أعلن وزير الخارجية التركي عبدالله غل أمس ان الحكومة التركية ستتخذ في نهاية ايلول سبتمبر الجاري قرارها حول ارسال قوات الى العراق. وقال غل في حديث الى قناة التلفزيون الاخبارية "ان تي في" ان "الحكومة ستتخذ قرارها نهاية الشهر". واضاف: "اننا لا نتحرق شوقاً لإرسال جنود الى العراق، والمهم بالنسبة الينا هو ان ينعم العراق بالاستقرار في أقرب وقت ممكن". واكد ان مجموعته البرلمانية ستدعم موقف الحكومة اذا طلبت ارسال قوات. ويساور اكراد العراق قلق من تبعات دخول القوات التركية العراق لمساعدة القوات الاميركية. وكان وزير الخارجية العراقي الجديد الكردي هوشيار زيباري اكد في أول تصريح له انه لا يرحب بالقوات التركية في العراق، مضيفاً ان ذلك لن يؤدي الا الى مضاعفة المشاكل الأمنية في البلاد. وقال: "لا نريد تدخل أي من جيران العراق في عمليات ارساء السلام، لأن لكل من هؤلاء أهدافه السياسية الخاصة". وقال أحد الأكراد: "الأتراك طامعون في احتلال أرضنا... انهم يريدون الاستيلاء على نفط كركوك". وتبحث الحكومة التركية مشروع ارسال 10 آلاف جندي الى العراق بطلب من الولاياتالمتحدة التي تسعى الى تخفيف العبء عن جيشها في العراق. ومن المرجح ان يتم نشر الجنود الأتراك في محافظة الأنبار السنية البعيدة عن كردستان بين بغداد من جهة الشرق والحدود السورية - الاردنية من جهة الغرب. وللوصول الى هذه المنطقة عليها فتح "ممر" في المنطقة الكردية. واكد أحد الصحافيين الأكراد في اسبوعية "حولاتي" في السليمانية ان "التركمان وحدهم من دون جميع العراقيين، على استعداد للترحيب بهم". ومنذ سقوط نظام صدام حسين اعربت الاقلية التركمانية المرتبطة بوشائج ثقافية وعرقية مع تركيا والتي تتمركز على مشارف جنوب كردستان عن قلقها من هيمنة الاكراد على المنطقة. وأضاف الصحافي: "ما يقلقنا هو قيامهم الأتراك بتزويد التركمان بالمال والسلاح"، مشيراً الى ان الوضع اصلاً "متوتر في كركوك". ونبه الى انه "في حال زاد تدهور الوضع فإن الاتراك قد يتخذون ذلك حجة لغزو منطقة كردستان". ويعيش حوالى أربعة ملايين كردي منذ 1991 في منطقة كردستان في ظل حكم ذاتي وضع تحت حماية سلاح الجو الاميركي والبريطاني. وتخشى تركيا التي يعيش فيها اكثر من 12 مليون كردي، ان يسعى الاكراد الى اقامة دولة مستقلة الأمر الذي قد يشجع اكراد تركيا على النسج على منوالهم.