العنف المبني على النوع الاجتماعي كيف نواجهه؟    سراة عبيدة تحتفل وتتغنى باليوم الوطني    الزهراني مستشاراً لجمعية الإعلام السياحي    أسبوع عمل من أربعة أيام    توطين الحلول الذكية للعمليات التعدينية    إطلاق جائزة المحتوى المحلي    السعودية تؤكد ضرورة الحفاظ على لبنان وتدعو جميع الأطراف لضبط النفس    الأمم المتحدة تشيد بالجهود الإنسانية للمملكة في تخفيف معاناة المتضررين في العالم    المملكة تعلن تقديم دعم مالي شهري لمعالجة الوضع الإنساني في غزة    «ناديا».. روبوت محترف في إنجاز المهام    آيفون ثلاثي الطي في الطريق قريباً    منتخب التايكوندو الشاب يخوض الصراع العالمي    الأخضر السعودي الشاب يتأهّل لنهائيات كأس آسيا 2025    في الجولة الثانية من دوري أبطال آسيا للنخبة.. الأهلي في ضيافة الوصل.. والنصر يستقبل الريان    نفى أي نية لإلغاء البطولة.. الفيفا يعلن تفاصيل مونديال الأندية 2025    ضمن الجولة الخامسة من دوري يلو.. قمة تجمع الحزم والعدالة.. والجبلين يستقبل الزلفي    «الموارد»: اعتماد قواعد لائحتي المنشآت والبرامج الاجتماعية والمهنية لذوي الإعاقة    «تراضي»: إصدار 370 ألف وثيقة صلح.. وعقد أكثر من مليوني جلسة    «التعليم»: بدء استقبال طلبات نقل معلمي الظروف الخاصة.. غداً    توصيل الطلبات.. والمطلوب من مرور جدة    مركز إدارة الحي    الموارد البشرية تعتمد لائحتي المنشآت الاجتماعية لدعم الأشخاص ذوي الإعاقة    الأوركسترا السعودية تختتم روائعها في لندن وتستعد للانطلاق إلى طوكيو    أحمد عطية الأثري.. قاضي الكويت.. الشاعر والخطاط والرسام    الغنام يدشن معرض «وطن يسكن القلوب» بمكة    يكفيك أن يصفق لك أحدهم بيديه    رحلة غامرة عبر الزمن.. «لحظات العُلا» تطرح تذاكر مهرجان الممالك القديمة    استمتاع بالأجواء الثقافية    المملكة.. تحالف لنصرة فلسطين    علِّموا الأبناء قيَّم الاحترام والامتنان    الصداقة    تشغيل غرفة للعمليات جراحية بمركز العويضة للقدم السكرية ببريدة    تغريم 3 شركات طيران خالفت نظام المراقبة الصحية في منافذ الدخول    «الصحة» ل«عكاظ»: الاستقرار الوظيفي وحماية الحقوق يشملان موظفي البنود    اكتشاف خلايا خفية تساعد في التئام الجروح    الامتيازات التنافسية لمياه الشرب المستوردة    اللبننة مجدداً.. أو الفوضى الخلاقة!    الشباب يتغلّب على الرائد بهدفين في دوري روشن للمحترفين    جندلة    حزين يا صديقي أكثر من اللازم !    لجنة عاجلة لكشف ملابسات الازدحام في أحد مقرات «الشؤون الإسلامية» بالرياض    فبركة مقاطع الذكاء الاصطناعي !    برئاسة المملكة.. القاهرة تستضيف اجتماعات محافظي المصارف العربية    «نحلم ونحقق».. أيقونة وطن!    الأمير سعود بن نهار يطلع على رزنامة احتفال تعليم الطائف باليوم الوطني ال94    أطفال ينثرون الفن والشعر احتفاء بيوم الوطن أمام محافظ القطيف    الدفاع المدني: استمرار هطول الأمطار الرعدية على بعض المناطق من يوم غدٍ الاثنين حتى يوم الجمعة المقبل    جلسة حوارية في «معرض الكتاب» عن الاستثمار في قطاع النشر    «معامل البحر الأحمر» تفتح باب التسجيل للموسيقى والصوت    محافظ الأحساء يشدد على سرعة إنجاز الخدمات للمستفيدين    أمير الشرقية يتسلم تقرير اليوم الوطني    فيصل بن مشعل يرعى احتفال جامعة القصيم باليوم الوطني    مركز الملك سلمان يدعم المرأة اليمنية    سمو نائب وزير الحرس الوطني يستقبل الكاتب والمستشار الاعلامي محمد ناصر الأسمري    ميقاتي: النزوح الحالي هو الأكبر في تاريخ لبنان    الزواج التقليدي أو عن حب.. أيهما يدوم ؟    يوم مجيد توحدت فيه القلوب    رابطة العالم الإسلامي ترحب بإعلان المملكة إطلاق «التحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين»    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الوثائق البريطانية السرية : مفتي القدس كان أكبر مطلوب في العالم عام 1941 وطورد براً وبحراً وعلى نقاط الحدود وفي أقبية البعثات الديبلوماسية . الحاج أمين كتب الى شكيب أرسلان من برلين عن استقبال هتلر له وكيف أن الألمان فقدوا اهتمامهم به 2 - 2
نشر في الحياة يوم 07 - 08 - 2003

تتناول مجموعة الوثائق المنشورة في هذه الحلقة من الملف السري الذي أفرجت عنه وزارة الخارجية البريطانية المرحلة الأخيرة من المطاردة التي قامت بها بريطانيا العظمى ضد الزعيم الفلسطيني مفتي القدس السابق الحاج أمين الحسيني في بداية الحرب العالمية الثانية، وتكشف كيف أنها بدأت تسير في هذه المرحلة بشكل محموم.
وكشفت الوثائق التي نشرت في الحلقة الأولى بكل وضوح أن المفتي لم يكن يميل كليا إلى ألمانيا ودول المحور بدليل أنه كان يفكر بإرسال مقاتلين فلسطينيين إلى ليبيا لمساعدة السنوسيين في معركتهم للتحرر من الاحتلال الإيطالي، في حين عارضت بريطانيا هذا الأمر بشدة وراحت تروّج الإشاعات عن تلقي المفتي للدعم المالي من الإيطاليين. بل كشفت وثائق الحلقة الماضية عن تلقي الحاج أمين تقارير من غير عاصمة عربية تشير إلى أن الاعتقاد السائد لديها هو أن بريطانيا ستنتصر في الحرب.
لذلك فإن الملف المفرج عنه يكشف أن الحاج أمين دُفع دفعاً نحو ألمانيا النازية، لأن الوثائق الجديدة توضح النية البريطانية الخبيثة المبيتة ضده والتفكير في اعتقاله ومحاكمته أو نفيه إلى قبرص أو جزر سايشل أو جزر أندمان، مما يعتقد أنه لعب دوراً بارزاً في قرار المفتي بالفرار إلى ألمانيا طلبا للنجاة، بعد أن أغلقت كل السبل في وجهه. بل أن وثائق هذه الحلقة تشير إلى أن ألمانيا النازية فقدت اهتمامها بالحاج أمين، مما يعزز الاعتقاد بأن مجيئه إلى برلين جاء بدافع الهرب من المطاردة البريطانية وليس بدافع رغبة ألمانية ملحة إلى ذلك.
وعلى رغم الأبحاث العديدة المنشورة عن علاقة الحاج أمين بألمانيا وخروجه خاسراً من هذه العلاقة لوقوفه إلى جانب الطرف المهزوم في الحرب العالمية الثانية، إلى جانب العديد من المذكرات الشخصية لرموز تلك الحقبة وبضمنها مذكرات الحاج أمين نفسه، لا تزال هذه العلاقة موضع جدل حتى الآن ويسعى الباحثون إلى سبر أغوارها والكشف عن الجوانب المخفية فيها. ومن شأن الباحثين العرب ان يفتشوا عن الرسائل التي كان يبعث بها الحاج أمين الى الزعماء العرب وغيرهم من أصدقائه خلال فترة وجوده في برلين التي استمرت حتى نهاية الحرب العالمية الثانية، مثل الرسالة التي اشارت اليها الوثائق البريطانية وقالت انه بعث بها المفتي إلى الزعيم اللبناني شكيب أرسلان.
يشار إلى أن الحركة الصهيونية من جهتها أدلت بدلوها في تشويه صورة حركة التحرر الوطني الفلسطيني وضخمت إلى حد كبير تلك العلاقة للإيقاع بين القيادة الفلسطينية ودول الحلفاء، بل ان الكثير من الإشاعات الكاذبة التي راجت حول الحاج أمين في تلك الفترة كان صادراً عن دهاليز الوكالة اليهودية، إلى جانب الدوائر والأجهزة البريطانية. لذلك تحتل وثائق الملف المفرج عنه أهمية خاصة بالنسبة الى هذه العلاقة التي لا تزال بحاجة إلى المزيد من البحث العلمي بعيدا عن التشنج والحساسيات التي تغذيها الأوساط الصهيونية ودهاقنة "صناعة الهولوكوست" أي المحرقة النازية، كما يسميها الكاتب الأميركي اليهودي نورمان فينكلشتاين.
وتكشف الوثائق المنشورة اليوم إلى حد مدهش انشغال بريطانيا، التي كانت غارقة في الحرب العالمية، بالحاج أمين إلى هذا الحد والتفتيش عنه في عرض البحار وعلى نقاط الحدود وأقبية المباني في طهران وبغداد واسطنبول، لتفاجأ في النهاية أن الرجل أفلت هو وأفراد عائلته من عيون السعاة ووصل آمناً إلى برلين، فيما وصلت زوجته وأبناؤهما عبر الأهواز وبغداد ثانية إلى فلسطين، مع كل ما يتضمنه ذلك من إحراج للأجهزة البريطانية صاحبة العلاقة.
وفيما يأتي المجموعة الأخيرة من الوثائق:
الجزء الأخير من الوثائق
وفق الترتيب الزمني
- في 1 تشرين الأول أكتوبر 1941 رد وزير المستعمرات على المندوب السامي البريطاني في فلسطين وأثنى على اقتراحه بالتروي في موضوع تعيين رئيس جديد للهيئة الإسلامية العليا في فلسطين، وأبلغه أن التقارير الواردة من طهران تؤكد العثور مجدداً على الحاج أمين، واستفسر عن رأي المندوب فيما لو تم إقناع الإيرانيين بتسليم المفتي للحكومة البريطانية. وسأله عما إذا كان بإمكانه تحمل مسؤولية إجراء محاكمة له في فلسطين وشكل الحكم الذي سيصدر ضده، وإن كان حكماً بالاعدام هل يمكن تنفيذه أم لا. واقترح على المندوب أن يكون الحكم بنفي الحاج أمين إلى جزر سايشل في المحيط الهندي، وقال ينبغي الأخذ في الاعتبار ظروف المناخ القاسية هناك، مشيرا إلى المشاكل التي واجهها الفلسطينيون الذين نفتهم بريطانيا إلى الجزيرة في عام 1937.
- في 2 تشرين الأول أكتوبر 1941 أبرق المندوب السامي البريطاني في فلسطين رسالة بالشيفرة إلى وزير المستعمرات في لندن حذره بشدة من مغبة إحضار الحاج أمين إلى فلسطين بأي حال من الأحوال. وقال انه لا يملك إثباتات يمكن على أساسها إدانة المفتي، وستكون الإدانة والتبرئة معيبة في كلتا الحالتين، في الأولى سينظر إليه كشهيد وفي الثانية سيخرج منتصراً. وستهتز البلاد بالمحاكمة وبأقوال شهود الإدعاء والدفاع.
كما عبّر المندوب عن رفضه لنفي الحاج أمين إلى جزر سايشل وقال ان تجارب بريطانيا الماضية مع المنفيين المصريين مثل سعد زغلول والفلسطينين من قادة ثورة 1936 كانت فاشلة وعاد جميع المنفيين إلى بلادهم، واقترح أنه في حالة صدور قرار بالنفي فيجب أن يتم ذلك إلى جزر أندمان التابعة للهند في خليج البنغال أو جزر موريشوس جنوب المحيط الهندي.
- في 7 تشرين الأول أكتوبر 1941 وجهت في مجلس العموم البريطاني أسئلة إلى وزير الخارجية أنتوني إيدن عن مصير الحاج أمين ومكان وجوده، وذلك على اثر الضجة الواسعة التي أثارتها الأنباء المتضاربة عن مصيره في وسائل الإعلام العالمية. فكشف إيدن أن السفارة البريطانية لدى إيران علمت من مدير الشرطة في طهران أن الحاج أمين موجود في مبنى تابع للبعثة الديبلوماسية اليابانية ويأمل بأن يلقي القبض عليه قريباً. وأشار إلى أن الحكومة الإيرانية تدرك جيداً كم هو حيوي بالنسبة الى الحكومة البريطانية إلقاء القبض على المفتي. لكنه قال انه غير راض عن هذا الوضع وفكر جيداً في مسألة إغلاق مقر البعثة الديبلوماسية اليابانية، لكنه قال ان ذلك قد يؤدي إلى ردود فعل، علاوة على ان الحاج أمين قد يكون غير موجود في المبنى أصلاً أو حتى في طهران. ورداً على سؤال من أحد النواب عما ستفعله الحكومة البريطانية بالمفتي بعد إلقاء القبض عليه، رفض إيدن الإجابة، مكتفيا بالقول "دعُونا أولاً نلقي القبض عليه".
وتضمن ملف وزارة الخارجية عن المفتي تعليقات على هذا النقاش نشرت في الصحف البريطانية في حينه انظر رسم الكاريكاتير الساخر المنشور في هذه الصفحة
- في 11 تشرين الأول أكتوبر 1941 بعث قائد القوات البريطانية في الهند برسالة الى اكثر من وزارة أو دائرة حكومية في بريطانيا ومنها نسخة إلى وزارة الخارجية يطلب فيها إبقاء أمر اعتقال الحاج أمين سراً، إذا تم، خوفاً من ردود الفعل في الهند، مشيراً إلى ان دول المحور ستستغل الأمر لتحريض المسلمين. وردت كل من وزارة المستعمرات ووزارة الخارجية على هذا الطلب بأنه من المستحيل إبقاء الأمر سراً.
وفي ردها قالت وزارة الخارجية ان دول المحور بدأت تشيع من جانبها أنباء كثيرة عن المفتي، فتارة تقول ان البريطانيين ألقوا القبض عليه، وتارة أخرى تقول ان أثره اختفى ولا أحد يعرف مكان وجوده، وأخرى تقول انه هرب من إيران ووصل إلى ألبانيا. وقالت ان اقتراح قائد القوات في الهند الذي يحسب حساب رد فعل المسلمين يناقض في جوهره التقارير البريطانية السابقة عن ان الحاج أمين فقد مكانته بين العرب والمسلمين. وقالت انه في حال الموافقة على إبقاء أمر اعتقال المفتي سرا، سيفسر أعداء بريطانيا هذا الأمر ان لندن تخاف من المسلمين وهذا ليس في صالح بريطانيا.
- في 13 تشرين الأول أكتوبر 1941 أبرقت دائرة العلاقات الخارجية للحكم البريطاني في الهند إلى وزارة الخارجية في لندن تطلب أيضا في حال إلقاء القبض على الحاج أمين عدم إعلان ذلك للسبب ذاته، وقالت انه في حال تعذر إخفاء الخبر يرجى على الأقل استعمال النفوذ البريطاني لمنع بث الخبر من إذاعات أنقرة وطهران وكابول وتأخيره قدر الإمكان.
- في 15 تشرين الأول أكتوبر 1941 تلقت وزارة الخارجية تقريراً استخباراتياً من ممثلها في بيروت يستند الى معلومات قدمها عميل سوري من عائلة البيطار لم يذكر اسمه الأول يبلغها ان الحاج أمين هرب من إيران إلى ألبانيا عبر تركيا بواسطة طائرة تابعة لدول المحور، قبل استسلام شاه إيران، وذلك بمساعدة من ألمانيا. وأن تركيا رفضت الرد على الخبر الذي قدمه لها المندوب البريطاني المقيم في أنقرة. وأضاف المصدر ان المفتي يفضل البقاء في ألبانيا المسلمة على الانتقال إلى دول المحور.
- في 17 تشرين الأول أكتوبر 1941 كتبت وزارة الدفاع الى ممثلها في بيروت تشكك في خبر هروب المفتي ومصدره البيطار. وقالت ان المفتي ليس موجودا في أوروبا.
- في 20 تشرين الأول أكتوبر تلقت وزارة الخارجية في لندن رسالة من ممثلها في بيروت أوضح فيها ان البيطار ليس مصدراً موثوقاً به.
وفي اليوم ذاته تلقت وزارة الخارجية رسالة من الملحق العسكري في السفارة البريطانية في إيران يقول فيها ان الشرطة الإيرانية مقتنعة بأن الحاج أمين موجود في داخل مبنى البعثة اليابانية في طهران.
- في 22 تشرين الأول 1941 تلقت وزارة الخارجية في لندن برقية من قائد القوات البريطانية في الشرق الأوسط يطلب توضيح معلومات مصدرها بيروت ان الحاج أمين وصل إلى اسطنبول في طريقه إلى سالونيك في اليونان.
- في 27 تشرين الأول أكتوبر 1941 أبرق قائد القوات البريطانية في الشرق الأوسط الى وزارة الخارجية بأن مصادر الاستخبارات في اسطنبول لم تعثر على أي دليل عن وصول الحاج أمين إلى تركيا.
- في 28 تشرين الأول أكتوبر 1941 تلقت وزارة الخارجية في لندن احتجاجاً من السفارة البريطانية في القاهرة على خبر غير موثوق بثته هيئة الإذاعة البريطانية البي بي سي مصدره إذاعة ألمانيا ومفاده ان الحاج أمين وصل إلى جنوب إيطاليا، في حين من المفروض ان هناك رقابة شديدة في الشرق الأوسط على أخبار الحاج أمين وتحركاته. وفي اليوم التالي تلقت الوزارة برقية أخرى من السفارة في القاهرة تستفسر عن صحة خبر بثته إذاعة إيطاليا باللغة العربية عن وصول الحاج أمين إلى إيطاليا.
- في 29 تشرين الأول أكتوبر 1941 أبرقت وزارة الخارجية إلى مندوبيها في الهند ومصر وإيران والعراق وأفغانستان والقدس تبلغهم بأن الحاج أمين نجح في الهرب إلى إيطاليا وأنه لا يمكن كتم أخباره.
- في 31 تشرين الأول أكتوبر عاد قائد القوات البريطانية في الشرق الأوسط وأبلغ وزارة الخارجية ان سلطات الأمن التركية في اسطنبول تشك في صحة تقرير بثته الإذاعة الألمانية عن وصول الحاج أمين إلى جنوب إيطاليا.
- في 1 تشرين الثاني نوفمبر 1941 ردت وزارة الخارجية على برقية سفارتها في القاهرة بأنها لا تستطيع تأكيد الخبر وأنه لا توجد معلومات لديها بهذا الشأن.
- في 4 تشرين الثاني نوفمبر 1941 كتب السفير البريطاني في أنقرة إلى وزارة الخارجية في لندن ان الخبر الإيطالي عن المفتي ليس صحيحاً وأن المفتي لا يزال في طهران. لكنه قال انه ليس متأكداً كلياً من ذلك ووعد بمواصلة التحقيق في هذه المسألة.
- في 6 تشرين الثاني نوفمبر 1941 كتب السفير البريطاني في طهران إلى وزارة الخارجية انه لا يعلم شيئاً عن مكان وجود الحاج أمين، لكنه قال لو انه في ايطاليا لسمعنا صوته على الهواء من إذاعتها.
- في 6 تشرين الثاني نوفمبر 1941 كتب السفير البريطاني في أنقرة إلى وزارة الخارجية في لندن ان وزارة الخارجية التركية تلقت رسالة من سفيرها في روما ينفي فيها علمه بوجود الحاج أمين في إيطاليا. وقال ان الملحق العسكري التركي في السفارة لديه انطباع بناء على معلومات مصدرها إبنة أخ الحاج أمين ان المفتي غير موجود في إيطاليا.
- في 8 تشرين الثاني نوفمبر 1941 كتب السفير البريطاني في أنقرة إلى وزارة الخارجية في لندن ناقلاً عن وزير الخارجية التركي قوله انه إذا تأكد نبأ وجود الحاج الأمين في إيطاليا، فمعناه ان المفتي سافر عبر السعودية إلى طرابلس الغرب مروراً في منطقة خاضعة لبريطانيا، لأن تركيا رفضت مراراً طلبات بمنح الحاج أمين وثيقة مرور في الأراضي التركية.
كما نقل عن الوزير التركي ان رشيد عالي الكيلاني موجود في اسطنبول، نظراً لأن علاقته بأخيه سيئة من دون توضيح أي شيء عن مكان وجود كميل وسبب سوء العلاقة.
- في 12 تشرين الثاني نوفمبر 1941 أبلغ السفير البريطاني في طهران وزارة الخارجية في لندن ان زميله السفير العراقي سمع صوت الحاج أمين يتحدث من إذاعة "العربي الحر" في اليوم السابق وأن البث كان قوياً جداً.
- في 12 تشرين الثاني نوفمبر 1941 أخطرت وزارة الخارجية في لندن الحاكم البريطاني لبورما بتلقيها معلومات سرية تقول ان الحاج أمين موجود على متن سفينة ركاب موجودة في البحر على مقربة من بورما وطلب منه إجراء تفتيش عن المفتي فيها، مشدداً على ضرورة ألا يعلم أحد سبب التفتيش.
- في 13 تشرين الثاني نوفمبر 1941 أبرق السفير البريطاني في أنقرة إلى وزارة الخارجية في لندن ان وزير الخارجية التركي علم من برلين بأن الحاج أمين وصل إلى العاصمة الألمانية قبل يومين أو ثلاثة.
- في 18 تشرين الثاني نوفمبر 1941 كتب المندوب السامي البريطاني في فلسطين إلى وزارة الخارجية في لندن يحتج على استعمال إذاعة البي بي سي ووكالة أنباء رويترز لقب المفتي قبل إسم الحاج أمين، وقال ان هذا المنصب لم يعد قائماً ومن المحبذ عدم استعماله ويفضل الاكتفاء باسم الرجل، الحاج أمين الحسيني فقط.
- في 19 تشرين الثاني نوفمبر 1941 رد مكتب حاكم بورما على برقية وزارة الخارجية بأنه أجرى التفتيش ووجد ان جميع ركاب السفينة من اليابانيين سوى مسافر أفغاني واحد يدعى عبدالغفور خان قراع مع زوجته، تبين انه صعد إلى السفينة في ميناء بومباي وبحوزته جواز سفر ديبلوماسياً.
- في 22 تشرين الثاني نوفمبر 1941 كتب السفير البريطاني في أنقرة إلى وزارة الخارجية في لندن ان وزير الخارجية التركي عاد وعبّر عن شكوكه في صحة الخبر عن وجود الحاج أمين في برلين. لكن عندما قال السفير ان الألمان يسعون بأي ثمن الى احضار المفتي ورشيد عالي الكيلاني إلى برلين، ردّ الوزير التركي بأن رشيد عالي الكيلاني حصل على عفو من تركيا وهو حر طليق بلا مراقبة وأنه لا ضمانة لديه بأنه لن يهرب من تركيا.
- في 1 كانون الأول ديسمبر 1941 كتب السفير البريطاني في طهران إلى وزارة الخارجية في لندن يبلغها بأن سجلات الشرطة في إيران بيّنت ان عائلة الحاج أمين أرسلت إلى منطقة الأهواز منذ مدة طويلة. ونقل السفير البريطاني عن زميله السفير العراقي في طهران اعتقاده بأنه سُمح لأفراد العائلة بالعودة إلى فلسطين. كما قال السفير البريطاني ان البيت الذي كان الحاج أمين مقيماً فيه في طهران انتقل إلى صاحب الملك وهو يقيم فيه حاليا.
- في 3 كانون الأول ديسمبر 1941 إزاء هذه الفوضى والتقارير المتضاربة هب النواب في مجلس العموم ووجهوا سلسلة أسئلة الى وزير الخارجية عن مصير الحاج أمين، وما إذا كان يقوم بنشاط هدام ضد بريطانيا ويحيك المكائد مع دول المحور، وما إذا كان يعتبر بنظر البريطانيين عميلا لدول المحور، وما إذا كانت السلطات البريطانية تراقبه بدقة، وكيف يفسر الوزير قدرة الحاج أمين على التملص والإفلات من قبضة البريطانيين. فرد الوزير بأنه ليست لديه أي معلومات حول مصير الحاج أمين مؤكدا ان بريطانيا اتخذت كل الإجرءات اللازمة لتفادي مكائده.
- في 5 كانون الأول ديسمبر 1941 كتبت وزارة الخارجية في لندن لسفيرها في طهران تعرب عن قلقها لإفلات عائلة الحاج أمين من قبضتها، واحتجت فيها على عدم حصولها على معلومات مؤكدة عن مكان وجود أفرادها ومدى صحة أنهم أرسلوا إلى الأهواز وهل يعرف القنصل البريطاني في الأهواز بوصول العائلة. وطلبت التحقق من تقرير الشرطة الإيرانية وتاريخ مغادرة العائلة طهران ومعرفة عدد أفرادها وأعمارهم ذكوراً وإناثاً. وطلبت من السفارة البريطانية في بغداد ان تتولى التحقيق في الموضوع، مشككة في ان تكون العائلة عادت إلى فلسطين ليصبح أفرادها رهائن في أيدي السلطات البريطانية.
- في 6 كانون الأول ديسمبر 1941 كتب السفير البريطاني في بغداد إلى وزارة الخارجية يبلغها ان إمرأة قيل له انها والدة زوجة حيدر كميل حسين كانت موقوفة في الأهواز وأطلق سراحها من أجل العودة إلى فلسطين بناء على توصية من المندوب السامي البريطاني في القدس. ولدى وصولها إلى بغداد تبين أنها عائشة الحسيني زوجة المفتي. وقال السفير انه كان بالإمكان إعادتها إلى الأهواز، لكنها أرسلت إلى فلسطين بعد إخطار المندوب السامي في القدس بالأمر مرة أخرى. وقال ان بصحبتها صبياً في الرابعة عشرة وثلاث بنات صغيرات السن. وأضاف انه يعتقد ان جميعهم في فلسطين الآن.
وعلق موظف في وزارة الخارجية بخط يده على البرقية الواردة من بغداد قائلاً، من الواضح ان زوجة المفتي نجحت في الخروج من إيران بإسم مستعار.
- في 8 كانون الأول ديسمبر 1941 وجهت وزارة المستعمرات في لندن رسالة إلى المندوب السامي في فلسطين ونسخاً منها إلى عدد من الوزارات تطلب منه معلومات عن مكان وجود زوجة الحاج أمين وعائلتها. وكتب أحد الموظفين في وزارة الخارجية ملاحظة بخط يده على الرسالة: "ابحثوا عنها في فلسطين"، وأضاف توقيعه.
- في 8 كانون الأول ديسمبر 1941 ردّ المندوب السامي في فلسطين معلنا ان زوجة المفتي وعائلته موجودون في القدس. وفي اليوم ذاته بعث المندوب رسالة أخرى إلى لندن قال فيها ان عائلة المفتي تتألف من زوجته وثلاث بنات وصبي عمره 14 سنة، تماماً كما ذكرت رسالة السفير البريطاني في بغداد.
- في 24 كانون الأول ديسمبر 1941 تلقت وزارة الخارجية في لندن رسالة من السفير البريطاني في برن في سويسرا استناداً الى مصدر قال انه اعتمد عليه في أخبار موثوق بها حصل عليها في السابق بأن الحاج أمين موجود في ألمانيا، ومن هناك كتب إلى الزعيم اللبناني الدرزي شكيب أرسلان الذي كان موجوداً في جنيف يبلغه انه عندما وصل إلى برلين قبل بضعة أسابيع جرى استقباله كرئيس دولة من جانب هتلر بحضور ريبنتروب وزير خارجية ألمانيا النازية. وقال الحاج ان الرعب يسود الأوساط العربية في برلين بشأن الاتجاه الذي تسير فيه الحرب. وأضاف السفير ان المصدر الذي نقل إليه الخبر قال ان النازيين فقدوا اهتمامهم حالياً بالمفتي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.