صدر للناقد نادر سراج، الباحث والكاتب وأستاذ اللسانيات في الجامعة اللبنانية، وعضو "الجمعية الدولية للسانيات الوظيفية" السوربون كتاب عنوانه "حوار اللغات" عن دار لارماتان - باريس. يسعى سراج في كتابه الى رصد رحلة البحث عن المعرفة التي يختطها الطلاب الجامعيون العرب في معارج الجامعات الأجنبية بغية اكتساب معارف جديدة وتقنيات البحث العلمي والمعاينة والتحقيقات الميدانية وطرائق تحليل المعطيات اللغوية. ويروي سراج رحلته اللسانية مقدماً في آن واحد الخطوط العريضة لنظرية لسانية، ولاثنين من ممثليها النموذجيين. ويبحث الكاتب في كيفيات أو آليات تطبيق هذه العلوم والمعارف والمناهج على مسائل اللغة العربية من خلال المحاورات التي عقدها مع معلمين بارزين درس عليهما اللسانيات في نهاية السبعينات على مقاعد السوربون. دراسة التنوع اللغوي في بيئة ثقافية محددة هي مبدأ تنادي به اللسانيات الوظيفية، وقد بحثها المؤلف من خلال دراسة المستويات أو الضروب اللغوية المعيوشة في عاصمة عربية هي بيروت. تعايش المحكية العربية واللغة الوسطى أو لغة الإعلام مع العربية الفصحى شكلت محور الدراسة المسهبة التي أدرجها الكاتب في هذا المؤلف، وهي في الحقيقة نموذج عن الدينامية اللغوية التي تعيشها الحواضر العربية راهناً. كتاب "حوار اللغات" يتمحور في شكل أساسي حول مسائل وإشكاليات لغوية معاصرة تتصل باللسانين العربي والفرنسي. وهو يهدف أيضاً الى تعريف أفضل لاثنين من كبار اللسانيين الوظيفيين الفرنسيين: أندريه مارتينيه وهنرييت فالتير، من خلال عرض مسهب لأفكارهما عبر مقالتين كتبتا خصيصاً للكتاب الجيم العربية واللثويات العربية، وحوارات أجراها المؤلف معهما ورصد عبرها تطور مسارهما الفكري والألسني، على مدى العقدين المنصرمين.