افتتح أمس في بيروت المؤتمر الدولي للاعلام العربي والاسلامي لدعم الشعب الفلسطيني في دورته الثانية في حضور حشد من الشخصيات في مقدمهم ممثل رئيس الجمهورية اللبنانية وزير الاعلام ميشال سماحة والأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله، الذي سجل سلسلة مواقف تمحورت حول مواصلة المقاومة والحفاظ على التماسك الفلسطيني الداخلي، في حين اكد رئيس هيئة الاذاعة والتلفزيون في ايران الدكتور علي لاريجاني موقف بلاده من مسألة المفاعل النووي. وقال السيد نصرالله في كلمته: "ما شهدناه في الاسابيع القليلة الماضية من تصاعد الانتفاضة وحدّة المواجهة مع العدو وصولاً الى مرحلة يعلن فيها العدو حربه على كل الشعب الفلسطيني، يشير الى تجاوز العدو كل الخطوط الحمر وهذا يعني في بعض مؤشراته ان شارون وحكومته وصلا الى مرحلة اليأس من امكان الرهان على الصدام بين السلطة والمقاومة في فلسطين". ولفت الى "ان في لبنان كان المطلوب من السلطة، امام عجز اسرائيل عن سحق المقاومة، ان تقوم هي بهذا الامر ولم يحصل، وفي فلسطين المطروح هو نفسه. ما يعني ان على الأمة ان تستنفر حكوماتها وأنظمتها وشعوبها وقواها الحية ومؤسساتها الاعلامية لحماية الشعب الفلسطيني في هذه المرحلة الخطيرة التي وصل فيها الصراع والتحدي والصدام الى هذا الحد الكبير". وقال نصرالله: "ما نود طرحه في هذا الزمن الذي تراجعت فيه الاهتمامات ذات البعد الانساني والبعد الاسلامي وحتى البعد القومي بمعنى الانتماء الى القضايا العربية، هو اننا عندما نقف الى جانب شعب فلسطين في كل السنوات الماضية والآن وفي المستقبل، نحن نؤدي واجباً ايمانياً وانسانياً وقومياً، فإذا كانت هذه المعاني تراجعت في عقولنا وحساباتنا فإنني ادعو الى مناقشة من نوع آخر فأقول ان المصالح الوطنية اللبنانية والسورية والاردنية والمصرية والمصالح الوطنية لكل بلد عربي ومسلم، ومصالح الأمن الاستراتيجي والقومي لكل قطر عربي ومسلم تقتضي ان نقف مع الشعب الفلسطيني والى جانبه وألا نتخلى عنه مطلقاً". وأشار الى ان نفوذ اسرائيل قوي الآن في العراق، "فحيث هناك قاعدة اميركية او مركز امني اميركي في العراق والخليج او في اي بلد عربي او اسلامي هناك قاعدة عسكرية امنية اسرائيلية، ويجب ان نتعاطى مع هذا الامر على اساس هذا الواقع وألا نتنكر له وألا نخرج من الاقرار به من اجل ألا نكون محرجين سياسياً وإعلامياً في بلداننا وأمام شعوبنا. وبدل ان نواجه اسرائيل في العراقوالهند وأذربيجان على الحدود مع ايران وفي اريتريا وفي محيط دولة السودان، لماذا لا نركز كل معركتنا وجهدنا الى جانب الشعب الفلسطيني الذي يقاتل في القدس وتل أبيب ورام الله وغزة ليس دفاعاً عن ال1967 ولا ال1948 وانما الدفاع عن كل بلد عربي ومسلم في هذا العالم؟ واذا كان كل العالم العربي والاسلامي لا يستطيع تعطيل زيارة شارون الى الهند فإن المجاهدين في فلسطين يستطيعون تعطيل زيارته ويعيدونه بسرعة خائفاً ومرعوباً الى تل أبيب". وشدد نصرالله على دور الاعلام في تغيير مسار المعركة مع اسرائيل ودعم فلسطين، مقترحاً "الموازنة بين صورتي المظلومية والبطولة لئلا يشعر الفلسطيني امام شاشات التلفزة بالإحباط، على ان نركز على صورة المظلومية اذا كنا نخاطب العالم الغربي، واعطاء الأمل في مقابل الحرب النفسية الاميركية - الاسرائيلية التي تريد ان تكرس حال اليأس على امتداد هذه الأمة، وفي هذا السياق نفسه اثبات جدوى خيار الانتفاضة والمقاومة الذي انطلق منه الشعب الفلسطيني"، مؤكداً ان "لا يمكن طرد الاحتلال إلا بالمقاومة". ونبه الى "ضرورة ألا تُصدّع خلافاتنا في الشؤون الأخرى جبهتنا في حماية الشعب الفلسطيني". ودعا وسائل الاعلام العربية والاسلامية الى "الصمود في وجه الضغوط السياسية والنفسية والاعلامية الاميركية وعدم الخضوع للتهويلات الاميركية التي بدأت تحاول ان تصنف بعض القنوات الفضائية بأنها قنوات تحرض على الارهاب وتدعو الى المقاومة، وبالتالي نتحمل تبعات هذا التصنيف ولا اقصد قناة واحدة، هناك اكثر من قناة عربية". وتوقف عند الضغوط الاميركية "التي هي في كل اتجاه"، لافتاً الى "تهديدات شارون والى مناقشة قانون محاسبة سورية بحجة انها تدعم الارهاب". وقال: "مشكلة سورية انها امنت ملاذاً آمناً لبعض القيادات النضالية الفلسطينية وانها تقف الى جانب الحق اللبناني والحق الفلسطيني في المقاومة، أما من يمارس الارهاب بطائرات أف 16 الاسرائيلية فهو محميٌ". من جهته، توقف الوزير سماحة عند الامكانات الكبيرة المتطورة التي يملكها الاعلام العربي وتمكنه من المواجهة والتأثير، قائلاً: "لا يجوز ان يبقى دم الاسرائيلي المهدور عالياً في الاعلام العربي فيما يسترخص دم أطفال فلسطين وكأنهم مجرد نعاج او كائنات منبوذة". وأعلن لاريجاني ان ايران "لن تتخلى عن حقها في الحصول على التقنية النووية، ونعتبر ان الدفاع عن الشعب الفلسطيني واجب اسلامي وانساني ولن نخاف من التهديدات الصبيانية للرئيس الاميركي بشن الحرب الصليبية، ونعتبر تهديداته في سياق التغطية على فشله في العراق والفشل الذريع لخريطة الطريق". وتحدث في جلسة الافتتاح رئيس هيئة الاذاعة والتلفزيون الفلسطينية رضوان ابو عياش والمدير العام لاتحاد الاذاعات العربية عبدالحفيظ الهرقام. وتمحورت الجلسة الاولى للمؤتمر حول "الخطاب الاعلامي العربي والاسلامي عن مقاومة الاحتلال في فلسطين" والجلسة الثانية ناقشت "دور الاعلام في ابراز القضية الفلسطينية".