كشف في اسرائيل امس ان وزير الدفاع شاؤول موفاز هدد بخطف الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصر الله والقيام بعمليات عسكرية عنيفة بهدف الحصول على معلومات جديدة عن مصير الطيار المفقود منذ عام 1986 رون آراد. وأُعلن ان المفاوض الاسرائىلي ايلان بيران سيغادر الى برلين للقاء الوسيط الالماني في جولة مفاوضات جديدة قد تكون الاخيرة. واتفقت تعليقات الصحف الاسرائىلية امس على القول ان قرار الحكومة المصادقة على صيغة مشروطة لصفقة تبادل الأسرى مع "حزب الله" لا يعني ابداً ان انجازها بات وشيكاً "ومن السابق لأوانه الإعداد للاحتفاء بعودة العقيد في الاحتياط الأسير لدى "حزب الله" الحنان تننباوم الى بيته"، على ما كتبت "معاريف" التي لم تستبعد ألا ترى صفقة التبادل النور ابداً. وعلى غرار موقف اركان الحكومة رأت الصحف ان "الكرة الآن باتت في ملعب "حزب الله"، وحمّلته مسؤولية تفجير الصفقة في حال أصر على ادراج سمير القنطار بين الأسرى الذين سيفرج عنهم. وأعلن وزير الخارجية سلفان شالوم ان اسرائىل لا تنوي التراجع عن قرارها عدم اطلاق "مخربين قتلوا مدنيين اسرائىليين"، ومنّن "حزب الله" بموافقة الحكومة على الافراج عن اربعة معتقلين لبنانيين دينوا بقتل جنود اسرائىليين ابان مقاومة الاحتلال الاسرائىلي للبنان. وقال في حديث اذاعي، ان اسرائىل لا تعلم على وجه التحديد المكان الذي يحتجز فيه آراد لكنها ترجح ان يكون في ايران وترى انها، اي ايران، مسؤولة عن مصيره وان تل ابيب تعتبره حياً طالما لم يثبت العكس. وزعم شالوم ان اسرائىل ابلغت "حزب الله"، عبر الوسيط الالماني، ان اطلاق سراح القنطار ليس وارداً بعدما اتخذ رئىس الحكومة آرييل شارون قراراً مهماً وجريئاً بذلك، وقال: "ينبغي ان يفهم الجميع ان لاسرائىل ايضاً شروطاً وخطوطاً حمراً". الى ذلك عمد قريبون من موفاز، الى تسريب اقواله في جلسة الحكومة اول من امس على رغم اعلانها مغلقة، من انه اقترح حينما كان رئىساً لهيئة اركان الجيش القيام "بعمليات واسعة وعنيفة كفيلة بأن تأتي بمعلومات جديدة عن آراد لكن المستوى السياسي رفض الاقتراح". وقالت مصادر امنية رفيعة المستوى ان موفاز قصد القيام بخطف الأمين العام ل"حزب الله" ليشكّل "ورقة مساومة". ونقلت صحيفة "يديعوت احرونوت" عن المفاوض بيران قوله للوزراء ان اسرائىل تدرس "طرقاً عملياتية جديدة" في شأن آراد وان الوزراء فهموا من ذلك ان كل الوسائل مشروعة بما في ذلك عمليات الخطف. وتابعت ان شارون وعد وزراءه بأنه لن يدخر اي جهد في سبيل الحصول على معلومات عن آراد. مضيفاً ان ثمة اموراً تحصل "الاجدر عدم الحديث عنها". ورددت اذاعة الجيش على لسان مسؤول عسكري كبير قوله ان اسرائىل ستلجأ الى "أساليب أخرى" في معالجتها قضية آراد، وان خطف مسؤولين في "حزب الله" كان دائماً خياراً وارداً ارتهن تنفيذه بالظروف المتاحة! وسمحت محكمة اسرائىلية لعائلة آراد باستجواب مصطفى الديراني امس، عن ظروف اختفاء الطيار بعدما احتجزه نحو عامين. وقال وكيل الديراني تسفي ريش انه خلافاً لمزاعم العائلة فإن اسرائىل لم توجه لموكله تهمة تعذيب آراد او بيعه لايران "صحيح انه قام بنقله الى سهل البقاع اللبناني لكنه لم يبعه بل قام حراس الثورة الاسلامية بخطفه من دون موافقته او علمه". وأضاف في حديث لاذاعة الجيش ان المحققين الاسرائىليين تأكدوا من ذلك وعثروا على رسائل في بيت الديراني بعث بها الى القادة الايرانيين محتجاً على خطف آراد ومطالباً باسترداده ليتمكن من عقد صفقة تبادل اسرى مع اسرائىل. واعتبر ريش حديث الاسرائىليين عن احتمال خطف مسؤولين في "حزب الله" لغرض المساومة "فكرة خرقاء". وقال انه ثبت ان خطف ديراني والشيخ عبدالكريم عبيد لم يأت بأي نتيجة، مضيفاً ان عمليات كهذه سيتم الرد عليها بمماثلة من "حزب الله". واستبعد المحامي تنفيذ صفقة تبادل الاسرى، وقال ان اصرار اسرائىل على عدم اطلاق القنطار ادخل المفاوضات في متاهة، مشيراً الى ان اسرائىل سبق وأبلغت "حزب الله" نيتها اطلاق سراح 19 معتقلاً لبنانياً، وهو العدد الاجمالي للمعتقلين ومن ضمنهم القنطار، وان قرار الحكومة الاخير يشكل تراجعاً. وأيد النائب عن حزب "العمل" رئىس جهاز "موساد" سابقاً داني ياتوم ان تقوم اسرائىل بأي "عمل مشروع" لاعادة آراد من دون الحاجة الى اطلاق تهديدات بخطف نصر الله او غيره! اما زعيم حزب الوسط "شينوي" وزير العدل يوسف لبيد فبرر معارضته ابرام الصفقة بضرورة تغيير "ما هو متبع". وقال: "ينبغي ان تكون المعادلة: أسير عربي واحد في مقابل يهودي واحد"!