قدمت فرقة إنانا للمسرح الراقص بالتعاون مع الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون في معرض دمشق الدولي في اليوبيل الذهبي للمعرض عرضها الراقص "جوليا دومنا" بعد ان عرض في مهرجان قرطاج ومهرجان الحمامات في تونس. ومن خلال تسليط الضوء على حياة الأميرة السورية "جوليا دومنا" التي تزوجت الامبراطور الروماني ذا الجذور الفينيقية "سبتيموس سفيروس" فكانت زوجة "وحبيبة" وصديقة وسنداً في الحروب، تشجع الفكر والفن والرياضة، يكسر العرض القواعد الصارمة المتعارف عليها ويحلق بالمشاهد خارج اطار الزمان والمكان الى عمق التاريخ. ينقسم العرض الى لوحات راقصة متصلة إذ يفتح الستار على طقس تعبدي للإله "ايلاكابعل" إله الشمس في ايميس "حمص" ونتعرف من خلاله على الأميرة جوليا دومنا ثم نتعرف على سبتيموس القائد الروماني اثناء استعراض جيش الشرق له في حمص ثم لقائه مع جوليا والزواج بها وبدء الاحتفالات في مدينة حمص بزواجهما ثم الذهاب الى روما لانقاذها من جيوش الجرمن التي بدأت غزوها. هنا ساعدت جوليا دومنا زوجها في بناء جيش جديد منضبط للقضاء على جيوش الجرمن، لكن القاتل مكرينيوس يعد مؤامرة ينجح فيها بقتل سبتيموس فتعود جوليا دومنا الى اهلها. وفي ختام شبه منفصل عن العرض، تقدم الفرقة لوحات موزاييك للثقافة العربية من المحيط الى الخليج، تمثل كل لوحة فولكلوراً شعبياً لإحدى مناطق الوطن العربي، وتثبت فرقة إنانا انها مستمرة في مشوارها الذي بدأته بقوة وانها في كل تجربة تخطو خطوات عدة عن التجارب السابقة وتتخطى الاخطاء خصوصاً في ظل هذا النوع من المسرح الذي يعتمد على لغة الجسد وايحاءاته للوصول الى حال مسرحية مؤثرة. ويقول الفنان جهاد مفلح مدير فرقة إنانا: "ان ما يميز هذا العمل الثالث عن الاعمال السابقة اكتمال كل عناصر المسرح الشامل اي المسرح الراقص فيه من حيث الموسيقى والكورال والأزياء والديكور والاكسسوار والاضاءة وبهذا تكتمل اول خطوة نخطوها نحو العالم مصدرين تراثنا الانساني من خلال نساء عربيات اثرن وما زلن في الثقافة والفن والحياة الانسانية". يمتاز العرض بتطور نوعي ضمن امكانات الكادر الذي ظهر من خلال لغة جسدية رشيقة ومعبرة كثفت الحدث المسرحي ضمن لوحات سريعة كانت اشبه بومضات متتابعة تحمل زخماً وتشكل النواة الاساسية ضمن سياق العرض. واستطاع العمل ان يوظف رشاقة الفنانين ومواهبهم ضمن قالب تاريخي مستغنياً عن الفكرة السائدة بأن العرض الراقص هو عرض لمجرد المتعة والجمال، فاستطاع المشاهد ان يلامس مشهداً يحمل في طياته حدثاً تاريخياً مرت به المنطقة. ولم يكتف العرض بقدرات الجسد بل تعداها الى تعابير الوجه، وبمساعدة الراوي والموسيقى والملابس والاكسسوار والديكور وصل الى ادق التفاصيل.