هز مدينة بومباي العاصمة التجارية للهند انفجاران امس، اسفرا عن مقتل 45 شخصاً على الأقل واصابة نحو 140 آخرين بجروح. واتهمت نيودلهي "ارهابيين" بالوقوف وراء التفجيرين، فيما دانت باكستان استهداف المدنيين وأعربت عن تعاطفها مع ذوي الضحايا. وتزامن الانفجاران مع صدور تقرير هندي رسمي حول النزاع على المسجد البابري التاريخي في مدينة ايوديا شمال. وجاء التقرير لغير مصلحة المسلمين، ما حدا ببعض المسؤولين الهنود الى الربط بينه وبين التفجيرين. ووقع الإنفجار الأول في موقع "غايتواي اوف انديا" بوابة الهند السياحي على الشاطئ والذي بناه المستعمرون البريطانيون احياء لذكرى زيارة الملك البريطاني جورج الخامس عام 1911، فيما وقع الإنفجار الثاني بعد قرابة نصف ساعة في سوق "زافيري بازار" للمجوهرات المكتظة بالباعة والمتسوقين. وأفادت وكالة انباء "برس تراست" الهندية ان الشرطة احتجزت سائق اجرة يعتقد أن صندوق سيارته احتوى على متفجرات. وصرح راجندرا داردا وزير الداخلية في ولاية ماهاراشترا التي تضم مدينة بومباي، بأن الانفجارين نفذا بواسطة سيارتين مفخختين، مؤكداً ان "الانفجارين وقعا في المقعدين الخلفيين لسيارتي اجرة". وأعلن مفوض الشرطة في بومباي جاود احمد ان "التفجيرين في مكانين مكتظين في بومباي يهدفان الى خلق الذعر". ورأى ان التفجيرين قد يكونا رد فعل غاضباً على صدور التقرير الهندي الذي اشار الى وجود معلم اثري ما في موقع المسجد، معززاً بذلك مزاعم الهندوس بوجود معبد تاريخي لهم تحت المسجد الذي اقدموا على تفجيره عام 1992، ما تسبب بمواجهات عنيفة مع المسلمين الغاضبين. ولم تنشر الشرطة التقرير واكتفت بتوزيعه على محاميي الطرفين الذين اختلفوا في تفسيره، كونه يشير الى وجود معلم اثري تحت انقاض المسجد، من دون تحديد ما اذا كان معبداً. وكانت اضطرابات واسعة وقعت العام الماضي بين الهندوس والمسلمين ادت الى مقتل نحو الف شخص غالبيتهم من المسلمين. وسبق ان استهدف انفجار قطاراً في بومباي في آذار مارس الماضي، ما اسفر عن مقتل 11 شخصاً، واتهمت الشرطة "مقاتلين اسلاميين" بتنفيذه. حال تأهب ووضعت ولاية ماهاراشترا ومدينة نيودلهي وولاية غوجارات الغربية في حال تأهب قصوى في اعقاب الانفجارين. وفي نيودلهي، اعلن مسؤولون ان عناصر الشرطة في المدينة وضعت في حال تأهب، خصوصاً المتمركزين منهم في الاماكن الحساسة. باكستان تدين التفجيرات ومن جهة اخرى، اعلن الناطق باسم وزارة الخارجية الباكستانية مسعود خان ان بلاده: "تدين هذه الهجمات وتتعاطف مع الضحايا وعائلاتهم". وقال: "استهدف الانفجار المدنيين ونحن ندين كل الأعمال الإرهابية"، معتبراً ان "هذه الجريمة يجب ادانتها بأقصى العبارات". ويأتي الانفجاران وسط تحسن في العلاقات بين باكستانوالهند التي سبق ان اتهمت إسلام آباد بالوقوف وراء الهجمات التي ينفذها المتمردون المسلمون على اراضيها.