يبدو ان مسألة خلافة رئيس الوزراء الاسباني خوسيه ماريا اثنار حسمت لمصلحة النائب الاول لرئيس الوزراء ماريانو راخوي على حساب النائب الثاني وزير الاقتصاد رودريغو راتو، ورئيس مجموعة الحزب الشعبي في برلمان اقليم الباسك خايمي مايور اوريخا، وعمدة مدريد البيرتو رويث -غاياردون وآخرين. ويتوقع ان يختار الحزب الشعبي الحاكم، اليوم او غداً المرشح الوحيد الذي سيقترحه اثنار ليترشح في الانتخابات المقبلة عام 2004. وكان اثنار اكد خلال حملته الانتخابية عام 1996 انه لن يترشح لأكثرمن ولايتين. ووفى بوعده بعدما كان عدد كبير من زعماء المعارضة قد تكهن بأنه لن يتخلى عن السلطة وأنه سيتخذ تأزم الاوضاع في العالم ودوره في عملية السلام في الشرق الاوسط، ذريعة للبقاء في الحكم. ولم يكن اختيار اثنار للمحامي راخوي 48 عاماً مفاجئاً، خصوصاً وان الاخير قاد الحملات الانتخابية التي اوصلت الحزب الشعبي الى الحكم بغالبية ساحقة، وتمكن من اضعاف المعارضة، واختيار الحوار عندما يلزم الامر والتعنت عند الضرورة. وتبوأ راخوي مناصب وزارية عدة من بينها حقيبة الداخلية وبرز في مكافحته منظمة "ايتا" لانفصاليي الباسك، كونه من مقاطعة غاليثيا الشمالية الغربية. كما تحمل مسؤولية كارثة الناقلة "برستيج" التي ما زالت بقايا نفطها تلوث بعض شواطئ تلك المقاطعة حتى اليوم. لكن تعامله مع المشكلات التي ولدتها هذه الكارثة بالذات وتأييده الكامل للحرب على العراق ودفاعه عن موقف حكومته في وسائل الاعلام والبرلمان، عوامل ساعدت على اختياره بين مرشحين كثر لا يقلون عنه كفاية ولا حنكة. ويذكر ان النائب الثاني لرئيس الوزراء رودريغو راتو الذي كان ابرز منافسي راخوي على هذا المنصب، تمكن من اصلاح النظام الاقتصادي المعمول به في اسبانيا ووضع هذا البلد على المستوى المالي لبقية دول اوروبا، اضافة الى انفتاحه على العالمين العربي و الاسلامي. وكانت لراتو جولة خلال تموز يوليو الماضي في عدد من دول المنطقة من بينها ايران وسورية، حملت الى اسبانيا مشاريع ستعود عليها بالنفع بشكل مهم. وتردد ان راتو معارض لموقف رئيس الوزراء المؤيد لسياسة الرئيس الاميركي جورج بوش في الحرب على العراق. وربما يكون هذا الموقف تسبب باطاحته. فأثنار كما يقول غاسبار ياماثاريس زعيم تحالف اليسار الموحد اي ثاني اكبر احزاب المعارضة، وجد في راخوي "المرشح الأمثل لطاعته" ما يسمح له بأن "يستمر ممسكاً بزمام الأمور".