نجح الأمين العام للجامعة العربية السيد عمرو موسى في إثناء العقيد الليبي معمر القذافي عن مطالبته اللجان الشعبية بالبحث في قرار انسحاب بلاده الى وقت آخر. وكان موسى سارع بالسفر إلى مدينة سرت صباح امس للتعرف على الطبيعة الى المبادرة التي طرحها القذافي للسلام في الشرق الاوسط. وكشفت مصادر في الجامعة ل"الحياة" أن موسى طلب زيارة ليبيا فور الاستماع الى خطاب القذافي أمام مؤتمر الشعب العام الليبي في الذكرى ال25 لإعلان الجماهيرية خصوصاً بعد اعلان القذافي التفكير في الانسحاب من الجامعة. ورحبت القيادة الليبية بزيارة موسى فوراً وارسلت طائرة خاصة لنقله إلى سرت مباشرة. و أكد موسى لدى وصوله الى سرت أن زيارته للجماهيرية تأتي في وقت بالغ الاهمية قبيل عقد القمة العربية في بيروت يومي 27 و28 آذار مارس الحالي. وكان القذافي فجر مفاجأة بإعلانه "الكتاب الأبيض لحل مشكلة الشرق الأوسط"، ووعد بإصدار هذا الكتاب وتوزيعه لحل المشكلة جذرياً، وأوضح أن حله المقترح يعتمد على عودة سبعة ملايين لاجئ فلسطيني ونزع أسلحة الدمار الشامل في إسرائيل وإجراء انتخابات تشرف عليها الأممالمتحدة، مؤكداً أن العرب سيعترفون بتلك الدولة إسرائيل وفلسطين بعد ذلك بغض النظر عمن يحكم فيها. وأشار القذافي إلى أن هناك تداخلاً بين الإسرائيليين والفلسطينيين، معتبراً أن الفصل بينهم مستحيل بسبب المصالح المشتركة للشعبين على رغم المواجهات المستمرة بينهما. وشدد على أن قيام دولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة لن يكون حلاً، وقال إن الدولة الفلسطينية التي حددها القانون الدولي تحتاج الى اقليم وشعب وهما غير موجودين حالياً، وتابع ان فلسطين "احتُلت عام 48 ولم يعد هناك ما يسمى بهذا الاسم وأن من يعترف بإسرائيل لن يعترف بفلسطين بناء على هذه الوضعية"، وأعلن القذافي أن بلاده لن تعترف بدولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة وذلك لضيق المنطقة التي لن تتسع لدولتين خصوصاً أن إسرائيل تمتلك اسلحة دمار شامل غير متوفرة للفلسطينيين ولا حتى للعرب. وقال إن "قيام دويلة فلسطينية في ظل هذه الظروف يجعلها عرضة للتهديد المستمر من إسرائيل، وانه لا يوجد ما يمنع اسرائيل من اجتياح أراضي هذه الدولة على غرار ما يحدث حالياً مع السلطة الفلسطينية". وندد القذافي بالعرب ووصفهم ب"الحقارة" وبأنهم "خيبة"، داعياً عليهم بالموت، وقال "إن باطن الأرض خير لهم من ظاهرها"، وهاجم الجامعة العربية وقال انها "مهزلة وعار على الامة"، و"ان العرب لا يملكون اليوم غير البكاء كما فعلوا على محمد الدرة". وكان القذافي اقترح في جلسة مغلقة في قمة عمان أفكاراً مماثلة عن اعتراف الجامعة العربية بإسرائيل وضمها اليها مقابل عودة اللاجئين وحل مشكلة القدس ونزع اسلحة الدمار الشامل في المنطقة، كما سبق أن دعا القذافي الى انسحاب بلاده من الجامعة عام 1998 لاقتناعه بأن العرب لم يساعدوه في فك الحصار الذي فرضته الأممالمتحدة على ليبيا على خلفية قضية لوكربي بينما ساعده الأفارقة ما جعله يتحول إلى الفضاء الافريقي مبتعداً عن الفضاء العربي، إلا أن محاولات كبيرة بذلت مع القذافي لمنع انسحاب ليبيا من الجامعة. من جهة اخرى أ ف ب اعلنت مصادر في الجامعة امس ان الامين العام موسى سيتوجه اليوم الاثنين الى السعودية في زيارة قصيرة للبحث في افكار ولي العهد الامير عبدالله بن عبدالعزيز. واوضحت المصادر ان المحادثات هدفها "تعزيز التنسيق بين الجامعة والمسؤولين السعوديين من اجل ضمان الحصول على الدعم العربي الكافي للافكار وكيفية طرحها على جدول اعمال القمة".