهود الاصلاح في افغانستان كي تستخدم في تشييد المدارس والطرق ومشاريع اخرى. وتتيح هذه المساعدة في شكل خاص تسريح الميليشيات حول كابول، ومواصلة انتشار الفرق الاقليمية لإعادة الإعمار وتسريع انشاء الجيش الوطني الافغاني الذي بالكاد يفوق عديده اليوم الخمسة آلاف رجل، كما قال مسؤول اميركي. وكشف مسؤول يرافق رامسفيلد في زيارته، عن وقوع معارك في جنوب شرقي افغانستان اول من امس، بين القوات الافغانية والاميركية من جهة، ومقاتلي "طالبان" من جهة أخرى، ادت الى مقتل ما بين 15 و 25 من "طالبان". وانتقل رامسفيلد بالمروحية من كابول الى غارديز عاصمة ولاية بكتيا حيث اجتمع مع اعضاء فريق اقليمي لإعادة الإعمار يشرف عليه الاميركيون، والتقى حاكم الولاية اسدالله وفا، كما تفقد وحدة من الجيش الافغاني الجديد. واجتمع رامسفيلد مع كارزاي في كابول وعقدا مؤتمراً صحافياً في حديقة مقر الرئاسة. وقال رامسفيلد انه في كل مرة يزور كابول، يرى تقدماً جديداً وتحسناً في الوضع الامني. وأكد ضرورة بذل الجهود لبناء مجتمع ديموقراطي معتدل يقوم بجهود ضد الارهاب. وأوضح ان الامن في افغانستان من مسؤولية الشعب الافغاني ووجود القوات الاجنبية عامل مساعد لكنه غير طبيعي، وأكد ان ما من دولة تتمنى بقاء قوات اجنبية على اراضيها. وشدد على ان الاميركيين يعملون على نقل السلطة الامنية تدريجاً الى السلطات المحلية. وفي المقابل، قال كارزاي انه قلق جداً للنشاطات التي تحصل عند الحدود بين افغانستان ودولتين باكستان وايران، مشيراً الى وجود اتصالات مع الرئيس الباكستاني برويز مشرف الذي وعد بالحد من تلك النشاطات، مؤكداً ان المشاركة في المعركة ضد الارهاب تصب في مصلحة السلم العالمي. وجاء كلام كارزاي في وقت ذكرت تقارير إخبارية امس، أن مهاجمين مجهولين أطلقوا دفعتين من قذائف الهاون من أفغانستان على باكستان عبر الحدود، وأن الباكستانيين ردوا بالمثل. غير أن ناطقاً عسكرياً في إسلام آباد قلل من خطورة القصف عبر نقطة سبينا باراك في منطقة موهماند الباكستانية اول من أمس، قائلا: "إنه أمر روتيني وعادي". وقال المايجور جنرال شوكت سلطان رئيس قسم العلاقات العامة في القوات المسلحة الباكستانية: "ربما يكون الذين أطلقوا قذائف الهاون من المجرمين أو المهربين أو رجال ميليشيات أو قوات أفغانية نظامية. يمكن اعتبار ذلك حادثاً روتينياً عادياً على حدود كثيرة الثغرات مثل الحدود الباكستانية - الافغانية". هجمات ل"طالبان" الى ذلك، قال دولت خان رئيس الشرطة في ولاية بكتيا الافغانية المحاذية للحدود مع باكستان، ان مقاتلي "طالبان" اطلقوا مساء اول من امس قذائف صاروخية على المقر الاداري في منطقة زيلوك في الولاية. وأضاف انه "بعد اطلاق النار على المقر، تبادل مقاتلو طالبان اطلاق النار مع القوات الحكومية لمدة 20 دقيقة". وفي آخر زيارة له لأفغانستان في أيار مايو الماضي، قال رامسفيلد ان معظم اراضي افغانستان آمنة وأن الولاياتالمتحدة انتقلت من مرحلة العمليات العسكرية الكبيرة الى مرحلة الاستقرار وإعادة البناء. ومنذ ذلك الحين تشن قوات "طالبان" هجمات شبه يومية على المواقع الحكومية وقوات التحالف بقيادة الولاياتالمتحدة.