دعا رئيس الوزراء الماليزي مهاتير محمد المسلمين الى انهاء العداوات القائمة بينهم من اجل مواجهة التحديات الماثلة أمامهم، وتصحيح "التفسيرات الخاطئة للاسلام اذا كنا سننجح في تجاوز التهديدات والاهانات التي نواجهها". وطالب المسلمين باعادة فحص ذواتهم، وقال انهم "يتعرضون اليوم للاضطهاد والاذلال". وحذر من ان الديموقراطية "ستتحول الى ديكتاتورية وتحطم نفسها كما حصل للشيوعية، ستدور العجلة دورة كاملة". وطرح مهاتير في بداية محاضرة ألقاها اول من امس في مركز الدراسات الشرقية والافريقية في جامعة لندن سواس بدعوة من مدير مركز الدراسات الاسلامية في الجامعة الدكتور محمد عبدالحليم مساء الاثنين، تساؤلات عما اذا كان الاسلام بحاجة الى "اعادة فحص". وتوصل الى ان ذلك يعود الى الاجابة على السؤال: "هل هناك اي اختلاف بين الاسلام الاصلي الذي بشر به النبي محمد صلى الله عليه وسلم والاسلام الذي يمارس اليوم؟". وقال مهاتير في المحاضرة التي ألقاها بعنوان: "الاسلام والأمة، اعادة فحص ذواتنا واعادة اكتشاف أنفسنا في وجه التحديات الجديدة"، انه اختار "موضوعاً حساساً جداً ومثيراً للجدل". وأكد ان "ليس بامكاننا تغيير أصول الاسلام والا نكون غيّرنا الرسالة وتعاليم الاسلام كما نقلها الرسول صلى الله عليه وسلم. سنكون عندها غيرنا دين الاسلام، ولن يكون ذلك الاسلام". وتابع: "ما يجب ان نفعله هو الا نحدد ما اذا كان الاسلام المعاصر انحرف نتيجة التفسيرات لأصوله، للتجاوب مع الظروف المتغيرة". وتابع ان الاسلام "حوّل القبائل العربية المتحاربة الى اناس موحدين وعلى درجة عالية من التنظيم والتقدم استطاعوا بناء حضارة استمرت 1300 سنة. لكن اتباع الاسلام اليوم، ما عادوا الناس العظماء الذين كانوا في سنوات الاسلام الأولى. الحضارة الاسلامية العظيمة اختفت تقريباً، والمسلمون اصبح يُنظر اليهم اليوم باحتقار، ويتعرضون للاضطهاد والاذلال، ودينهم يوصف بأنه دين ارهابي، دعا اليه نبي ارهابي". وأضاف: "ان التغيير يحصل لكل شيء عبر الزمن، وكل الاديان تغيرت عبر الزمان، وكذلك حصل لكل الافكار والقيم. هذا ما حصل للديانة المسيحية لدرجة ان قدامى المسيحيين سيجدون استحالة في التصالح مع المسيحية التي تمارس اليوم، وذنوب الماضي لم تعد ذنوباً في مسيحية اليوم، حتى ان القساوسة يمارسونها علناً". على خطى الثورة الفرنسية واعتبر ان مثل هذا التغيير حصل لمبادئ الثورة الفرنسية "ونحن نرى اليوم الامر ذاته يحصل للديموقراطية، التي اصبحت مبرراً لفرض العقوبات وحرمان البشر من الدواء والغذاء، وخوض حروب ضد اناس ابرياء، وقتلهم وتشويههم، وغزو دولهم واحتلال بلادهم". وتابع: "ان رغبات الغالبية منعت بفيتو الفرد". واضاف: "علينا ان نتوقع مزيداً من التغييرات في تطبيق الديموقراطية حتى يأتي وقت تحطم فيه ديكتاتورية تنشأ من اصل ديموقراطي هذا المبدأ العظيم، وكما حصل للشيوعية ستدور العجلة دورة كاملة". وزاد: "ليس الاسلام وحده الذي بحاجة الى اعادة فحص وإنما كل الاديان والمعتقدات ونظم القيم. اليوم نتحدث عن الاسلام ونسأل: هل هو الدين الذي بشر به النبي محمد صلى الله عليه وسلم؟ أم هو مختلف؟ واذا كان الامر كذلك فهل هو مسؤول عن الحال المحزنة للمسلمين اليوم؟ أم ان السبب هو ان هذا الدين تم تغييره لدرجة لم يعد معها قادراً على اداء الخير الذي يعد به؟". وأجاب: "يجب ان نتفق على ان المصير المحزن الذي انتهينا اليه والاضطهاد الذي نتعرض له من الآخرين هو بسببنا نحن. لهذا يجب ان نكتشف الخطأ الذي ارتكبناه والذي لا يتماشى مع تعاليم الاسلام وجلب علينا سوء الطالع. يجب ان نعرف ذلك وأن نغير انفسنا بالعودة الى الاسلام الحقيقي حتى نحصل مرة اخرى على رضا الله سبحانه وتعالى".