مع أن عمره لا يتجاوز ال 95 عاماً إلا انه يحاول جاهداً منافسة الكشري. انه الشاي "أبو فتلة" أو ما يطلق عليه Tea Bag الذي ظهر منذ العام 1908 في نيويورك في الولاياتالمتحدة، ومنذ ذلك الحين وهو يتصدر قوائم المشروبات في كثير من الاماكن العامة. أما الكشري المصري الاصيل فهو لا يزال يقوى على المنافسة، الشاي الكشري بنكهته ومذاقه المختلف المميز والذي يُطلق مجازاً على الشاي، على اسم اشهر الاكلات المصرية الشعبية من الرز والمعكرونة والعدس، اما الشاي الكشري فهو عبارة عن شاي خشن نسبياً يوضع في الكوب ثم يُصب الماء المغلي عليه ويضاف اليه السكر. وللشاي الكشري شعبية كبيرة لا تقل عن شعبية أكلة الكشري اللذيذة بالدَّقة، اذ يطلبه رواد المقاهي بدلاً من الشاي المغلي الذي عادة ما يقدم في المقاهي المنتشرة في الاحياء الراقية والشعبية في مصر. ولا يعني ذلك أن شرب الشاي الكشري يقتصر فقط على المقاهي بل تفضله الغالبية ايضاً في المنازل، حتى في حال وجود "ابو فتلة"، وتعلل ذلك بأن الكشري له مذاق خاص وان "ابو فتلة" عادة ما يكون خفيفاً، والشاي كمشروب قومي كان من قديم الازل وما زال يحتل رأس قائمة المشروبات في أي مكان، بأنواعه وتسمياته المختلفة. فالى جانب الشاي "ابو فتلة" والكشري، هناك الشاي في الخمسينة وهو الشاي الثقيل المفضل لدى الغالبية من الاقاليم وطبقة العمال ويطلبونه لضبط الدماغ ويكون الكوب مملوءاً الى نصفه فقط وهو مُرّ الطعم نسبياً، لذلك يحلى بالكثير من السكر. الزنجبيل هو الاكثر شعبية هناك ايضاً الشاي على "مايّه بيضا" اي مثل الكشري او "واحد شاي على بوسطه" وهو ايضاً شاي غير مغلي وسكره مضبوط. والشاي بسكر مضبوط ثقيل جداً مضاف إليه قليل من الحليب. وهناك ايضاً شاي "الفرسكة" والشاي بالقرفة او النعناع او الشاي بالحليب وبالنعاع معاً، الى جانب الشاي بالزنجبيل المحبب لدى الكثر من المصريين. اما في الوجه القبلي، فالصعايدة يعشقون الشاي الثقيل المغلي. ومجازاً يقولون على سبيل الدعابة شاي يحِلّ العمارة اي شاي ثقيل واسود ومغلي أكثر من مرة على نار هادئة أو فحم مثلاً ثم يحلى بالسكر ليكاد ان يكون مربى شاي. اما نحو 65 في المئة من الشعب المصري فيعشقون تناول الشاي في كوب زجاجي لان ذلك يعطي له مذاقاً خاصاً أكثر من الفنجان المصنوع من البورسلين الصيني. ولأن الشاي يعتبر بالفعل من المشروبات المحببة في مصر فإن عادات شربه تختلف من شخص لآخر، فهناك من لا يستطيع أن يفتح عينيه في الصباح او التحدث، حتى يشرب كوباً أو اثنين من الشاي، وهناك ايضاً بعض العائلات الذين يشرعون في صنع الشاي وهم يتناولون طعام الغداء مثلاً، حتى إذا فرغوا من الطعام يتناولون الشاي مباشرة. وعلى رغم أنها عادة غير صحية اذ ينصح الاطباء بالانتظار نحو ساعة على الاقل بعد تناول الطعام لشرب الشاي. والبعض يفضل تناول الشاي بشكل مستمر خلال العمل أو الاستذكار، حتى يستطيعوا التركيز. وهناك من يفضل تناول فنجان شاي دافئاً قبل النوم. ونسبة كبيرة من المصريين، خصوصاً النساء يفضلن شرب الشاي بالحليب في الصباح الباكر وخلال اليوم في اي وقت، بل إن البعض يمكن ان يستغني عن الطعام ويضحي به من اجل الاستمتاع فقط بكوب الشاي بالحليب، المغذي اللذيذ والذي يساعدهم في اتباع رجيم معين لانه يعطي الاحساس بالشبع. حدائق الشاي بعض العائلات المصرية لا تزال تلتف مع اصدقائها أو مع افراد عائلاتها بعد الظهر او في الساعة الخامسة مثل البريطانيين حول صينية الشاي وتقدم معه في بعض الاحيان الحلوى اللذيذة او البسكويت. والاقلية تحب تناول الشاي في فنجان وتفضل "ابو فتلة". أما حدائق الشاي في مصر، فهي عادة تكون مملوءة بالزبائن الذين يتقابلون بعد العمل احياناً او في نهاية الاسبوع، للتحدث او مناقشة امر مهم. يذكر أن افتتاح اولى حدائق الشاي كان في نيويورك. ويتناول المصريون الشاي باختلاف طبقاتهم وثقافاتهم في شكل منظم من ثلاث الى أربع مرات يومياً على الاقل. أما المدخنون فيعشقون تناول الشاي مع السيجارة ولا يستطيعون في بعض الاحيان شرب الشاي من دون سيجارة معه. أما شباب الجيل الجديد فيعشق تناول الشاي المثلج او ما يسمى ICE TEA الذي بدأ تصنيعه في العام 1904، فهم يحبون تناوله في اي مكان، في المنزل او في المقهى مع الاصدقاء او في الشارع او في السيارة لطعمه اللذيذ ونكهاته المختلفة بالفواكه. وتبعاً للاحصاءات فإن استيراد مصر من الشاي تدنى خلال السنوات الاخيرة وتستورد مصر نحو 6 - 7 ملايين كيلو غرام من الشاي، ومن أكبر مصدري الشاي لمصر هي سيريلانكا وكينيا، وهناك ثلاثة انواع من الشاي: الاسود والاخضر والاولنج، أو الخلطة بين الاسود والاخضر واللون والمذاق. مشروب قومي ويذكر أن الشاي الاسود هو الاكثر رواجاً في مصر، والشعب البريطاني يعد من الشعوب المحبة للشاي، إذ في انكلترا يعتبر من المشروبات القومية الاولى حيث يصل الاستهلاك اليومي هناك الى نحو 165 مليون كوب. وعلى رغم اختلاف ثقافات شعوب العالم وعاداتها إلا أن جميعها تتفق في عادة تناول الشاي كمشروب قومي أول ولكن فقط باختلاف ثقافة شربه وطريقته. والشاي بطبيعته لا يحتوي على سعرات حرارية، إلا في حالة اضافة الحليب والسكر، إذ يحتوي في هذه الحال على الكثير من الفيتامينات والمعادن والكالسيوم، والزنك والبوتاسيوم والمنجنيز. ويقول العلماء إن تناول خمسة اكواب من الشاي يومياً يقوي جهاز المناعة ويعطي الجسم فرصة افضل لمقاومة العدوى. واشارت ذلك دراسة اجريت ضمن اعمال الاكاديمية الوطنية للعلوم الى ان احد مكونات الشاي يساعد على مقاومة الجراثيم والفيروسات والفطريات. ويرتبط الشاي بفوائد مثل تقليل نسبة الاصابة بأمراض القلب والسرطان من خلال عمل مادة الفلافوفويد وهي مادة مقاومة للتأكسد، وتشير كذلك دراسة اخرى الى قدرة الشاي على مقاومة امراض تخلخل العظام وهشاشتها وبعض اعراض الحساسية. وتبعا لدراسة علمية فإن الشاي يحتوي على نحو 65 في المئة من مركب الفلوريد اليومي، الذي يساعد على تقوية العظام وحماية الاسنان من التسوس.