أحيا "حزب الله" في لبنان يوم "القدس العالمي" باحتفال حاشد أقيم في الضاحية الجنوبية لبيروت، نفذت خلاله "المقاومة الاسلامية" الجناح العسكري للحزب عرضاً عسكرياً من دون سلاح. وانتظم العناصر أطفالاً وأحداثاً ورجالاً، في قرابة أربع ألوية وعشرات السرايا، تقدمهم حملة صور لقادة المقاومة وشهدائها ثم ثلاث سرايا شكل افرادها علمي لبنانوفلسطين وراية الحزب ثم السرايا المقاتلة. وكذلك نفذت وحدات خاصة استعراضاً في الجو عبر التدلي بحبال نصبت على أبنية مرتفعة. واستقر الجميع أمام منصة جلس عليها الرسميون والأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله، فاقسموا يميناً وعهداً بالولاء، ثم تحدث نصر الله مجدداً "العهد للقدس لتخرج من دائرة النسيان والاهمال والتساهل التي اراد لها الكثيرون من الحكام في عالمنا العربي والاسلامي ان تدخلها". ورأى ان "يوم القدس يعود في ظل تطورات خطيرة جداً في المنطقة وفي ظل استمرار الانتفاضة في فلسطين ودخولها العام الرابع، وهي وضعت الكيان الصهيوني للمرة الأولى أمام استحقاق تاريخي ومصيري ووجودي". واعتبر ان "صورة اسرائيل في العالم بدأت تتلاشى، وصورة الولاياتالمتحدة الاميركية تشوهت كثيراً بفعل دعمها لهذا الكيان الغاصب". وذكر بالانتقادات العالمية للجدار العازل "العنصري الذي يشكل اعترافاً باطونياً مسلحاً بالهزيمة الاسرائيلية". وأوضح ان "الاصوات بدأت ترتفع في داخل الكيان الصهيوني لتتحدث عن رئيس الحكومة آرييل شارون الفاشل، وعن فشل حكومته. والكلام الذي قيل عندما كان الجيش الاسرائيلي في جنوبلبنان بدأ يقال في ما يتعلق بالضفة وغزة وحتى بين الجنرالات الذين يقولون ان سياسة شارون واستمرار الاحتلال للضفة والقطاع وبقاء المستعمرات فيهما ستؤدي الى تدمير اسرائيل". وقال ان "الصوت الاسرائيلي المطالب بالانسحاب من غزة والضفة سيرتفع، وسيتحول كما حصل في لبنان، الى شعار انتخابي، فالأمور يمكن ان تتجه في هذا الاتجاه قريبا وهذا انتصار سياسي وأمني ومعنوي كبير جداً للانتفاضة". واعتبر نصرالله ان "اسرائيل فشلت في الحاق الهزيمة بشعب فلسطين وفي كسر ارادة المقاومة، وحتى الولاياتالمتحدة عجزت عن فرض ارادتها عليه". ودعا الى "الاستمرار في دعم الانتفاضة التي عملت الولاياتالمتحدة على محاصرتها مالياً واقتصادياً ومعيشياً وفرضت على دول العالم ان تضع الحركات الجهادية على لوائح الارهاب، فصودرت أموال واغلقت مؤسسات ومنعت جمعيات وحتى في العالم العربي هناك انظمة رضخت للطلبات الاميركية"، مؤكداً ان "أوجب ما يجب اليوم هو ان يقدم كل عربي المال الى الفلسطينيين، ولا يجوز ان نتساهل في هذا الأمر ويجب ان ننشط لايصال المال اليهم ليشتروا به خبزاً ويبنوا البيوت المهدمة ويؤمنوا السلاح". وتطرق الى اللاجئين الفلسطينيين في لبنان قائلاً: "ان رفض التوطين لا تكفي فيه الشعارات لأن الذي يعيدهم الى ارضهم هو مساندتهم ودعم انتفاضتهم". وأضاف: "لا أتصور ان اللبنانيين قادرون على فعل شيء مهم يمنع التوطين لأن البعض يمكنه ان يحدث بينهم الشقاق وان يقترح مبادلة 33 بليون دولار بالتوطين فيقول البعض نعم". وقال ان "الطريق الوحيد هو ان نقف الى جانب الانتفاضة والى جانب المقاومة في لبنان". وطالب بإعطاء الفلسطينيين في لبنان الحقوق المدنية. وتطرق الى الوضع العراقي وقال إن "رفع شعار تعميم الديموقراطية لن يبرر لأميركا استمرار احتلالها للعراق ولن يخفف على الاطلاق من مسؤوليتها عن كل مناخات التوتر والاضطراب والقتل وعدم الاستقرار في المنطقة والعالم"، معتبراً ان "في ما يجري في السعودية وتركيا او العراق أو أي مكان في العالم، أول ما يجب ان تتوجه اليه الانظار هي الولاياتالمتحدة التي يشكل احتلالها للعراق مصدر تهديد جدي للأمن والاستقرار في المنطقة".