استبق رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون تشكيل الحكومة الفلسطينية التي من المرجح ان تعرض على اللجنة المركزية لحركة "فتح" اليوم، بتوجيه ضربة مزدوجة الى "حركة المقاومة الاسلامية" حماس و"الجهاد الاسلامي" في الخليل وقطاع غزة أسفرت عن استشهاد ستة فلسطينيين ومقتل جندي. راجع ص4 و5 ويأتي هذا التصعيد في سياق المساعي الاسرائيلية لاحباط التفاهم الذي توصل اليه قريع مع "حماس" و"الجهاد" في شأن "تهدئة ميدانية" يعتبرها العنصر الأساسي لضمان نجاح حكومته، وتمكنه من تطبيق المرحلة الاولى من "خريطة الطريق". وأفادت مصادر فلسطينية ل"الحياة" ان قريع يخطط لتنفيذ المرحلة الاولى من الخريطة بهدف القفز عن المرحلة الثانية الخاصة بإعلان دولة فلسطينية موقتة، والتوجه مباشرة الى المرحلة الثالثة الخاصة بعقد مؤتمر دولي. ويتزامن التصعيد الاسرائيلي أيضاً مع تطمينات اميركية تلقتها السلطة الفلسطينية ومفادها ان واشنطن لن تتدخل في تشكيلة حكومة ابو علاء مثلما حدث مع حكومة محمود عباس ابو مازن، بل ستركز على برنامج الحكومة وادائها. وكانت مصادر صحافية اسرائيلية متطابقة أكدت ان مستشارة الامن القومي للرئيس الاميركي كوندوليزا رايس حضت وزير الخارجية الاسرائيلي سلفان شالوم اثناء لقائهما في نيويورك اول من امس على ضرورة امتناع اسرائيل عن اتخاذ "خطوات لا رجعة عنها" في مسألتي الرئيس ياسر عرفات وبناء "الجدار الفاصل" في عمق الاراضي الفلسطينية. وعلى رغم معارضة واشنطن ابعاد عرفات او المس به، الا ان الادارة الاميركية تصر، وعلى اعلى المستويات، على انها ليست في وارد اعادة تأهيل عرفات، وفي الوقت نفسه تطالب اي حكومة فلسطينية بتفكيك البنى التحتية للفصائل الفلسطينية كنقطة انطلاق. وستكون هذه القضية مثار خلاف داخل "الرباعية" التي من المقرر ان تجتمع اليوم على مستوى وزراء الخارجية، وتعتبر "الرباعية" أن "خريطة الطريق" تنص على خطوات متوازية ومتبادلة من الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي. ولوحظ امس ان الرئيس فلاديمير بوتين لم يتطرق أبداً في خطابه امام الجمعية العامة الى النزاع العربي - الاسرائيلي او الى "خريطة الطريق" رغم ان روسيا عضو في الرباعية. وكان رئيس الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية فاروق قدومي وصل إلى نيويورك ليرأس وفد فلسطين بعد معالجة أزمة التأشيرة الاميركية التي اخرت وصوله. من جهة اخرى، تتواصل تفاعلات الرسالة التي وجهها 27 طياراً من سلاح الجو الاسرائيلي الى الحكومة، ورفضوا فيها تنفيذ غارات جوية واغتيالات في الاراضي الفلسطينية لتعارضها مع القانون والاخلاق، اذ اثارت الرسالة صدمة في الاوساط الاسرائيلية الرسمية والاعلامية. وبعد وصف التحرك ب"تمرد الطيارين"، اعتبر مسؤولون ان الرسالة "خطوة مرفوضة" وراءها "دوافع سياسية لا علاقة لها بالاخلاق" و"تفيد العدو"، في حين توعدت الحكومة بالاقتصاص من المتمردين سواء بتنحيتهم او تجريدهم من رتبهم العسكرية او تقديمهم الى المحاكمة.