أكدت مصادر ديبلوماسية في جامعة الدول العربية أمس ان ثمة توجهاً قوياً الى توافق عربي يسمح للعراق بالمشاركة في اجتماعات مجلس وزارء الخارجية العرب المقرر عقده غداً في القاهرة، مشيرة الى ان حسم موضوع التمثيل العراقي سيتخذ خلال اجتماع تشاوري مساء اليوم مع تأجيل اتخاذ قرار في شأن اعتماد مندوب دائم الى حين استكمال مشاورات تجري في هذا الشأن. في غضون ذلك، اعلن وزير الخارجية العراقي الجديد هوشيار زيباري أمس انه "على وشك" المغادرة على رأس وفد من خبراء الخارجية العراقية الى القاهرة "على أمل" المشاركة في اجتماعات المجلس الوزاري العربي. يتوقع أن تحسم مسألة مشاركة العراق في اجتماعات الدورة 120 لمجلس وزراء الخارجية العرب في اجتماع تشاوري يعقد في مقر الجامعة العربية في القاهرة مساء اليوم، وقالت مصادر في الجامعة ل"الحياة" إن اتجاهات قوية تشير إلى حسم المسألة لمصلحة مشاركة العراق في الاجتماعات مع تأجيل حسم شغل مقعد "المندوب الدائم" لاستكمال مشاورات في هذا الشأن، وبما لا يتعارض مع ميثاق الجامعة. واذا كانت خمس دول خليجية ابلغت الجامعة موافقتها رسمياً على مشاركة العراق، فإن مصادر سياسية مصرية ابلغت "الحياة" ان القاهرة لا تعارض هذه المشاركة وستدعمها في إطار سياسة عدم عزل بغداد. وكانت الجامعة تلقت موافقة كل من الكويت وسلطنة عمان وقطر والامارات والبحرين على طلب مجلس الحكم الانتقالي المشاركة في الاجتماع. وفيما اشترط الاردن اجماعاً عربياً، تلقت الامانة العامة للجامعة مؤشرات ايجابية نحو الموافقة من السعودية ومصر وفلسطين والمغرب وتونس والسودان. ويصل الى القاهرة اليوم وزير الخارجية العراقي الجديد هوشيار زيباري على رأس وفد عراقي للمشاركة في الاجتماعات واجراء مشاورات مع عدد من الوزراء العرب. وتبدأ اجتماعات المجلس رسمياً غداً بانتقال رئاسته من ليبيا الى مصر خلال جلسة علنية يتحدث فيها الامين العام للجنة التشريعة العامة للاتصال الخارجي والتعاون الدولي الليبي ووزير الخارجية المصري والامين العام للجامعة العربية، ويعقب ذلك جلسات العمل المغلقة وكذلك اجتماع اللجنة الوزارية المعنية بالسودان والاجتماع الوزاري التنسيقي للدول العربية الاعضاء في الشراكة الاورو - متوسطية، كما يعقد المندوبون الدائمون جلستي عمل لاعتماد توصيات اللجان المتفرعة عن المجلس السياسية، القانونية، الشؤون المالية، والادارية. ويناقش وزراء الخارجية العرب جدول أعمال من 16 بنداً تتعلق بتطورات الأوضاع في العراق والمقابر الجماعية المكتشفة فيه، ومذكرة سورية تحت عنوان "السماح للشركات الاسرائيلية بالمنافسة في مناقصات إعادة اعمار العراق وضرورة التصدي للمحاولات الاسرائيلية لاختراق العراق وشعبه". وطالبت المذكرة السورية "الجامعة العربية ان تتدخل للحيلولة دون هذا الامر لما له من انعكاسات خطيرة على الدول العربية". زيباري الى القاهرة واعلن وزير الخارجية العراقي الجديد هوشيار زيباري أمس أ ف ب انه "على وشك" المغادرة على رأس وفد من خبراء الخارجية العراقية الى القاهرة "على أمل" المشاركة في اجتماعات المجلس الوزاري العربي. وقال في مؤتمر صحافي "نأمل بأن نشارك في الاجتماعات ... نحن على وشك السفر وسأمثل العراق في هذا الاجتماع مع وفد من خبراء وزارة الخارجية العراقية ونأمل ان نشارك في الاجتماعات سواء الاستشارية او الاجتماع الرئيسي". واشار الى ان "وزارة الخارجية العراقية ابلغت الى الامين العام للجامعة رغبة العراق وطلبه ان يحضر ويتمثل في هذا الاجتماع الوزاري". نواب اردنيون يرفضون وفي عمان، طالب 32 نائباً أردنياً امس الحكومة بعدم الموافقة على حضور ممثل لمجلس الحكم الانتقالي في العراق الاجتماعات، واعتبروا في مذكرة رفعوها الى رئيس مجلس النواب الأردني سعد السرور ان "المجلس الانتقالي صنيعة اميركية لا يجوز ان يحضر الاجتماعات، لأن ذلك يخالف ميثاق الجامعة الذي ينص على شرط الاستقلال لعضويتها" فيما "العراق الآن محتل من قبل الاميركيين بنص صريح في قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 1483". وحض النواب ومعظمهم من الاسلاميين الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، ورؤساء الدول العربية على "عدم الموافقة على حضور ممثل الاحتلال الاميركي اجتماعات الجامعة". من جهة اخرى أ ف ب ، اعلن وزير الخارجية الماليزي سيد حميد البار أمس ان العراق لن يحضر القمة العاشرة لقادة منظمة المؤتمر الاسلامي التي ستعقد في ماليزيا الشهر المقبل. وقال: "لن يحضر اي ممثل من العراق القمة لأن البلاد لا تزال تحت الاحتلال".