تعليقاً على مقال الأستاذ حازم صاغية المعنون "على هامش الفتوى الأزهرية" "الحياة" في 30/8 أقول "لا يعرف الاسلام مفهوم "المؤسسة الدينية" بمدلوله الغربي، المرتبط بالمؤسسة الدينية المسيحية. فالاسلام هو دين ودولة، ويعنى بالشؤون السياسية والعسكرية والتنظيمية كما يعنى بالعبادات والطاعات وحياة الفرد الخاصة. قال تعالى: "ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون". فيتصل دور علماء الدين المسلمين بنشاطات الدولة والمجتمع ضمن أطر وهيكليات أقرها الاسلام، وهي بين التوجيه والاشراف والمتابعة والمناصحة وبين الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، في تناغم وتعاون مع مؤسسات الدولة وأنظمتها المستمدة من الشريعة الاسلامية. والفوضى الافتائية الحاصلة، باقتضاب، ترجع الى اسباب، على رأسها جو الغليان والعداء للغرب، وعلى رأسه أميركا، وغياب أوجه التعبير الحر في أغلب دول المنطقة، والخلل في البنية الثقافية والفكرية في معظم المجتمعات العربية والاسلامية، نتيجة البعد من تعاليم الاسلام السمحة، وجو التخلف والارهاب الفكري المسيطر عليها، والجهل والأمية وأساليب التعليم والتربية المتبعة. نذكر كذلك عزلة النخب السياسية والفكرية والثقافية عن محيطها الذي أضحى فريسة للمتلبسين بلبوس الدين، والمتاجرين به. وأخيراً وليس آخراً، تردي الحياة السياسية، وتغلب فكر المزايدات الدونكيشوتية على الفكر السياسي الرصين والمسؤول". الرياض - سليم بن ضيف الله بن سليم كلية الطب البشري، جامعة الملك سعود [email protected]