دعا الرئيس حسني مبارك قادة الحزب الوطني الحاكم الى تبني سياسات عامة تضمن تمتع المواطنين بحقوقهم الاساسية كافة في اطار تعامل الدولة معهم كشركاء في صنع القرار، مشددا على صوغ هذه التوجهات في قوانين وخطوات تنفيذية متتالية لتعميق الانتماء الوطني، لافتا الى تطوير مفهوم العمل الديموقراطي لإرساء دعائم حياة حزبية متعددة الاقطاب. وبدأ الحزب الحاكم امس الدورة السنوية الاولى لمؤتمره العام التي تستمر ثلاثة ايام وسط اجواء تحديات عدة تمثلت في ازمة اقتصادية انعكست في موجات متتالية من ارتفاع الاسعار، وتراجع القدرة الشرائية وارتفاع اصوات تطالب للمرة الأولى بإقالة الحكومة وتزايد المطالبات بإصلاح سياسي عاجل وتوسيع دائرة المشاركة في القرار. وعلى رغم الاهتمام البالغ بالملفات الاقتصادية والاجتماعية المطروحة على اعمال المؤتمر إلا ان الحديث في ملف الإصلاح السياسي غلب على كلمات قادة الحزب للتأكيد على الربط بين الجانبين من ناحية وللتعاطي مع الاوضاع بالغة التعقيد التي يموج بها المجتمع من ناحية اخرى. وبدا الاهتمام الحكومي بأعمال المؤتمر في حضور رئيس مجلس الوزراء الدكتور عاطف عبيد والوزراء كافة للجلسة الافتتاحية ومشاركتهم في اعمال اللجان النوعية المختلفة، وتولى عبيد ادارة الحوار في اللجنة الاقتصادية مع اعضاء المؤتمر لتحديد السياسات المطلوبة في المرحلة المقبلة والتشريعات المقترحة لعرضها على البرلمان في دورته الجديدة. وحرص الامين العام صفوت الشريف في كلمته الافتتاحية على تأكيد دور الحزب الحاكم في المرحلة المقبلة بين الناخبين، مشددا على انه "لن نترك الساحة لمروجي الدعوة الى الانغلاق او الانكفاء على الذات والعمل في كل المواقع من اجل التنوير واستكمال الوجود بتحديث الخطاب الديني"، لافتا الى اهمية السعي لتهيئة المناخ لتفعيل دور مؤسسات المجتمع المدني واحياء مفهوم المواطنة وحق المواطن في تحقيق حلمه. وشدد رئيس المجلس الاعلى للسياسات جمال مبارك على ان تحسين مستوى المعيشة يأتي في صدارة الاهتمامات، ويؤكد ان نجاح السياسة التي تتبعها الحكومة والحزب مرهون بمدى القدرة على تخفيف الاعباء عن محدودي الدخل، مشيرا الى ضرورة تبني اجراءات عاجلة لمعالجة طفرة الاسعار التي طرأت أخيراً وزيادة المعروض من السلع وتوسيع منافذ التوزيع وتطوير الاطار الحاكم لسوق الصرف لإعادة الانضباط اليه والسيطرة عليه. ودعا نجل الرئيس الى شراكة بين المواطن والدولة تقوم على تعميق مسيرة الديموقراطية وترسيخ الحريات العامة لوضع الاطار الفكري لتدعيم العلاقة بين الدولة والمجتمع، مشددا على ان مواجهة تحديات التنمية تقوم على الشراكة بين الطرفين على اساس متين لتوفير العدالة الناجزة. ومن المقرر ان يلقي الرئيس حسني مبارك بصفته رئيس الحزب خطاباً سياسياً مساء غد في ختام اعمال المؤتمر الذي يشارك في اعماله 2200 عضو يتناول فيه الاوضاع الدولية والاقليمية والمحلية والسياسات المطلوبة في المرحلة المقبلة.