اختلف الديموقراطيون التسعة الطامحون الى دخول البيت الابيض حول الشرق الاوسط والعراق، لكنهم اتفقوا على انتقاد الرئيس جورج بوش لتعريضه مكانة الولاياتالمتحدة في العالم للخطر وفشله في اصلاح الاقتصاد المتباطئ. وشهدت المناظرة التي استمرت 90 دقيقة أول من أمس، وهي الثانية منذ اقل من اسبوع، مناقشات حادة في السياسة الخارجية، ومواجهة حامية حول اسرائيل بين عضو مجلس الشيوخ جوزيف ليبرمان وأبرز المرشحين هاوارد دين. وانتقد المرشحون بوش لعدم بذله جهداً كافياً لاصلاح الاقتصاد الذي خسر نحو ثلاثة ملايين فرصة عمل منذ توليه السلطة، واتهموه بالفشل في كسب الدعم الديبلوماسي لحلفائه في الحرب على العراق. وقال ليبرمان، في المناظرة التي دارت في حرم جامعة مورغان ستيت: "اصبحت أميركا اضعف في الخارج وفي الداخل". وقاد ليبرمان، كما فعل في مناظرة الاسبوع الماضي، الانتقادات لدين، وهاجمه لقوله ان الولاياتالمتحدة يجب ألا تنحاز لأي من الاطراف في الصراع الاسرائيلي - الفلسطيني. واتهم ليبرمان، وهو يهودي، محافظ فيرمونت السابق بمحاولته انهاء اكثر من خمسة عقود من الدعم الاميركي لاسرائيل، واعتبر ان "تصريحاته تكسر سجلاً استمر على مدى 50 عاماً من دعم الرؤساء، جمهوريين او ديموقراطيين، واعضاء الكونغرس من الحزبين لعلاقاتنا باسرائيل استناداً الى القيم المشتركة والمصالح الاستراتيجية المشتركة". وقال دين انه يقر بالعلاقة الخاصة بين الولاياتالمتحدة واسرائيل، لكن واشنطن تحتاج كي تصبح مفاوضاً له صدقيته في المنطقة "الى ثقة الطرفين"، مضيفاً ان موقفه من اسرائيل لا يختلف عن موقف الرئيس السابق بيل كلينتون. لكن ليبرمان قاطعه قائلاً: "هذا غير صحيح"، مضيفاً: "نحن لا نكسب قوة كمفاوضين اذا تنازلنا في ما يتعلق بدعم اسرائيل". ورد دين بقوله: "نحن نحتاج الى السلام... لا يجدي يا جو ليبرمان التعامل مع الامر بغوغائية". واختلف المرشحون كذلك في تأييدهم الحرب على العراق ومستقبل هذا البلد بعد الحرب. وانتقد عضو مجلس الشيوخ بوب غراهام وعضو مجلس النواب دينيس كوسينيتش، اللذان صوتا ضد قرار الكونغرس مساندة الحرب، زملاءهما الديموقراطيين الذين أيدوه. وقال غراهام ان المشرعين الاربعة الذين ايدوا القرار، وهم جون ادواردز عضو مجلس الشيوخ وريتشارد غيفارت عضو مجلس النواب وجون كيري عضو مجلس الشيوخ وليبرمان "اعطوا الرئيس شيكاً على بياض". وواجه كوسينيتش زميله غيفارت، الزعيم السابق للديموقراطيين وبشكل مباشر لمساندته القرار وعدم مواجهته بوش وهو يحضر للحرب. وقال كوسينيتش: "كنت اتمنى لو قلت له لا، لان موقفك، باعتبارك زعيمنا الديموقراطي، اسهم في تحديد اتجاه الحرب".