هاجمت بغداد بعنف أنقرة، متهمة اياها بأنها "صنيعة أميركا"، كما حذرتها من دعم الحرب الأميركية - البريطانية واحتمال "أن يرتد الأذى مضاعفاً" عليها. وفيما أكدت تركيا أنها حصلت على ضوء أخضر أميركي لنشر عدد محدود من قواتها في شمال العراق، أعلن قيادي في حزب مسعود بارزاني أن واشنطنوأنقرة اتفقتا مع حزبي بارزاني وجلال طالباني على انشاء لجنة تحكيم، تبت مسألة ارسال قوات تركية إلى الشمال، في حال حصلت "كارثة إنسانية" أو "طاول تركيا تهديد إرهابي" أو طرأت "مشكلة تتعلق بالتركمان" في شمال العراق. في بغداد، اتهم نائب الرئيس العراقي طه ياسين رمضان الحكومة التركية بأنها "من صنع اميركا"، مؤكداً أن غالبية الأكراد في شمال العراق "ستلقن" قوات التحالف الاميركي - البريطاني درساً. وتابع في مؤتمر صحافي عقده في بغداد: "كنا نتمنى لو اتخذت الحكومة التركية الجديدة مواقف جيرة وإسلام، لكنها مع الأسف تصرفت كحكومة من صنع اميركا". وزاد: "ثقتنا عالية بأن شعبنا الكردي في هذه المنطقة شمال، وليس الزمر الخائنة التي تشكل واحداً في المئة منه، ستلقن الغزاة في المعركة درساً أهم من ذلك الذي يتلقنونه في جنوبالعراق". وكان وزير الخارجية العراقي ناجي صبري قال لدى وصوله إلى دمشق: "أتمنى أن يرى جيراننا الأتراك مصلحتهم الحقيقية. من يتواطأ مع عدوان على العراق يصيبه من الأذى أكثر مما يصيب العراق، ومن يريد أن يؤذي العراق يرتد له الأذى مضاعفاً". إلى ذلك، ذكر رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان في مقابلة تنشرها اليوم مجلة "نيوزويك" ان أنقرة حصلت على ضوء أخضر من الولاياتالمتحدة لنشر قواتها في شكل محدود في العراق، في المنطقة الحدودية الشمالية، بعدما وافقت تركيا على فتح مجالها الجوي أمام الطائرات الاميركية التي تقصف العراق. واوضح أردوغان أن وزير الخارجية عبدالله غل "أبرم الاتفاق خلال محادثات مع وزير الخارجية الاميركي كولن باول". وأضاف: "عندما طلب منا السماح بمرور الطائرات في أجوائنا قلنا اننا نرغب في أن تتمكن قوات تركية من الانتشار في شمال العراق، الامر الذي وافقت عليه الولاياتالمتحدة". وأكد اردوغان مجدداً أن بلاده "عضو كامل في التحالف" العسكري ضد العراق الذي تقوده الولاياتالمتحدة. وأفادت صحيفة "صنداي تلغراف" البريطانية أمس ان توتراً يسود شمال العراق بين الجنود الأتراك والأكراد. ولوحظ التوتر أيضاً في مدينة وامرني وراء "الحزام الأمني" الذي أقامته تركيا على طول الحدود مع العراق، حيث يرصد مقاتلون أكراد سيارات الجيش التركي من حاميتهم في المدينة. وقال الضابط الكردي محمد طاهرة: "لم نتلق الأمر بمنعهم من الوصول الى هنا". وكان القيادي في الحزب الديموقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني هوشيار زيباري أعلن في وقت متقدم مساء السبت أن واشنطنوأنقرة وحزبي بارزاني وطالباني قرروا انشاء لجنة تحكيم، تكلف اتخاذ قرار في شأن ارسال محتمل لقوات تركية إلى شمال العراق، في حال "حصول كارثة إنسانية أو تهديد ارهابي ضد تركيا، أو أي مشكلة تتعلق بمصير الأقلية التركمانية" هناك. وتابع ان اللجنة ستتخذ من مدينة سيلوبي التركية مقراً لها.