هناك موضات في الكتابة العربية، تماماً كما ان للأزياء موضات. الفارق ان مصدر موضات الازياء معروف، وهو بيوت الأزياء الغربية، بينما مصدر موضات الكتابة العربية غير معروف بدقة، وان كنت اتوقع انه بيوت الأزياء الغربية ايضاً. وموضة هذا العام هي الهجوم على السيد عمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية. فأصبح كل من "هب ودب" يهاجم عمرو موسى، بمبرر واهٍ او من دون مبرر. وكل كاتب يصحو من نومه، ويريد ان يسلم مقالة لاحدى الجرائد، ولم يجد موضوعاً بعد، فالحل بسيط، يمسك قلمه ويهاجم عمرو موسى. فوصل الامر ان يهاجم على اتخاذ قرارات بديهية، ما كان يجب ان يكون عليها خلاف اصلاً، فضلاً عن ان يهاجم من اجلها. وتقرأ كمَّ الهجوم على الرجل، فيهولك حجمه. ثم تجد ان غالبيته العظمى غثاء لا يستحق القراءة. فما الامر اذاً؟ انها الموضة، ومصدرها بيوت الازياء. الموضة هذا العام ليست الستر العربي على طريق عمرو موسى، الموضة هذا العام العري السياسي. هوجم عمرو موسى لأنه حمل على الغزو الاميركي. واعتبر انه يقف في صف واحد مع الطاغية كأن المطلوب من عمرو موسى ان يبارك الغزو الاميركي الذي يعلم جيداً - وكل عاقل يعلم - حقيقة اهدافه. كأن المطلوب من عمرو موسى ان يصمت، وهو امين عام الجامعة العربية، تجاه ما اعتبره المجتمع الدولي احتلالاً. كأن عمرو موسى من حقه ان يعطي الشرعية لحال رفضت الأممالمتحدة نفسها ان تعطيها الشرعية. فأي عاقل يقول هذا الكلام؟ ويستمر الهجوم في كل مرحلة وكل قرار، وكل كلمة من كلمات الرجل. فمن الطبيعي، مثلاً، ما دامت قوات الاحتلال قد عينت مجلساً للحكم في العراق ألا تعترف به الجامعة العربية، وان تنتظر على الاقل قيام حكومة منتخبة، مع غض الطرف على ان الانتخابات ستجرى في ظل الاحتلال. والشرط القانوني ان عضوية الجامعة العربية للدول المستقلة. فكيف تعترف بحكم معين من سلطات احتلال، بحسب توصيف الأممالمتحدة، وتوصيف العقل والواقع ايضاً؟ القاهرة - يحيى حسن عمر [email protected]