قفزت اسعار النفط الى أعلى مستويات تسجلها منذ حرب العراق وسط مخاوف في شأن المعروض النفطي وتوقعات بان تواصل الصناديق شراء النفط نتيجة الشكوك في شأن الصادرات العراقية والقلق بسبب انفجار في فندق في اندونيسيا أول من أمس. ارتفع خام القياس البريطاني "برنت" للعقود الآجلة تسليم أيلول سبتمبر في بورصة النفط الدولية في لندن بعد ظهر أمس الى 30.44 دولار للبرميل، بزيادة مقدارها 46 سنتاً على سعر الاقفال السابق ليسجل مستوى مرتفعاً جديداً في فترة ما بعد حرب العراق. وارتفع الخام الاميركي الخفيف للعقود الآجلة تسليم أيلول في التعاملات الالكترونية على نظام "أكسيس" في بورصة "نايمكس" في نيويورك الى 32.68 دولار للبرميل، بزيادة مقدارها 50 سنتاً على سعر الاقفال السابق. وقالت وكالة انباء منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك نقلاً عن امانة المنظمة ان سعر سلة خامات "أوبك" السبعة واصل الارتفاع فوق الحد الاقصى للنطاق المستهدف للمنظمة وبلغ 28.80 دولار للبرميل أول من أمس مقابل 28.66 دولار يوم الاثنين. وكانت اسعار النفط قفزت أول من أمس بعد ان دمر انفجار سيارة ملغومة فندقاً فخماً في عاصمة اندونيسيا وبعد ان قال العراق انه لم يحدد بعد موعد استئناف الصادرات من خط الانابيب من كركوك الى ميناء سيهان في تركيا. وخط الانابيب من العراق الى ميناء سيهان التركي على البحر المتوسط، الذي كان ينقل نحو ثلث انتاج النفط العراقي قبل الحرب التي قادتها الولاياتالمتحدة، ما زال مغلقاً منذ آذار مارس بسبب خسائر الحرب وما اعقبها من عمليات سلب ونهب وتخريب. وادى تباطؤ انتعاش صادرات العراق النفطية الى زيادة السحب من مخزونات الخام في الدول الغربية وابقاء الاسعار مرتفعة حول 30 دولاراً للبرميل وهو مستوى يقول خبراء اقتصاديون انه يعوق النمو في الغرب الذي يعتمد على استيراد النفط. وقال رئيس "أوبك" وزير الطاقة القطري عبدالله العطية في اجتماع "أوبك" الاسبوع الماضي ان المنظمة قد ترفع الانتاج اذا تجاوزت الاسعار الحد الاقصى المستهدف للمنظمة بين 22 و 28 دولاراً للبرميل طوال 20 يوم عمل متصلة. وتقضي آلية اسعار "أوبك" بان تعدل المنظمة الانتاج بواقع 500 الف برميل يومياً، بزيادة او نقصان، عن سقف الانتاج اذا خرج سعر السلة عن النطاق السعري المستهدف. لكن وزراء "أوبك" قالوا سابقاً انهم ليسوا ملزمين بتنفيذ الية الاسعار ويتعين عليهم ان يوافقوا على اي تغيير في سقف الانتاج الذي قرروا في اجتماع الاسبوع الماضي تركه من دون تغيير عند 25.4 مليون برميل يومياً. انتاج "أوبك" اظهر مسح اجرته "رويترز" ان انتاج "أوبك" زاد قليلاً في تموز يوليو الماضي عن الشهر السابق بسبب بطء انتعاش صناعة النفط العراقية، علماص ان انتاج فنزويلا والكويت والسعودية انخفض بينما ارتفع انتاج نيجيريا وايران والعراق. وبلغ انتاج "أوبك" اجمالاً 26.53 مليون برميل يومياً، بزيادة مقدارها 80 الف برميل يومياً عن حزيران يونيو الماضي. وحسنت الدول العشر الاعضاء في المنظمة الملتزمة حصص الانتاج، باستثناء العراق، مستوى التزام سقف الانتاج الرسمي البالغ 25.4 مليون برميل يومياً في تموز وانخفض الانتاج الفعلي للاعضاء العشرة بمقدار مئة الف برميل يوميا الى 25.87 مليون برميل يومياً. وبعد شهرين من ثبات الانتاج في العراق قالت السلطة المدنية الاميركية انها تمكنت من رفع تدفق الخام الى 1.2 مليون برميل يومياً في نهاية تموز على رغم ان بعض النفط اعيد ضخه في حقول النفط. وتنتظر الاسواق بيانات اميركية رسمية في شأن المخزون يتوقع ان تظهر زيادة مخزون الخام بمقدار 500 الف برميل نتيجة زيادة الواردات، الا انه من المتوقع ان يتراجع مخزون البنزين بمقدار 1.7 مليون برميل نتيجة الطلب القوي في ذروة موسم الرحلات.