عن مركز زايد العالمي للتنسيق والمتابعة، صدرت حديثاً اعمال ندوة "العقلانية بين الشرق والغرب" الدولية، وكان عقدها المركز بمشاركة جامعة الدول العربية، في الفترة بين 23 و24 حزيران يونيو من العام الجاري. شارك في الندوة نخبة من الفلاسفة والمفكرين والاكاديميين، هم: البروفيسور بيل كوك، المدير الدولي لمركز البحث الحر واستاذ الفلسفة الزائر في جامعة بافلو الاميركية، وجيلبير اوتوا استاذ الفلسفة في الجامعة الحرة في بلجيكا، وديفيد شتاينر استاذ الفلسفة ومدير التدريب في جامعة بوسطن الاميركية، ومنى ابو سنة استاذة الادب الانكليزي في جامعة عين شمس، ومراد وهبة استاذ الفلسفة في جامعة عين شمس. وأبرزت الابحاث المقدمة تبايناً في الآراء عن معنى العقلانية، ومكانتها في الشرق والغرب، واتفاقاً على عدم وجود جسر بينهما. ففي حين رأى بيل كوك ان ليس ثمة عقلانية واحدة، سأل ديفيد شتاينر عن مدى نجاح كل من هابرماس ورولز في محاولة انقاذ مركزية العقل. واضاف ان تشككه في ذلك دفعه الى البحث عن بدائل، واتاح له فرصة الاجتهاد في اعادة تحديد معنى العقلانية. اما جيلبير اوتوا، فاستعان بتخصصه في اخلاقيات البيولوجيا لتحديد معنى العقلانية في ضوء الحضارة التكنوعلمية، المتعددة الثقافات. وقال ان الثقافات المختلفة محكومة بهذه الحضارة، ولكنها ليست مقيدة بها. وخلص الى ان الحكمة التي تساير الحضارة الحاكمة هي الزمانية وعدم التحديد وعدم الثبات، والتسامح والتضامن والارادة الخيرة. من جهتها، شددت منى ابو سنة على عدم وجود اي جسر بين الشرق والغرب. "فالاسطورة تهيمن على فلاسفة افريقيا. وهو ما يعني التقليل من اهمية العقل". وهذه النتيجة هي ذاتها ما خلص اليه مراد وهبة، الذي اضاف الى فلاسفة افريقيا فلاسفة العالم الاسلامي، "الذين حولوا النسبي الى مطلق، وتنكروا للعلمانية، التي هي اساس العقل".