دعي ما يزيد على 34 مليون شخص من اسباني ومواطن اوروبي مقيم على الاراضي الاسبانية، الى انتخابات محلية واقليمية "مميزة" خاض فيها بعض السياسيين البارزين معركة غير مألوفة في بعض جوانبها. فهذه الانتخابات التي اختار خلالها سكان اسبانيا اعضاء ثمانية آلاف بلدية و13 برلماناً محلياً بما في ذلك سبته ومليلية وباستثناء لا ريوخا والاندلس وكاتالونيا وبلاد الباسك هي الاولى بعد الحرب على العراق، اي انها اختبار لشعبية رئيس الوزراء خوسيه ماريا اثنار الذي ساند الحرب على رغم معارضة شعبية قوية لها. كما انها التجربة الانتخابية الاولى لمنافسه على رئاسة الحكومة، الامين العام للحزب الاشتراكي خوسيه لويس رودريغيث ثاباتيرو وايضاً لغاسبار ياماثاريس رئيس ثالث اهم قوة سياسية في البلاد. وخلت الانتخابات للمرة الاولى من مرشحين لمنظمة "ايتا" الارهابية او الحزب الذي يدعمها بعد قرار المحكمة العليا منعهم من تقديم ترشيحهم وأمرها البرلمان المحلي في الباسك بوقف عضويتهم في المجلس النيابي ما ساعد على توتر الاجواء في المنطقة ودفع رئيس البرلمان الى التهديد بالاستقالة قبل تنفيذه للحكم القضائي، بحجة انه يتعارض مع الدستور الداخلي للمجلس. وذهب رئيس الحزب القومي الحاكم في الباسك الى المطالبة بالعصيان القضائي. لكن هذه القضية التي ستولد مشاكل كثيرة بين الحكومة المركزية ونظيرتها المحلية التي يسيطر عليها القوميون، تأجلت الى ما بعد الانتخابات. شقيقان بريطانيان ومن بين المرشحين المميزين شقيقان بريطانيان تنافسا على رئاسة بلدية مدينة كبيرة قرب اليكانتي شرق البلاد حيث حوالى 60 في المئة من سكان المدينة البالغ عددهم 13 ألف شخص، هم من البريطانيين والهولنديين والالمان. اثنار وزوجته وهناك مرشحان مميزان آخران هما اثنار الذي ترشح الى عضوية بلدية العاصمة الباسكية بيلباو في عملية سياسية يرغب في التعبير من خلالها عن ارتباطه وعلاقته بتلك المنطقة الاسبانية من الناحية السياسية والعاطفية حيث ان والده كان باسكياً. وبالطبع لم ينتخب عضواً في تلك البلدية لأن اسمه كان في آخر اللائحة وليس لحزبه عدد كبير من المؤيدين في بيلباو. لكن، اكثر تمييزاً كان ترشيح زوجته آنا بوتيا الى عضوية بلدية مدريد حيث احتل اسمها المركز الثالث وستكون لدى تشكيل مجلس البلدية مسؤولة عن الشؤون الاجتماعية وشؤون المرأة.