أعلنت مديرة "مكتب الشراكة مع الشرق الأوسط" الأميركية الينا رومانسكي أن واشنطن لا تسعى إلى فرض التغيير على المنطقة في إطار مبادرة الشراكة الأميركية - الشرق أوسطية، مشددة على أن "التغيير يأتي من خلال الشعوب ولا يفرض عليها". وقالت في لقاء حضرته "الحياة" في منزل السفيرة الأميركية في الدوحة، إن المبادرة التي أطلقها وزير الخارجية كولن باول ترمي إلى تقديم الدعم والمساعدة للعمل ل"شركاء الولاياتالمتحدة في المنطقة للمضي قدماً في عملية التغيير واجراء الاصلاحات". وشددت على أن واشنطن تعمل ل"تعزيز الشراكة مع دول الشرق الأوسط ومؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص لمساعدة الأصوات المطالبة بالتغيير، خصوصاً في مجال الاصلاح السياسي والاقتصادي والتعليمي وتوفير فرص عمل أفضل للمرأة والشباب وتوسيع المشاركة السياسية وبناء اقتصادات قوية". وسُئلت هل هناك توجه أميركي يهدف إلى تغيير المناهج الدينية في العالم العربي؟ فقالت إن أحداً "لا يستطيع التدخل في النصوص الدينية كالقرآن الكريم"، وأضافت: "اننا لا نسعى إلى ذلك، بل نسعى إلى تغيير المناهج التعليمية يؤدي للتخلص من الحقد والتحريض على الكراهية، وذلك في اطار دعمنا لتكريس قيم التسامح". ورأت أن المنطقة والأجيال المقبلة "ليست في حاجة إلى المزيد من العنف، وسنعمل لمساعدة دول المنطقة في تغيير كل ما يدعو إلى تعميق الحقد والكراهية في المناهج التعليمية، لكن لا علاقة لنا بالنصوص الدينية". وأوضحت أن المبادرة تشمل "كل دول المنطقة". ولفتت إلى أن دولاً "بدأت بالفعل في اجراء اصلاحات داخلية ومنها على سبيل المثال دولة قطر التي قطعت شوطاً كبيراً في اصلاح القطاع التعليمي". وأضافت: "اننا نسعى إلى المشاركة مع كل دول المنطقة، ومع الذين يريدون دعم الأصوات الداعية إلى التغيير من خلال آليات تهدف إلى توسيع المشاركة السياسية وتنمية الفرص الاقتصادية". وسألتها "الحياة" عن أبرز المشكلات والتحديات التي تواجه المبادرة، فقالت إن "التحدي الأكبر يكمن في إمكان تحقيق التوافق بين متطلبات المبادرة وحاجة الشركاء في المنطقة وبلورة الأولويات، وهذا يتطلب حواراً بناء وفاعلاً مع الشركاء سواء كانوا في الحكومات أو المجتمع المدني أو القطاع الخاص، فضلاً عن تفعيل المبادرة عاماً بعد آخر لتحقيق أهدافها".